الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هلع أمني في صنعاء يغلق مكاتب الأمم المتحدة

هلع أمني في صنعاء يغلق مكاتب الأمم المتحدة
13 ديسمبر 2013 13:52
صنعاء (الاتحاد – ا ف ب) - اجتاحت العاصمة اليمنية أمس الخميس، موجة هلع من السيارات المفخخة مع انتشار إشاعات حول هجمات انتحارية متوقعة، فيما أغلقت الأمم المتحدة مكاتبها في صنعاء، واعتذرت مدارس أجنبية عن عدم استقبال طلابها الخميس “لأسباب أمنية”. وظلت السفارات الاجنبية مفتوحة كالمعتاد، فيما تلقى اليمنيون بصدمة مشاهد بثها التلفزيون اليمني الرسمي مساء الاربعاء حول الهجوم الكبير الذي نفذه مسلحون من تنظيم القاعدة الأسبوع الماضي ضد مجمع وزارة الدفاع في صنعاء، وأسفر عن 56 قتيلا و215 جريحا. وأظهرت المشاهد كيف قام المهاجمون ببرودة بقتل اطباء وممرضات في مستشفى وزارة الدفاع، فيما تمكنت قوات الامن من قتل المهاجمين الـ12 الذين غالبيتهم من الجنسية السعودية.وأعلن مدير مستشفى مجمع الدفاع، الدكتور هشام عثمان، استقالته من منصبه، احتجاجا على بث مشاهد قتل أطباء وممرضات وعاملين في المستشفى “دون مراعاة لمشاعر أقارب وعائلات الضحايا”، معتبرا إقدام التلفزيون الحكومي على هذه الخطوة “تصرفاً غير مسؤول” ومستفزاً. ورأي مراقبون أن بث مشاهد “قتل مروعة” عبر التلفزيون الحكومي زاد من حالة الهلع والخوف بين أوساط السكان، خاصة في ظل فشل السلطات الأمنية في الحد من الاضطرابات التي يعاني منها البلد منذ حركة الاحتجاجات الشعبية في 2011 التي أزاحت الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن السلطة.وتعاظمت مخاوف السكان مع انتشار الإشاعات كالنار في الهشيم حول تفجيرات متوقعة بسيارات مفخخة. وتناقل مواطنون رسائل عبر الجوال تُحذر من هجمات انتحارية بسيارات مفخخة الخميس تستهدف منشآت حيوية في العاصمة وأسواقاً تجارية كبيرة. ودعت الرسائل ومصدرها الأصلي مجهول إلى نشر التحذيرات “لحمايتك وحماية المواطن اليمني”.وأغلقت نسبة كبيرة من المحال التجارية ابوابها الخميس في صنعاء التي بدت الحركة فيها مشلولة، فيما انتشر مئات الجنود حول معسكرات ومنشآت حيوية في العاصمة “تحسباً لهجمات محتملة من القاعدة”، بحسب مصدر عسكري يمني تحدث لـ(الاتحاد). وكانت مصادر أمنية قالت سابقا لوكالة فرانس برس إنه في اعقاب الهجوم الدامي الذي استهدف مجمع وزارة الدفاع الخميس، فككت السلطات الامنية عبوتين في سيارتين مفخختين، فيما تتابع البحث عن خمس سيارات مفخخة.وقررت الامم المتحدة، الأربعاء، إغلاق مكاتبها في العاصمة اليمنية الخميس، وأمرت موظفيها بعدم التوجه الى العمل بعد تلقي تحذير من احتمال تعرضها لهجوم. وقال مصدر أممي في صنعاء الأربعاء ان “موظفي بعثة ووكالات الامم المتحدة تلقوا تعليمات بعدم التوجه الى عملهم الخميس”، مضيفاً أن الإجراء هو “احترازي جاء بناء على نصيحة من السلطات الامنية””. وحذرت المنظمة في توجيه لموظفيها من “خطر حدوث عمليات ارهابية محتملة في مناطق معينة” خاصة في حي حدة الذي تقع فيه مكاتب الامم المتحدة جنوب صنعاء، بحسب المصدر. كما أعلنت المدرستان الأميركية والبريطانية إغلاق أبوابها الخميس “لأسباب أمنية”، وأمرت طلابهما البقاء في منازلهم، “وتوخي الحيطة والحذر”، حسبما أفادت مصادر تربوية مطلعة. وبحسب مصادر متطابقة، اغلقت مكاتب شركة النفط الفرنسية “توتال”، أمس الخميس، وكذلك مكاتب الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال، وهما الشركتان المسؤولتان عن مشروع بلحاف لتسييل الغاز في جنوب اليمن، فيما ظلت السفارات الغربية مفتوحة الخميس، بما في ذلك السفارة الاميركية والفرنسية والبريطانية، بحسب مصادر في هذه السفارات. من جانبه، شكك مسؤول امني رفيع في جهاز الأمن القومي (الاستخبارات) في مصدر التحذيرات من وقوع هجمات إرهابية، وقال إنها “معلومات كاذبة جرى ترويجها للجهات الغربية وهي غير صحيحة”. وأضاف “كنا مجتمعين مع مسؤولين امنيين في السفارات الغربية، ولا معلومات عن عمليات ارهابية”.وبحسب المسؤول، فإن “هناك حملة إشاعات تتعمد نشر الخوف والقلق في اوساط الناس”، مقرا في نفس الوقت بأن السلطات “اتخذت فعلا اجراءات احترازية حول السفارات والمصالح الغربية والمنشآت الحيوية في كل اليمن وليس في صنعاء فقط”، بعد هجوم الخميس الماضي. وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية، الأربعاء، ضبط 25 دراجة نارية و18 سيارة مخالفة و13 قطعة سلاح، إضافة إلى اعتقال 14 مطلوب خلال يوم واحد من الحملة الأمنية الواسعة التي بدأت مطلع الشهر الجاري.وذكر البيان أن الوحدات الأمنية والعسكرية المشاركة في هذه الحملة تؤدي عملها “بتنسيق كامل” بهدف استعادة الأمن والاستقرار في العاصمة وأغلب مدن البلاد.وأحالت السلطات اليمنية ثلاثة سعوديين من تنظيم القاعدة إلى محكمة متخصصة في شؤون الإرهاب بتهمة اشتراكهم في “عصابة مسلحة”، حسب ما ذكر مصدر قضائي لموقع وزارة الدفاع الخميس. وقال المصدر إن المتهمين، وهم نواف عايض محمد القحطاني، أنس عبد الله محمد الصبيح، ومشعل فهد عبد الله السند، “دخلوا الى اليمن بطريقة غير قانونية” وبواسطة هويات يمنية مزورة، مشيرا إلى أن المتهمين اعتقلوا قبل أربعة شهور أثناء مروره بنقطة تفتيش أمنية في مدينة عمران، شمال صنعاء.ووقف يمنيون في الساعة التاسعة صباح أمس دقيقة حداد على ضحايا الهجوم على وزارة الدفاع الخميس قبل الفائت، حسبما أفادت وسائل إعلامية حكومية يمنية، واستجابة لدعوة أطلقتها الحكومة الانتقالية الأربعاء “للتعبير عن الإدانة الشعبية” للهجوم الذي يعد الأعنف في البلاد منذ 18 شهرا. وتبادلت وسائل إعلام يمنية موالية للرئيس السابق، وأخرى تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، وهما طرفان رئيسيان في الائتلاف الحاكم، الاتهامات فيما بينها بشأن تورط كل طرف في الهجوم على مجمع وزارة الدفاع.إلا أن محمد اليدومي، زعيم حزب “الإصلاح”، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، ألمح إلى تورط صالح في تدبير الهجوم على مجمع الدفاع، مضيفاً في حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن “مخلّفات النظام العائلي كانت الأكثر قدرة على التحرك السريع في اتجاه تدمير الوطن، وقتل كل أمل في نفوس اليمنيين في غد واعد وآمن”، حسب تعبيره.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©