المبادرة الكريمة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لرأب الصدع ووضع حد للخلافات التي تجاوزت حد الاختلاف الطبيعي إلى درجة الأزمة بين مصر وقطر تعد الحدث الأبرز والأهم على الساحة العربية خلال عام 2014.. ففي مرحلة تتكالب فيها على منطقتنا العربية قوى متعددة تستهدف أمننا واستقرارنا وهويتنا.. لا مجال للشقاق والفرقة، ولابد أن تصطف الدول العربية وتتحد إذا كانت لا تزال متمسكة بمكان لنفسها تحت الشمس.. خاصة أننا نعرف ما يُحاك لنا.. وما ينتظرنا إذا تركنا أنفسنا فريسة للصراعات وأسرى لشهوة الانتقام والانتقام المضاد.
ولا يعني هذا أننا كعرب مطالبون بأن نكون نسخاً مكررة من بعضنا البعض، ولا أن يذوب ما بيننا من اختلافات في الرؤى ووجهات النظر ولا أن نتبنى جميعاً نفس المواقف، فلا مانع من رؤى متباينة وردات فعل مختلفة لما يؤثر علينا من أحداث وحوادث.. ولا خطأ في تمسك كل دولة بسياسات تراها إيجابية، وفي صالح شعبها.. لكن لابد أن يحدث هذا داخل إطار علاقات عاقلة تتسع للاختلاف شريطة ألا يمتد لحريات الآخرين وألا يمس حقهم في اتخاذ المواقف التي يرونها مناسبة وتقرير مصيرهم وحسم اختياراتهم وفقاً لأفكارهم، وألا يتحول الاختلاف إلى صدام والصدام إلى شجار والشجار إلى سباب وشتائم.
عمر أشرف - أبوظبي
عدد اليوم
