الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

زينة «الميلاد» تضيء الدمار الرمادي في حمص

زينة «الميلاد» تضيء الدمار الرمادي في حمص
24 ديسمبر 2014 23:40
حمص (أ ف ب) وحدها شجرة الميلاد تكسر بقماشها الأخضر وزينتها الحمراء رتابة اللون الرمادي الطاغي على الواجهات المدمرة للأبنية المحيطة بها في حي الحميدية في حمص، الذي يحتفل للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات بعيد الميلاد، بعد عودة بعض سكانه إليه. وعلى مقربة من الشجرة التي تتوسط ساحة الملجأ في هذا الحي الذي تسكنه غالبية مسيحية، أقيمت مغارة صنعت من ركام المنازل التي دمرتها الحرب الدامية بين قوات النظام والمعارضة، تتوسطها تماثيل لرموز مغارة الميلاد. وامتدت زينة الميلاد في الحي الواقع في حمص القديمة لتشمل أبواب المنازل وشرفاتها، حيث قام بعض سكان هذه المنازل بتعليق الأشرطة البيضاء المضاءة عليها، بينما قام آخرون بطلي الجدران بألوان زاهية، ورسموا عليها الزهور. وقالت رلى الصوفي العائدة إلى حيها مؤخراً «عندما دخلنا الحارة، كان السواد يعم المكان. نحاول اليوم أن نجعله مفعما بالألوان». وأضافت هذه الشابة التي تعمل في تصوير حفلات الزفاف: «لقد حولنا بمناسبة عيد الميلاد الأنقاض الموجودة إلى فرح وفن وجمال يدخل البهجة إلى قلوب الأطفال، وصنعنا منها المغارة». ويحمل كل مبنى في حي الحميدية، أحد قطاعات حمص القديمة، آثار الحرب من ثقوب رصاصات إلى فجوات كبيرة نجمت عن قذائف كانت تسقط كل يوم تقريباً على مدى نحو عامين. وعاد آلاف السوريين في مطلع مايو لتفقد منازلهم التي وجدوها مدمرة في حمص القديمة بعد أن دخلها الجيش للمرة الأولى منذ أكثر من سنتين، وخروج آخر مقاتلي المعارضة بموجب اتفاق غير مسبوق بين الطرفين. وكانت حمص عاصمة الحركة الاحتجاج شهدت حركة نزوح كبيرة شملت نحو ثلثي سكانها منذ بدء النزاع في مارس 2011. وقال مروان نجار الذي يعمل مدرسا وهو يجلس مرتاحاً على أريكة في منزله بعدما أعاد تأهيله «لقد خرجنا من الحي في قبراير 2012 مع أغلب السكان وعدنا إليه، إن فرحتنا بالعودة للاحتفال لا توصف». واعتبر وهو ينظر إلى صورة التقطها قبل نشوب النزاع مع أفراد عائلته المؤلفة من 23 شخصاً، وأعاد تعليقها بعد أن كان قد أخذها معه لدى خروجه من المنزل أن الأعياد فرصة لإعادة الزمان إلى الوراء رغم الأضرار والمآسي». وفي مكتبة «مريم» التي أعادت فتح أبوابها مؤخراً في الحميدية، وقفت تغريد نعناع (50 عاماً) تنتقي بحماسة فائقة زينة الميلاد. وقالت وهي تبتسم «لقد هجرنا لثلاث سنوات ولم نحتفل خلالها بعيد الميلاد.. كنا مصممين على ألا نحتفل قبل أن نعود إلى حارتنا ومنزلنا»، مضيفة: «عيد الميلاد هذا العام يكتسب فرحة كبيرة.. لقد زينا الشوارع وأبواب البيوت والشرفات، حتى وهي مدمرة لنغير من شكلها». وتابعت: «إن إصرارنا على الاحتفال هو للتأكيد على أننا عدنا إلى حياتنا السابقة والى الحي الذي خلقنا وترعرعنا وتزوجنا وزوجنا أولادنا فيه». وفي مطعم «البستان» الشهير في الحي، تجري أعمال الصيانة والتزيين على قدم وساق لإعادة افتتاحه ليلة الميلاد. وقال احد العاملين فيه، ويدعى حسام خزام «سنكون أول مطعم يعاد افتتاحه في الحي». وتابع: «الحجوزات لقضاء حفلة العيد اكتملت، وقد نضطر لاستيعاب أعداد أكثر.. كان الناس يقضون العيد خارج الحي مضطرين، والآن جاءت الفرصة وعادت الحياة». وفي ساحة كنيسة أم الزنار الشهيرة التي تجري حولها أعمال ترميم، زرع كشاف الكنيسة شجرة عيد الميلاد وزينوها بأشرطة حمراء وعلقوا عليها قبعة لبابا نويل. وقال وكيل الكنيسة فرج طراد إن الكشاف زرعوا الشجرة إلى جانب شجرة سرو عمرها 150 سنة وطولها 28 متراً قام المسلحون بقطعها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©