السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عجلتُ إليكَ لترضى

عجلتُ إليكَ لترضى
15 ديسمبر 2011 00:43
سرّجتُ خيل القلبِ ثمّ عجلتُ قصدي رضاهُ وما سواهُ قصدتُ وشددتُ رحلي صوبَ محراب التقى زادي الرجاءُ، وخشيةٌ أسرجتُ وطرقتُ في خجلٍ وحبٍّ بابه إني إليكَ أيا إلهُ أنبتُ ربّاهُ ضلَّ السعيُ في بحر الهوى دهراً ركبتُ دجاهُ ثمّ غرقتُ وبقيتُ فيه كأنّ عينيَ أُخمدَتْ والقلبُ مطبوعٌ عليهِ، لهوتُ ولعبتُ حتى نابني ما نابني ضيّعتُ عمري، آهِ كم ضيّعتُ شهِدَتْ عليّ جوارحي، لم أستتر وعن الورى ما قد جنيتُ سترتُ وإذا ظهرتُ لهم يُقالُ: “كريمةٌ” لو أنّهم علموا الذي خبّأتُ وسترتَني يا ربّ لطفاً، ليتني أدركتُ ذلك وقتَما أجرمتُ آتي الذنوبَ كبيرها وصغيرها حتى بقدركَ يا عظيمُ جهلتُ وإذا أتيتُ الذنبَ بتُّ مُصرّةً آتيهِ صبحَ مسا وكم أسرفتُ بلغتْ عنانَ سمائك الدنيا الذ ذنوبَ، فهل ترى لي توبةٌ إن تبتُ! إنّي أتيتكَ يا رحيمُ ومهجتي محمومةٌ من شرّ ما أسلفتُ أرجوكَ عفواً يا كريمُ ورحمةً أدركتُ ما قدّمتُ فاستغفرتُ ولأنتَ من للذنبِ يغفرُ خالقي غفرانك اللهمّ ما قدّمتُ قالوا بأنّي نورهم وسراجهم ومشيتُ فخراً بينهم ومرِحتُ وكبرتُ في عينِ الجميع وغرّني أنّي بعين العالمين كبرتُ وأنا الذليلة بين أغلال الهوى في جبّ ظلمتها القصيّ سقطتُ الحمد لله الذي جعل الخطا يا لا تفوح، ولو تفوحُ نُبذتُ يا ربّ إني قد علمتُ بأنني للنفسِ يا رب النفوسِ ظلمتُ ورأيتَني وعلمتَ ما اجترحتْ يديْ يَ، وكيف أني منكَ ما استحييتُ وسمعتَ أنفاسي وحرقةَ لذّةٍ تجتاحها إن بالخطا فكّرتُ وشهدتَ كيف القلبُ يعلو همّةً إن لارتكابِ الإثم ثَمَّ نويتُ وهممتُ، لم أخشَ الممات ولا لظى ويحي، كأنّي بالنشورِ شككتُ ما حيلتي إن جاء موتي بغتةً وأنا على فرُشِ الذنوبِ قدتُ ونعانيَ الناعي وقيلَ بأنني حينَ ارتكابي للذنوبِ أُخِذتُ أخذاً عزيزاً من عزيزٍ قادرٍ وأصابَ ذكري الخزيَ حينَ كُشفتُ وإذا دُفنتُ، فما أشدَّ عذا بَ قبرٍ، ما اتّقيتُ وكم به خوِّفتُ وإذا حُشرتُ، يقالُ هذي النا رُ مثوى الظالمين، عن الصراطِ زللتُ ورأيتُ قومي للجنان تسابقوا وجدوا النعيمَ، من النعيمِ حُرمتُ لا من يصاحبني فيدفعُ حرَّها عنّي، وينجيني إذا ناديتُ: “ماءً، فإني قد عطشتُ ولم أجد غير الحميم، وبالضريعِ غصصتُ” فيقول كلٌّ: “إنها قد حُرّمتْ” “يا مالكُ اقضِ عليّ”، ثمّ دعوتُ والخزيُ يومئذٌ شديدٌ، ليتني لله من قبل الممات رجعتُ غفرانك اللهمّ عن ذنبٍ له أسررتُ أو يا راحمي أعلنتُ اغفر ذنوبي جلّها ودقيقها ما قدّمتْ نفسي وما أخّرتُ وقِ من أتتكَ بتوبةٍ طرق الهوى بكَ خالقي من شرّها قد عذتُ إني أتيتكَ والدجى متراكمٌ وتركتُ كل الناسِ ثم وقفتُ وتركتُ ديباج الكرى من أجل أن ترضى أيا مولايَ إذ لبّيتُ لبيكَ في الثلث الأخير إذا نزلـ ـت إلى السماءِ فقلتَ: “من..؟”، فسألتُ إنّي رجوتُ رضاكَ فارضَ ورضّني بقضاكَ، إنّي إن رضيتَ فمُتُّ سأعيشُ في نورٍ وأُخلدُ في النعيـ ـم، وذاك ما قد يا إلهُ رجوتُ فامنح فؤادي ما أتى لكَ سائلاً إياهُ، إني للنداءِ أجبتُ سرّجتُ خيلي ثم جئتكَ خشيةً لرضاكَ يا ربّ الأنامِ عجلتُ وتركتُ أهوائي تموجُ ببعضها وتركتُ ما أبغضتُ واستحببتُ فإذا رضيتَ فذاك غاية مطلبي إني لبابكَ يا إله طرقتُ حاشاكَ ردّ السائلين وإنني بعظيمِ فضلكَ يا إله علمتُ أيقنتُ أنّكَ يا إلهي تستجيـ ـب لمن دعى، حتى بذاكَ طمعتُ هذا رجائي دائماً [ربِّ الرضى] وختامُه ما قد بهِ أمّنتُ وعلى الحبيبِ سلامُ قلبي دائماً وعليهِ قبل وبعد ذا صلّيتُ * شاعرة إمارتية ـ العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©