الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ليلى مراكشي: تغيير المجتمعات العربية سيكون على أيدي النساء

ليلى مراكشي: تغيير المجتمعات العربية سيكون على أيدي النساء
13 ديسمبر 2013 00:37
جهاد هديب (دبي) - أكدت المخرجة المغربية ليلى مراكشي أنها تنتمي بالفعل إلى ما بات يسمى مؤخرا بـ «سينما المرأة العربية»، وأنها قدمت فيلمها الأخير «رك القصبة» الذي يشارك في مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة في مهرجان دبي السينمائي الدولي في سياق هذه السينما. جاء ذلك ردا على سؤال ورد في الحلقة النقاشية في إطار منتدى دبي السينمائي التي أقيمت مساء أمس في الأرينا بمنطقة جميرا بدبي، وشاركتها الحديث فيها الممثلة مرجانة علوي والمنتجة الفرنسية ستيفاني كاريرا، وأدارها الناقد انطون خليفة والمترجمة ريم عويس عن الفرنسية والإنجليزية. وأضافت ليلى مراكشي في سياق الرد نفسه: «هناك جيل جديد من النساء العربيات القويات مثلما أن هناك جيلا جديدا من المخرجات العربيات اللواتي يردن التعبير عن مجتمعاتهن، واللواتي يسعين إلى التغيير وسيكون على أيديهن»، مشيرة إلى أن «كلا من الممثلات قد جاءت من أفق مختلف وتجربة عربية مختلفة وما يجمعهن هو التوق إلى التغيير والرغبة في الحرية». في الوقت نفسه، لم يكن جمع هذا العدد من الممثلات والمخرجات سهلا في فيلم واحد خاصة أن أياً منهن لها الحق في أن ترى الموضوع من ناحيتها: «كان الأمر صعبا، فذهبت إلى بيروت لإقناع نادين لبكي بذلك ثم ذهبت إلى هيام عباس التي كانت قد انتهت للتو من أحد أفلامها. باختصار، أردته فيلما عربيا يروي حكاية مغربية». ثم انتقل الحديث إلى مرجانة علوي: «عندما قدمت دورا في فيلم «مرام» كنت أشعر بأنني قريبة إلى الشخصية، أما في تجربة «رك القصبة» فقد شعرت بأنني قريبة إلى الشخصية أيضا إنما أكثر قربا إلى ليلى مراكشي، ربما لأننا كنا فنانتين من البلد نفسه ونعيش خارجه ونريد أن نقول شيئا ما عنه من وجهة نظرنا بصفتنا امرأتين». كيمياء أما عن العلاقة التي تربط المخرج بالمنتج فقالت المخرجة ستيفاني كاريرا: «هناك كيمياء ما في علاقتي بليلى مراكشي صغناها معا عبر عشر السنين، هي عمر معرفتي بها عملنا خلالها معا في فيلم قصير ثم جاء هذا الفيلم ليعمق العلاقة بيننا، إذ أنني ما إن قرأت ما بين السطور في السيناريو حتى قررت الدخول كمنتجة، وبالطبع ترك هذا الأمر أثره على الإنتاج أيضا إيجابيا». وردا على سؤال يتعلق بما إذا كان هذا الإنتاج يأتي في سياق دعم «سينما المرأة العربية»، قالت ستيفاني: «أنحاز إلى الجيد من الأعمال، في هذه التجربة اكتشفت مجتمعا آخر وتعرفت على القضايا العربية الراهنة ولاحظت أن المرأة العربية تريد أن تسمع صوتها لمجتمعها وللعالم»، مؤكدة أن «القضايا العربية الراهنة لا تقتصر على أوضاع المرأة بل تتجاوزها أيضا، فهناك قضايا سياسية وأخرى ثقافية وسواهما». عمر الشريف بين النساء وفي سياق هذا الحديث عن «سينما عربية نسوية»، ردت المخرجة ليلى مراكشي على سؤال لـ «الاتحاد» عن كيفية حضور ممثل معروف عالميا هو عمر الشريف وسط هذا الحضور من الممثلات والمخرجات، بالقول: «لم يكن التعامل معه سهلاً فهو ممثل كبير حقا لكنه أيضا كبير في السن ما جعل أمر التعامل معه حساسا أيضا، لكن، بحق، كان حضوره على الشاشة رائعا، أما ما حدث في الكواليس فهذا شأن آخر». وأضافت: «وبالفعل، كانت هناك أهمية لحضوره كشخصية، فهو الأب الذي مثّل المجتمع الأبوي. قام برعاية الأسرة وكانت محبته شديدة لبناته مع أنه منعهن من التعبير عن أنفسهن، وبعد موته رأينا ما حدث لبناته. لقد كنت سعيدة بالعمل مع هذا الممثل الكبير». ومما انطوت عليه الحلقة النقاشية من أفكار وإشارات حول الفيلم، أشارت ليلى مراكشي إلى أن التصوير قد استغرق خمسة وثلاثين يوما فقط وهي فترة اعتبرتها قصيرة للغاية، وجرى أغلبها في بيت في طنجة، كما نوهت إلى أن السيناريو كان مكتوبا للتصوير في الدار البيضاء، غير أن عدم العثور على البيت المناسب إلا في «طنجة» جعل فريق العمل ينتقل إلى هناك، وهناك استغرق النقاش مع الممثلين حول الفيلم خمسة أيام فقط، وكنا نعمل يومياً على مدار الساعة تقريبا». وعن البيت وساكنيه الذين ينتمون للطبقة الوسطى المغربية، قالت مراكشي: «كان البيت شخصية أخرى من الشخصيات الحية في الفيلم، وله أهمية مركزية فيه، ويتوافر على حسّ شاعري خدم الفيلم دراميا؛ إذ كان أحد مالكيه فنانا تشكيليا، أما اختيار الطبقة الاجتماعية، فالسبب يعود أولا إلى أن السينما المغربية لم تتناول سابقا هذه الطبقة الاجتماعية بما يكفي، وقد حدث ذلك مع أنها الطبقة الأكثر تنوعا ثقافيا والتي كانت أكثر إسهاما في تحرير المرأة». يشار إلى أن الفيلم قد جمع فضلاً عن مرجانة علوي ومواطنتها لبنى الزبال، نادين لبكي من لبنان وهيام عباس من فلسطين، بالإضافة إلى عمر الشريف، وكان عرضه في مهرجان دبي السينمائي الدولي هو العرض الأول له عالمياً، ويعاد عرضه اليوم «الجمعة» في الثامنة والنصف مساء في سينما 5 في مول الإمارات بمنطقة جميرا بدبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©