الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

القوة الهجومية «الحمراء» تنهار أمام الحصون الدفاعية «الزرقاء»

القوة الهجومية «الحمراء» تنهار أمام الحصون الدفاعية «الزرقاء»
3 ديسمبر 2012
المحلل الفني: الدكتور طه إسماعيل إعداد: صبري علي بعد أن تغلق ملاعب “دورينا” أبوابها عقب كل جولة، من جولات دوري المحترفين، يفتح “ستاد الاتحاد” أبوابه ليقدم إلى القارئ العاشق لكرة القدم رؤية تحليلية عميقة للمباريات، بوجهة نظر فنية بحتة، من خلال الخبير الكروي، والمحلل الفني، والمحاضر الدولي الشهير الدكتور طه إسماعيل، الذي يطل عبر صفحاتنا للعام الثاني على التوالي مرة أسبوعياً، ليقلب معنا أوراق الجولة بنظرة هادئة محايدة، مجردة من أي انتماء أو هدف، سوى تقديم خدمة متميزة لكل الجماهير مهما اختلفت الألوان والانتماءات. ويستعرض الدكتور طه إسماعيل أحداث المباريات السبع في كل جولة بطريقة فنية عميقة تحدد مواطن القوة والضعف في كل فريق، وطرق اللعب والتغييرات التي أدت إلى الفوز ومدى نجاح المدرب أو فشله في إدارة المباراة من خلال الخطة أو التدخل أثناء مجريات اللقاء. «صاروخ حيدروف» يبطل مفعول مفاجأة دبا الفجيرة دبي (الاتحاد) - ندرت الأهداف الجميلة في هذه الجولة عن الجولات السابقة، لكن عدد الأهداف المؤثرة كان هو الأبرز، وإن كان ذلك لا يمنع وجود أهداف تحمل الصفتين، جمال الشكل وقوة التأثير، في نتيجة المباراة من بين 26 هدفاً، شهدتها مباريات الجولة، ومنها هدفا الإيطالي جيوسيبي ماسكارا لاعب النصر الأول والثاني، حيث كان الأول من تسديدة قوية من الحركة سكنت الزاوية البعيدة، وهو الذي افتتح به أهداف «الديربي»، والثاني من تسديدة متقنة أيضاً من ضربة حرة مباشرة، حقق بها التعادل لفريقيه 2 - 2، بعد أن كان متأخراً ليحصل على نقطة غالية. وهناك أيضا من بين الأهداف المؤثرة، هدف يوسف الحمادي لاعب دبي في مرمى الجزيرة، الذي أدرك به التعادل الغالي لفريقه 1 -1، وأيضاً الهدف الثالث لفريق بني ياس الذي سجله سانجاهور، وحسم به المباراة، في الوقت الذي كان لاعبو الظفرة يرغبون في إدراك التعادل، حيث كانت النتيجة 2 - 1، وأيضاً هدف علي الوهيبي لاعب العين في مرمى الشعب، وهو الهدف الثاني لفريقه في المباراة الصعبة، خاصة في ظل عدم تقديم لاعبي «الزعيم» المستوى المعروف، بالإضافة إلى هدف ألفارو الثالث للوصل في مرمى اتحاد كلباء. ولكن من بين كل أهداف الجولة، هناك هدف يعتبر هو الأجمل، وأيضاً يحمل صفة التأثير الكبير، وهو هدف الأوزبكي عزيز بك حيدروف لاعب الشباب في شباك دبا الفجيرة، والذي أدرك به التعادل لـ«الجوارح»، بعد أن كان دبا الفجيرة متقدماً بهدف حتى الدقيقة 80، وهو ما فتح الطريق بعد ذلك لإحراز الهدف الثاني، وخطف نقاط المباراة الثلاث، وإبطال مفعول مفاجأة دبا الفجيرة، وجاء الهدف من تسديدة قوية جداً من مسافة بعيدة، وبسرعة عالية لم يتمكن حارس دبا الفجيرة محمد الرويحي من التصدي لها، رغم أنها كانت في وسط المرمى. الأهلي لا يجيد اللعب في المساحات الضيقة دبي (الاتحاد) - أصبح الأهلي يمثل لغزاً كبيراً في المباريات التي يخوضها على ملعبه، فهو يحقق الفوز خارج أرضه بسهولة، ويتعثر على أرضه كثيراً، وهذا ما تأكد في مباراته أمام النصر، وهذا اللغز له ما يفسره فنياً، في اختلاف طريقة اللعب التي يتبعها «الفرسان» في ملعبه عنها في ملعب المنافس، حيث يجد لاعبو الأهلي في المباريات خارج ملعبهم المساحات الكبيرة التي يجيدون فيها، ويبرعون في استغلالها، لشن هجماتهم، بينما يعانون في ملعبهم، في ظل لجوء الفرق المنافسة للعب الدفاعي المغلق، الذي يتسبب في إيقاف هذه القوة الهجومية الكبيرة. ومن خلال الأرقام، نجد أن الأهلي كسب 13 نقطة خارج ملعبه، وبنتائج كبيرة بالفوز على العين 6 - 3، وعلى الوحدة 6 - 2 وعلى اتحاد كلباء 3 -1 وعلى الشعب 3 - 1، وتعادل مع الوصل 2 - 2، لكنه حصل على 6 نقاط فقط على ملعبه، بعد أن خسر أمام الجزيرة صفر -2 وتعادل مع دبي 1-1 ومع بني ياس دون أهداف، وأخيراً مع النصر 2 - 2، وكان الفوز الوحيد على الشباب 5 - صفر، وهو الاستثناء من القاعدة، وتبدو مشكلة الأهلي في غياب الحلول في مواجهة الفرق المنظمة دفاعاً. ولعب الأهلي أمام النصر بطريقة متوازنة بين الدفاع والهجوم في مواجهة ميل كبير من «العميد» لتأمين الدفاع، ورغم القوة الهجومية المفرطة لدى الأهلي، والمكونة من إسماعيل الحمادي وخمينيز وإيمانا وجرافيتي، إلا أن الحلول الفردية كانت غائبة أمام الرقابة المفروضة على اللاعبين من مدافعي النصر، وعاب أداء «الأحمر» المبالغة والمغالاة في اللعب الجماعي بدلاً من استغلال الحلول الفردية في بعض المواقف، وهو ما يجيد لاعبو «الأزرق» مواجهته. وتسبب التنظيم الدفاعي للنصر في إرهاق لاعبي الأهلي، خاصة الحمادي وخمينيز، وهو ما يجب على الإسباني كيكي فلوريس مدرب الفريق مراعاته، بالاعتماد على مبدأ «تدوير» اللاعبين، لتجهيز أكبر عدد من البدلاء، وتخفيف الضغط على المجموعة الأساسية، التي بدأت تشعر بالإجهاد في ظل الاعتماد على التشكيلة نفسها دائماً، وهو أمر يصيب البدلاء ب «الصدأ»، وهي نظرية غير مفيدة للفريق، ولو كان ذلك بداعي البحث عن الاستقرار الفني. وفي المقابل لعب النصر بطريقته المعروفة، التي يجيدها أمام الفرق المنافسة الكبيرة، وهو ما حققه أمام الجزيرة والشباب والوصل والوحدة، واعتمد الإيطالي والتر زنجا مدرب الفريق على هذه الطريقة لمدة نصف ساعة، ثم حاول بعدها مشاركة الأهلي في الهجوم، لكنه وجد صعوبة كبيرة في عملية بناء الهجمات من الخلف، بسبب الضغط المكثف من لاعبي، ولذلك كان الاعتماد على إرسال الكرات الطويلة إلى برونو سيزار وسط دفاع الأهلي. وكانت الحلول الفردية هي الحل الأمثل لدى النصر، مع انتهاج أسلوب دفاعي محكم ومنظم، ورغم قلة الهجات، إلا أنها كانت ذات تأثير كبير من خلال استغلال تمريرات ليو ليما، وقدرات برونو سيزار في استغلال المساحات، وانطلاقات ماسكارا من الوسط والتسديد على المرمى، وهو ما يعوض به عدم القدرة على الاستحواذ الجيد، مع إجبار المنافس على ترك مساحات كبيرة يتم استغلالها في الهجمات المرتدة السريعة رغم قلتها. ونجح زنجا في تغيير شكل فريقه بعض الشيء بعد التأخر 2 - 1، وذلك بإشراك المهاجم حسن محمد بدلاً من لاعب الوسط حبيب الفردان واللعب برأسي حربة لرفع الكفاءة الهجومية، وهو ما أسهم في الضغط على دفاع الأهلي حتى إدراك التعادل، لكنه في الوقت الذي أجرى فيه هذا التبديل الهجومي لم يغفل المهام الدفاعية بإشراك أحمد معضد بدلاً من حميد عباس ليدعم مركز الارتكاز وسط الملعب مع منح ليو ليما حرية التقدم خلف المهاجمين لتحقيق الهدفين الدفاعي والهجومي معاً. وأكمل زنجا المجازفة بإشراك حسن أمسن بدلاً من نشأت أكرم، لعمل محور هجومي جديد من جهة اليسار، وهو ما كان له دوره في الضغط حتى تحقيق هدف التعادل، في حين كانت تغييرات كيكي بلا تأثير كبير، عندما لعب أحمد خليل بدلاً من إسماعيل الحمادي «المجهد»، وعبد العزيز هيكل بدلاً من سعد سرور. المرتدات تحقق هدف «السماوي» أمام اندفاع «فارس الغربية» دبي (الاتحاد) - أصبح فريق بني ياس الآن في حالة من التجانس التي تسمح له بالتعامل مع كل مباراة، وفق ظروفها، وهذا ما يطبقه مدرب الفريق تشوفانيتش، وأثبت نجاحه في مباراة الظفرة، وذلك بعد أن نجح مدرب «السماوي»، في استغلال الاندفاع الزائد من لاعبي «فارس الغربية» لتحقيق الفوز 3 - 1، وذلك رغم تميز أصحاب الأرض في أوقات كثيرة من المباراة. ولعب الظفرة مهاجماً بدرجة كبيرة، وذلك من خلال قيام البوسني جمال حاجي بعمل ضغط رباعي على مدافعي بني ياس، من خلال فوزي بشير وعبد الله عبد الهادي وأمارا ديانيه وماكيتي ديوب، وكان من الممكن أن يتقدم «فرسان الغربية» أكثر من مرة، في ظل تركيز لاعبي «السماوي» على الدفاع دون الضغط الهجومي، من أجل استنزاف جهد لاعبي الظفرة، مع الاعتماد على التمرير الكثير لتحقيق هذا الهدف دون بذل جهد كبير، ومحاولة التحول السريع عن طريق عدنان حسين وسانجاهور. وفي المقابل ظل التحفظ على أداء بني ياس حتى الشوط الثاني، وظهر خلال اللقاء تطور مستوى «السماوي» من ناحية الفكر الخططي، وزيادة قدراته الهجومية، وكان من الغريب مثلاً أن يبقي مدرب بني ياس على لاعبه محمد زيدان على دكة البدلاء حتى ما قبل نهاية الشوط الثاني، لكن ذلك كان وفق تخطيط يتناسب مع طبيعة أداء الفريق المنافس، وعدم الرغبة في زيادة العناصر الهجومية على حساب التوازن في الوسط، وهو ما نجح تشوفانيتش في استغلاله بشكل جيد، وساعده على ذلك تسابق لاعبي الظفرة في إهدار الفرص أمام مرمى محمد علي غلوم. وحقق الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة هدف بني ياس، وقد تكون ضربة الجزاء قبل نهاية الشوط الأول والتقدم من خلالها بهدف سبباً في نجاح هذا الفكر، الذي تأكد نجاحه بعد هدف محمد فوزي الثاني، وإن كانت تغييرات جمال حاجي مدرب الظفرة بإشراك حمد راقع وبندر محمد بدلاً من فوزي بشير وعبد الله الجابري قد أدت إلى نشاط كبير في صفوف فريقه، لكنها لم تكن كافية للتفوق على التنظيم والالتزام الدفاعي للاعبي بني ياس. «الزعيم» قدم أقل مبارياته فردياً وجماعياً العين يهدر 60 دقيقة دون فائدة أمام الشعب بسبب تغيير طريقة اللعب دبي (الاتحاد) - قدم العين أقل مبارياته، من حيث المستوى الجماعي والفردي أمام الشعب، ورغم أن كوزمين لعب بالشكل الخططي 4-1-3-2 من خلال وجود رأسي حربة أسامواه جيان وبروسكو، لكن العبرة ليست بزيادة عدد المهاجمين، خاصة أن «الكوماندوز» نجح في غلق الدفاع بأكبر عدد من اللاعبين، ابتداء من وسط الملعب، ولذلك لم يسجل «الزعيم» سوى هدفين، بواقع هدف في كل شوط، رغم قوة الثنائي الهجومي، وخلفهما علي الوهيبي في اليمين، وعمر عبد الرحمن ورادوي. وفي الشوط الثاني، وبعد أن امتلك الشعب زمام السيطرة على وسط الملعب، اضطر كوزمين إلى تعديل طريقة اللعب إلى 4-2-3-1، بإشراك هلال سعيد بدلاً من إيكوكو بجوار رادوي في الارتكاز، وعاد بورسكو إلى الوسط مع ترك أسامواه جيان في الهجوم وحده، وهو ما كان سبباً في تطوير عملية البناء الهجومي من الوسط، وترك مساحة للقادمين من الخلف للمساندة بدلاً من اللعب بعدد كبير في الخط الأمامي. فقد لعب العين كل مباريات الموسم الماضي، ثم الجولات الماضية من الموسم الحالي برسم «تكتيكي» لم يغيره، وحقق به كل النتائج المتميزة، باستخراج طاقة كل اللاعبين من خلال مرونة خططية، لكنه أضاع ساعة كاملة من عمر مباراته أمام الشعب قبل أن يعود لشكله الطبيعي، لأنه لا يحتاج إلى زيادة عدد المهاجمين، التي أراد بها كوزمين حسم المباراة مبكراً، دون الصبر على هذا الهدف، لكنه لم يحقق ذلك كما أراد، ولذلك عاد إلى التوازن دون مكابرة. وفي المقابل لعب الشعب مباراة جيدة، بالنظر إلى أنه يواجه حامل اللقب على ملعبه وبين جماهيره، ولكن سيرجيو مدرب الفريق «طمع»، بعد مشاركة هلال سعيد على حساب إيكوكو، وهو ما تسبب في وجود مساحات خالية بين لاعبيه استغلها عمر عبد الرحمن وبروسكو في هدف علي الوهيبي الثاني، وذلك بعد أن لعب معظم فترات اللقاء بدفاع منظم جداً، لكنه لم يستطع مجاراة الأداء الخططي للاعبي العين، ومع ذلك لم ييأس الفريق في محاولات الوصول لمرمى العين. ويشعرك فريق الشعب أن يملك مقومات تحقيق النتائج الجيدة، ويعيبه فقط عدم الاهتمام بالجوانب الدفاعية بالدرجة الكافية، وأيضاً نقص التركيز في الدقائق الأخيرة من المباريات، لكنه يعتبر من أكثر الفرق التي أحرجت «الزعيم» على ملعبه بعد الأهلي، وذلك من خلال تقاسم السيطرة خلال الشوط الثاني وتهديد مرمى داوود سليمان، وهو يملك القدرة على تحقيق الأفضل إذا لعب بتوازن أكبر. 80 دقيقة لا تكفي دبا الفجيرة أمام قوة هجوم «الجوارح» دبي (الاتحاد) - يبدو أن البرازيلي باكيتا مدرب الشباب قد توصل إلى حل اللغز أو السر في كيفية تحقيق الفوز والارتقاء بالمستوى تدريجياً، وهو ما حققه «الجوارح» في جولتين بالفوز على الوصل في الأسبوع الماضي، ثم على دبا الفجيرة في الجولة الحالية، وهي مهمة لم تكن سهلة في مواجهة طفرة أصحاب الأرض الفنية والمعنوية، بعد تميزهم في الجولات الأخيرة.ومن بين الأمور التي تسببت في صعوبة مهمة لاعبي الشباب أن دبا الفجيرة كان هو صاحب المبادرة في تسجيل الأهداف عن طريق ألكسندر في الدقائق الأولى للشوط الثاني، ويحسب للمدرب البرازيلي باكيتا ولاعبيه التمسك برغبة الفوز، رغم استمرار التأخر 80 دقيقة، واللعب بكل قوة من أجل التعويض دون إغفال تأمين الدفاع، على اعتبار أن من يهاجم بقوة من أجل التعادل قد يترك خطوطه عرضة للهجمات المرتدة السريعة، لكن ذلك لم يحدث، وهو ما تسبب في تحقيق النقاط الثلاث في النهاية. وفي المقابل لم يكن مقبولاً من لاعبي دبا الفجيرة التراجع الزائد للدفاع، لأن التقدم في 80 دقيقة لا يكفي للحصول على نقاط المباراة، خاصة أمام منافس يملك لاعبين بحجم حيدروف وسياو وإيدجار، وعيسى عبيد، حيث كان من المنطقي أن يعتمد مدرب دبا عبد الله مسفر على التوازن، ومحاولة إجبار لاعبي الشباب على التقدم بالخطوط كاملة، من أجل تخفيف الضغط على المدافعين وحارس المرمى، لأن الضغط المكثف من لاعبي المنافس، كان لابد أن يسفر عن أهداف، وإن كانت تسديدة حيدروف هي السبب في ذلك، بعد أن أدرك بها التعادل ليحدث الانهيار المعنوي للاعبي دبا الفجيرة فيأتي هدف فوز «الجوارح». خطوط «الفورمولا» المتباعدة تمنح «الأسود» فرصة خطف التعادل دبي (الاتحاد) - افتقد الجزيرة التركيز في اللحظات الأخيرة أمام دبي فخسر نقطتين وأهدر الفوز، وهو ما حدث من قبل في مباراته أمام النصر في الجولة الأولى، ولعب «الفورمولا» بطريقة غريبة خلال الشوط الأول، بوجود مساحات كبيرة في وسط الملعب وخلف الظهيرين، فكان الأداء مترهلاً، لأن لاعبي الوسط لعبوا في أماكنهم دون مساندة من لاعبي الوسط، والاكتفاء بالتمريرات الطويلة للمهاجمين المنتظرين في الأمام، دون تحرك لاستلام الكرة. وكانت الخطوط المتباعدة أكثر ما يظهر من أداء الجزيرة، وهو ما سهل من مهمة لاعبي دبي في امتلاك الكرة والتمرير في المساحات الأمامية إلى حسن عبد الرحمن وسيمون وكيتا وبورتا، واعتمد «الفورمولا» على طريقة 4-3-3، وهو ما لم يتعود عليه اللاعبون، خاصة أن مجهود دياكيه ودلجادو لم يسعفهما لأداء الواجبات الدفاعية، أو مساندة المهاجمين من الوسط، وافقتد لاعبو الوسط الكرة بطريقة غريبة في أكثر من موقف أكد نقص الوعي الخططي. ولعب «الأسود» على استغلال المساحات الخالية، وكان بإمكان الفريق التسجيل أكثر من مرة في الشوط الأول، ولم يمنح لاعبوه أي مساحة للاعبي الجزيرة، حيث تفوق الفرنسي رينيه مدرب دبي على البرازيلي بوناميجو مدرب الجزيرة في التعامل مع المباراة، خاصة أنه نجح في زيادة دوافع فريقه، وتعزيز روح تحقيق أفضل نتيجة، مع تغيير طريقة اللعب أكثر من مرة لتحقيق الهدف المطلوب، والعودة من الخلف بلياقة عالية وروح وثقة في قدرات الفريق. النتائج «الطبيعية» تخفض معدل الأهداف و«العنابي» الاستثناء الوحيد دبي (الاتحاد) - شهدت الجولة تسجيل 26 هدفاً في المباريات السبع بنسبة 3.7 هدف لكل مباراة، وذلك بانخفاض 9 أهداف عن الجولة الماضية التي شهدت 35 هدفاً، وكانت نتائج الجولة جميعها في الإطار الطبيعي، باستثناء فوز عجمان على الوحدة 4 - 2، وإن كان ذلك أيضاً يبدو طبيعياً في ظل ما يعانيه «العنابي» في الفترة الحالية، وكانت هذه المباراة هي الأعلى في معدل الأهداف، بينما انتهت كل المباريات الأخرى بفارق هدف أو هدفين، ولم يزد عدد الأهداف في أي مباراة على 4 أهداف، سواء في تعادل الأهلي مع النصر 2 - 2، أو فوز بني ياس على الظفرة 3 - 1، والوصل على اتحاد كلباء بالنتيجة نفسها. وشهدت كل المباريات إحراز الأهداف، وسجلت كل الفرق خلال المباريات السبع، حتى المباراة الوحيدة التي انتهت بالتعادل بين الجزيرة ودبي كانت إيجابية 1-1، كما سجل أضعف فريقين من خلال الأرقام دبا الفجيرة واتحاد كلباء، رغم خسارة الأول أمام الشباب 1 - 2، وخسارة الثاني أمام الوصل 1 - 3، وهو ما يعزز النزعة الهجومية لدى الجميع سواء الفائزين أو الخاسرين. وإذا كان العين قد ضرب الرقم القياسي في تسجيل الأهداف خلال 10 جولات بإحراز 42 هدفاً، فإن فريق اتحاد كلباء قد ضرب الرقم القياسي السلبي باستقبال شباكه 40 هدفاً في الجولات العشر، وهو أيضاً الأقل إحرازاً للأهداف، حيث سجل مهاجموه 7 أهداف فقط، وهو أكثر الفرق تعرضاً للخسارة، حيث خسر 9 مباريات من 10 لقاءات، بينما ظل الجزيرة وبني ياس يحتفظان بلقب الدفاع الحديدي، حيث اهتزت شباك كل منهما 10 مرات فقط حتى الآن، وبنسبة هدف واحد في كل مباراة. رغم كفاح اتحاد كلباء خبرات «الإمبراطور» تتفوق على «الأمطار» دبي (الاتحاد) - حسمت خبرة لاعبي الوصل مباراتهم الصعبة أمام اتحاد كلباء، التي جاءت صعوبتها من سوء حالة الملعب الذي تأثر بالأمطار، والمعروف أن الفريق الذي يرغب في تحقيق الفوز على أرضية سيئة يكون هو صاحب المهمة الأصعب، لأن من لا يبحث عن الفوز يمكنه الاستفادة من ذلك باللعب «العشوائي» ومحاولة تشتيت الكرة، في ظل حاجة منافسه إلى التركيز والدقة في التمرير والتصويب، ومحاولة تسجيل الأهداف. واستفاد لاعبو كلباء من هذا الوضع طوال الشوط الأول الذي انتهى سلبياً، في ظل عدم تمكن لاعبي الخطوط الأمامية في الوصل، شيكابالا وراشد عيسى وألفارو من التحكم في عملية إنهاء الهجمة بشكل جيد أمام مرمى المنافس، لكن قدرة لاعبي اتحاد كلباء على الصمود لم تستمر كما هي في الشوط الثاني، وتسبب خطأ مدافع «فرسان الساحل الشرقي» أحمد سليمان في تقدم «الامبراطور»، بعد عناء كبير من لاعبي الوصل، ولعبت خبرة لاعبي أصحاب الأرض، بعد ذلك دورها في استكمال الطريق إلى الفوز، وهو ما يفوق قدرة المدرب لطفي البنزرتي على عمل شيء من خارج الخطوط. وكافح فريق اتحاد كلباء، رغم معاناته الهجومية المبكرة في ظل الإصابة التي تعرض لها هداف الفريق الأوحد نبيل الداوودي في الدقائق الأولى من المباراة، ومع إدراك الفريق للتعادل السريع 1 - 1 من ضربة جزاء، إلا أن مهمة المدافعين ظلت صعبة أمام تزايد تركيز شيكابالا وراشد عيسى وألفارو على المرمى، وهو ما تسبب في هدفين آخرين، في ظل عدم نجاح لاعبي دفاع اتحاد كلباء في الرقابة أو الضغط أو تضيق المساحات أمام لاعبي الوصل، فكان من الطبيعي أن يفوز أصحاب الأرض في النهاية، وإن لم تظهر بصمات مدربه لاكومب حتى الآن. المتابعة الهجومية سلاح «البرتقالي» لضرب دفاع «العنابي» 4 مرات الوحدة بطل مسلسل «جولات الضياع» دبي (الاتحاد) - حقق عجمان الفوز على الوحدة، من خلال سلاح المتابعة الهجومية والكرات الثابتة، ومبدأ المتابعة الهجومية ليس أمراً سهلاً على المهاجمين، فهو يحتاج إلى الصبر وعدم اليأس، وقديماً وتحديداً في الستينيات كان الأسكتلندي دينيس لو لاعب مانشستر يونايتد هو الأشهر في ذلك، عندما ظل يتابع 20 تسديدة لفريقه على مرمى المنافس، وسجل مرة واحدة، بعد أن تابع اللعبة الـ 19، دون أن تسقط الكرة من الحارس، لكنه سجل في المرة العشرين. وهذا الأمر هو ما فعله بوريس كابي في متابعة الكرات الثابتة، والتسديدات على مرمى عادل الحوسني حارس الوحدة، وهو من بين الأسلحة التي يجب أن يملكها المهاجم، لأنه في النهاية سيبقى من يسجل الهدف في الذاكرة، وليس من سدد الكرة التي سقطت من الحارس، أو التي ارتدت من جسم المدافعين أو القائمين والعارضة، وهو ما يحتاج إلى وجود دافعية لدى المهاجم بشكل مستمر. سيطر «البرتقالي» على أرض الملعب، وتمكن لاعبوه من الاستحواذ والتمرير، وهو ما جعل الفريق من خلال هذه المباراة قريباً من استعادة المستوى الذي كان عليه في الموسم الماضي، من حيث القدرة على فرض أسلوب اللعب، والسيطرة ومنع الفريق المنافس من بناء الهجمات، ووجود حالة من الجاهزية الفنية والبدنية والذهنية والنفسية، وهو ما تأكد بعد إدراك الوحدة للتعادل 2 - 2، ليعود أصحاب الأرض للسيطرة مجدداً، وتحقيق الفوز 4 - 2. ونجح عبد الوهاب عبد القادر مدرب عجمان في تذكير لاعبيه بقدراتهم، وأعاد لهم ثقتهم في أنفسهم وإخراجهم من حالة الإحباط، بعد خسارتهم بالخمسة أمام بني ياس، وقد يكون وضع الوحدة قد ساعد على تحقيق ذلك في ظل استمرار المعاناة من الإحباط الذي لازم الخسارة أمام الأهلي بالستة، وقاد المدرب العراقي فريقه بهدوء كبير وثقة عالية، رغم الضغوط الكبيرة التي تحاصره، لكن خبرته الكبيرة في دورينا تجعله قادراً على تخطي هذا الموقف. وعلى النقيض كان شكل فريق الوحدة، الذي واصل مسلسل «الضياع»، ليس بسبب سوء النتائج والخسائر الثقيلة التي يتعرض لها، ولكن أيضاً بسبب سوء الأداء، كما استمرت الأخطاء الدفاعية وأخطاء الحارس، حيث يفتقر الفريق إلى أي استراتيجية في الأداء في الدفاع والوسط والهجوم، لدرجة أن «العنابي» لم يتمكن من استغلال التقدم بهدف مبكر، وكان الدفاع في وضع «المتفرج» أمام إصرار مهاجمي عجمان على متابعة الكرات المرتدة من الحارس، كما لم يتمكن المدافعون من مجاراة سرعة لاعبي «البرتقالي» وروحهم العالية. ووقف برانكو مدرب الوحدة رغم حماسه الشديد وشعوره بالضغوط مكتوف الأيدي، بسبب كثرة الأخطاء وسوء حالة العديد من اللاعبين، وهو يعاني بشدة بسبب الغيابات التي تجعله يلعب كل مباراة بتشكيل مختلف، وكانت تدخلات المدرب محدودة التأثير، وإن كان أفضلها مشاركة سعيد الكثيري بدلاً من سالم جاسم، تأخر سردان إلى الدفاع، وهو ما أسهم نسبياً في تحسين شكل الأداء الدفاعي والهجومي معاً، لكن التغيير الثاني والاستغناء عن محمد الشحي لم يكن له ما يبرره، خاصة أن اللاعب كان الأكثر حركة وتأثيراً، لكن تبقى للمدرب قناعاته، وإن كان موقفه قد أصبح صعباً في ظل صعوبة المرحلة المقبلة. الميدالية الذهبية فريق بني ياس خطف فريق بني ياس النجومية في الجولات الماضية، وأكد أحقيته بالمنافسة على الصدارة، من خلال هذه الجولة، بتحقيق الفوز على الظفرة 3 - 1، واحتلال المركز الثاني، بعد عرض جيد، أثبت به وصول «السماوي» لأفضل حالاته، تحت قيادة المدرب التشيكي المتميز تشوفانيتش، ومعه كتيبة اللاعبين الشباب، وأصحاب الخبرات في كل الخطوط، ليصبح أحد أكثر الفرق تكاملاً. الميدالية الفضية رينيه من مباراة إلى أخرى يثبت الفرنسي رينيه مدرب دبي، أنه السبب الأول في طفرة «الأسود» هذا الموسم، كونه المتغير الوحيد في الفريق عن المواسم الماضية، وهو يجيد التعامل مع كل المباريات وكل المنافسين، وفق الطريقة التي تناسب كل فريق، وحقق هذا الأسبوع تعادلاً مع الجزيرة أكد به وصول فريق دبي إلى مرحلة الاستقرار الكامل، بحثاً عن مركز جيد. الميدالية البرونزية ماسكارا استطاع الإيطالي جيوسيبي ماسكارا لاعب النصر تعويض جماهير فريقه عن رحيل الأسترالي مارك بريشيانو، الذي انتقل بطريقة «مريبة» إلى الدوري القطري، ويرتفع مستوى اللاعب من مباراة إلى أخرى، وينجح في إحراز الأهداف المؤثرة في توقيتات صعبة، وفعل ذلك أمام الأهلي بإحراز هدفين في «الديربي» الكبير، وهو يثبت أنه أحد أبرز صفقات الموسم الحالي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©