«الملك» يفسد مخطط «الجوارح» بـ «حظر التجول»

(الشارقة) - رغم أن الشارقة عاد إلى لغة الانتصارات من جديد، وأنهى مسلسل الخسائر، بالفوز على الشباب بهدف أمس الأول في المباراة المؤجلة من الجولة الرابعة لدوري المحترفين لكرة القدم، إلا أن جماهير “الملك” اعترضت على قرارات فهد الكسار حكم المباراة الذي أخرج البطاقة الصفراء لستة لاعبين من الفريق، كما لم تعجبها قراراته، وانتظر عدد منها خارج الملعب وهاجموا الحكم بالألفاظ أثناء خروجه من النادي اعتراضاً على قراراته، ولم يتطور الأمر، لأن الشرطة تواجدت بجانب الحكم. أما عن المباراة، فلم يكن أكثر المتفائلين من أنصار “الملك” يتوقع فوز الفريق على الشباب بهدف، وهو الفريق الذي ضرب بقوة في الجولة الماضية أمام بطل الدوري الجزيرة، ويعد من أفضل فرق المسابقة بشهادة الجميع، كما أن الشارقة أهدر فرصة سهلة وثمينة أمام فرق أخرى مثل النصر والوحدة والعين، إلا أن كرة القدم التي لا تعرف المستحيل أو المقاييس انحازت للمدرب الروماني تيتا هذه المرة، والذي كان يشكو دائماً من سوء الحظ، وأخيراً ابتسم له وسانده في مباراة لو خسرها الشارقة لزادت الأمور تعقيداً، ولم يحالفه الحظ هذه المرة أمام الشباب الذي لم يستطع تقديم مستواه السابق، وغاب لاعبوه الذين صالوا وجالوا أمام الجزيرة، وقدموا أفضل مستوياتهم، فمنوا بأول خسارة في الدوري. لم يشعر الجمهور سواء القليل الذي حضر إلى الملعب أو من تابعها عبر الشاشات بمتعة كرة القدم، وكانت المحصلة في الشوط الأول “صفر” في المتعة والأداء، حيث طغى اللعب الارتجالي، وكانت خطة تيتا وراء حالة “حظر التجوال” التي فرضها “جنود الملك” على رجال بوناميجو، مما قيد تحركاتهم ومنعهم من تنفيذ مخططهم للوصول إلى مرمى الشارقة وتسجيل الأهداف. جاءت تصريحات تيتا قبل المباراة مطابقة لحال المباراة، عندما تمنى ألا يقدم الفريق المستوى المطلوب فنياً والمهم أن يفوز بالنقاط الثلاث، وبالفعل لم يقدم الفريق المستوى الذي ظهر عليه في المباريات السابقة والتي خسرها، ولكن تحققت أمنية تيتا بالحصول على نقاط المباراة من فم “الجوارح”. مع نهاية الشوط الأول في المباراة شعر لاعبو الشارقة أنهم قدموا نصف المهمة، ويبقى النصف الثاني والأهم، ولم تمر سوى دقيقتين حت أطلق إدينهو مهاجم الفريق “صاروخ كروز” لينهي على الشائعات التي طاردت المدرب قبل المباراة معلنة عن رحيله، وتولي مدرب آخر، وكان من بين الأسماء التونسي غازي الغرايري، لدرجة أن ما تردد قبل المباراة أن تيتا حصل على كل مستحقاته وسوف يرحل بعد المباراة مباشرة، والتزم المدرب الصمت، حتى جاء موعد المؤتمر الصحفي ليدل بدلوه ويكشف أنه كان يعرف كل ما يتردد عنه. وإذا كان الشارقة لعب 40 دقيقة دفاعية، وضغط الشباب بكل خطوطه، في ملعب الشارقة، إلا أن توتر لاعبي الشباب ظهر واضحاً في التمريرات والعشوائية في الكرات العرضية والعالية، ولم يقدم سيزار مستواه المعهود، وأهدر كل الفرص التي سنحت له، وكانت هناك رقابة لصيقة على سياو أحد مفاتيح “الجوارح” المهمة ونجح عبدالعزيز صنقور في إيقافه، مما دفعه للعب في الجهة الأخرى ليجد علي السعدي الذي وقف له بالمرصاد. وفي المقابل فإن تغييرات بوناميجو جاءت جيدة بنزول سرور سالم وداود علي وناصر مسعود، إلا أن التكتل الدفاعي لفريق الشارقة أوقف كل المحاولات الشبابية، لتنتهي المباراة بفوز الشارقة للمرة الثانية في الدوري ويخسر الشباب 3 نقاط مهمة في مسيرة المنافسة مع الكبار على قمة الدوري. من جانبه، قال الروماني تيتا مدرب الشارقة في المؤتمر الصحفي بعد المباراة: “أنا سعيد لأن الفريق حقق 3 نقاط بالفوز على الشباب، فقد كانت هناك ضغوط كبيرة على الجهاز الفني واللاعبين، ومن غير المنطقي أن يثار أمر رحيلي عن الشارقة في وسائل الإعلام قبل المباراة، وكنت متواجداً في هذا التوقيت مع الفريق أقود التدريبات، وأتمنى استمرار الانتصارات، لأن النقاط الثلاث في كل مباراة أشبه بالأوكسجين، بسبب ظروفنا في الترتيب، والفوز على الشباب انطلاقة حقيقية للفريق. وأضاف: تحدث اللاعبون معي قبل المباراة، ووعدوني أن يقدموا كل ما لديهم من أجل الفوز، والحصول على النقاط الثلاث من أجلي، ولكن قلت لهم لابد من الفوز من أجل اسم نادي الشارقة، وليس من أجلي لأن الشارقة أهم مني ومن اللاعبين، واعترف أن الأداء لم يكن بالمستوى نفسه الذي قدمناه أمام العين والنصر والوحدة والتي خسرنا فيها، وكان ينقصنا الاستحواذ على الكرة بشكل أكبر، والفرص كانت قليلة، وفي المباريات السابقة كنا نصنع من 5 إلى 9 فرص، ولكن النسبة تراجعت أمام الشباب، والأهم بالنسبة لي النقاط الثلاث، ونجحنا في انتزاعها. وقال تيتا: في المحاضرة الفنية قبل المباراة طلبت من اللاعبين أن يغلقوا المساحات أمام لاعبي الشباب، الذين يجيدون الهجمة المرتدة السريعة، ويشكلون خطورة كبيرة، وطلبت منهم أيضاً اللعب على الهجوم المرتد، ولو نفذوا الخطة سوف يحرزون هدفاً، وهو ما حدث بالفعل، وأهنئ اللاعبين على الأداء وتنفيذ ما طلبته منهم لأنهم اجتهدوا في المباراة بشكل كبير. وحول تثبيت طريقة لعب الشارقة في المباريات المقبلة، قال: من الصعب أن تلعب جميع المباريات بطريقة واحدة، لأن كل فريق تواجهه له صفات مختلفة عن الفريق الآخر، فهناك فرق تواجهها بضغوط عالية، وأخرى تلعب معها على الهجوم المرتد وكل مباراة في الدوري لها قصة ثانية، وبشكل عام، أنا سعيد للغاية بعطاء حسن زايد وعمران عبدالرحمن، وربما تكون صناعة اللعب عندهم قليلة بعض الشيء، ولكنهم لعبوا بروح وقدموا المستوى الجيد والجهد الكبير، ونفذوا ما قلته لهم، وأيضاً سعيد بأداء جاسم محمد حارس المرمى وأيضاً محمد سرور الذي قدم مستوى جيداً، عندما دخل المباراة، وأقول مرة أخرى، ليس بيني وبين أي لاعب مشكلة، والعنصر الجيد سيكون ضمن الأساسيين، ومن يعطي في المباريات يستمر في التشكيلة. اعترف تيتا بأن البطاقات الصفراء خطر على الفريق، وهناك 6 بطاقات حصل عليها لاعبو الشارقة، وأرى ان هناك 4 بطاقات مجانية من الحكم فهد الكسار، ولا أريد أن أعلق على الحكام. وعن رده على شائعات رحيله قال: لم أرد على مثل هذه الأمور، وفي المؤتمر الصحفي قبل المباراة قلت، قد تجتهد وتخسر 3 مباريات، ولكن لن تخسر مباراة رابعة، وقد كان التوفيق حليفنا في المباراة، ولا ننسى أن الشباب يلعب على مدار 3 مواسم بتشكيلة واحدة بمجموعة واحدة، وبالتالي يكون هناك نوع من التأقلم والتفاهم بينها بينما الشارقة لديه لاعبين جدد، ووجه تيتا الشكر إلى مجلس إدارة نادي الشارقة لأنهم جددوا الثقة به، ونفوا الشائعات، وقال: من الطبيعي بعد 4 هزائم أن تخرج الشائعات، وأتمنى أن نصل إلى طموحاتنا تدريجياً، وتوقعت بعد مرور هذه الجولات أن يحصل الفريق على نقاط أكثر، وكنا بحاجة إلى بعض التركيز في مباراة النصر، حتى لا نخسرها وكان من الممكن أن نحصل على نقطة، كما أن الفريق سيطر على مباراة الوحدة بالكامل، ولو فزنا بها لرفعنا رصيدنا في الترتيب. مارسلينهو: 3 نقاط صعبة الشارقة (الاتحاد) - أعرب البرازيلي مارسلينهو مهاجم الشارقة عن سعادته بالفوز على الشباب، والعودة من جديد للانتصارات، وقال: حصلنا على 3 نقاط صعبة، وكان من الممكن أن نفقد النقاط، مثلما حدث من قبل، ولكن الفريق قدم مباراة كبيرة بروح قتالية وساندنا الحظ، ومنحنا ما كنا نبحث عنه. وأضاف: لم أقدم المستوى المطلوب في المباراة، بسبب تراجعي للخلف لمساعدة زملائي في الدفاع، ومن المهم مساندة زملائي، وهو ما لم يمنحني مساحة للعودة إلى الهجوم، كما أنني كنت أتحرك من الدفاع للهجوم، وأرى أن الفوز دفعة معنوية للمباريات المقبلة والشارقة قادر على تحقيق انتصارات أخرى. ووجه مارسلينهو الشكر إلى جماهير الشارقة القليلة التي حضرت المباراة ووقفت خلف الفريق وصبرت حتى تحقق الفوز. سرور يشيد بالحارس والدفاع الشارقة (الاتحاد) - وجه محمد سرور لاعب الشارقة الشكر إلى زميله الحارس جاسم محمد وزملائه المدافعين على المستوى الذي قدموه أمام الشباب وقيادتهم للفريق حتى حقق الفوز بهدف، وقال إن جاسم يستحق الإشادة على تعامله مع المباراة، وتركيزه وحسن تقديره في التصدي لكل الهجمات، وقدم المدافعون مستوى متميزاً، وبتركيز عالٍ من أجل المحافظة على شباك الفريق نظيفة من الأهداف، وأعتقد أن هذه الفوز سيكون دافع كبير للمرحلة المقبلة. وأضاف: إن الفريق كان في حاجة حقيقية للفوز، حتى يكسر “سوء الحظ” الذي لازمه في المباريات السابقة، والتي قدم الفريق فيها مستوى جيداً، ولكنه خسرها بغرابة، وهذه مشكلتنا في المباريات السابقة، ولم تكن هناك تراخي من أي لاعب، والفوز على الشباب نقطة تحول في مشوار الشارقة في الدوري هذا الموسم، لأن الفريق سوف ينطلق من هذه المباراة.