الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المسلمات الأميركيات... تعاظم الدور والحضور

3 ديسمبر 2012
شازيا كمال كاتبة مسلمة مهتمة بقضايا النوع خلال سنة 2012 الانتخابية الحالية اجتمعت النساء المسلمات من كافة أنحاء الولايات المتحدة معاً لحشد مجتمعاتهن وتحفيز بنات جنسهن من أجل الخروج للتصويت في الانتخابات الأخيرة. وقد شجعت حملة في الإعلام الاجتماعي تقودها الناشطة زيبا إقبال الرجال والنساء المسلمين الأميركيين على فرض حضورهم وتأثيرهم في مجالات كل منهم وعلى نشر الوعي بأهمية التصويت حتى تكون لهم قوة انتخابية يحسب لها حساب. ونحن كناخبين نملك أكثر من ورقة ضغط على المرشحين الذين نتوقع أن يتخذوا أفضل القرارات لمستقبلنا. وبغضّ النظر عن المرشح، فقد كانت الرسالة للمسلمات الأميركيات قوية وشجاعة: قدمن السرد الأميركي المسلم ليكون صانع قرار فاعلاً من خلال المطالبة بالتصويت. وفي هذا السياق انطلقت ناشطة تدعى أسماء الدين في مارس 2009، ومعها مجموعة من النساء الأميركيات المسلمات الناشطات من مجلة AltMuslimah.com على الإنترنت، وهي مساحة مكرّسة لبحث قضايا النوع الاجتماعي في الإسلام وما وراءه. واحتاجت هؤلاء النسوة اللواتي يعملن في عالم متعدد الأعراق والديانات مساحة للتحدث عن قضايا مثل العلاقات الاجتماعية والزواج، ودور المرأة في القضايا السياسية والاجتماعية وتقاطعات الديانات وممارساتها والواقع الذي نعيشه. وقد أدرن بهذا الخصوص حوارات حاسمة، وخاصة خلال حربي أفغانستان والعراق، وقد تمكن في النهاية من إسماع أصواتهن وإيصال سردهن في أمة طالما سادت فيها معتقدات خاطئة مؤداها أن المرأة المسلمة مظلومة من قبل التعاليم الدينية. ويحمل جيل جديد اليوم الشعلة، محرّضاً على ضرورة الدفع بروح الحوار في كل شيء. وتثبت النساء المسلمات أنفسهن كرائدات في مجتمعاتهن وكعاملات في مجال حل المشاكل. ويدحض تعليمهن وخبراتهن وتجاربهن الأسطورة القائلة بأنهن «مضطهدات» ويظهر أنهن قادرات على التأثير والكلام في الفضاء العام وذوات مواقف واضحة تجاه قضايا عالمية تماماً مثل بنات جنسهن المنتسبات إلى ديانات أخرى. وقد شعرت أنا أيضاً كمسلمة أميركية بضرورة إثبات التزامي بتثقيف مجتمعي حول الإسلام والمسلمين. وشعرت دائماً بنزعة نحو التعبير عما تعنيه الموازنة بين هويات متعددة في مجتمع مثل مجتمعنا الأميركي، وكانت مجلة AltMuslimah.com هي المنبر المثالي لهذا التعبير. وإضافة إلى ذلك فقد فتحت لي أبواب الحوار مع ديانات أخرى ووفرت فرصة لبناء التفاهم والتناغم على المستوى المحلي وحتى على المستوى العالمي. وتتواصل نساء مسلمات أخريات عبر خطوط الدين لتعظيم أصوات التغيير الإيجابي في النظرة العامة إلى المسألة الدينية وكيفية بناء المجتمع. وقد مهدت النساء المسلمات، من فصول المدارس إلى غرف المحاكم، ومن المنظمات غير الربحية إلى الإعلام الاجتماعي، الطريق نحو إبراز دور الجالية المسلمة الإيجابي في بناء مجتمعات صحيّة لعقود عديدة، وعملن في القطاع العام وكطبيبات ومدرّسات ومشرفات ورياضيات وفنانات، وساهمن جميعاً في إنشاء هذه الأمة المزدهرة. وتأتي عملية استعادة الدور بأشكال متعددة، ففي الوقت الذي يشجع فيه البعض الحوار حول القضايا الاجتماعية، يفكر آخرون في كيفية بناء الجسور لجعل الأمة أكثر أماناً وسلامة. وبالنسبة لربيعة تشودري، تعني الأمة الأكثر أمناً التعاون مع هيئات تطبيق القانون لإيجاد حلول تعمل على حماية المجتمع. وتشودري هي مؤسسة ورئيسة منظمة «تعاونية الأمة الآمنة» ومركزها واشنطن العاصمة، وهي مبادرة تعمل على بناء الجسور والثقة بين الجاليات الأميركية المسلمة وهيئات تطبيق القانون. وتعمل هي ومنظمتها على تثقيف مسؤولي تطبيق القانون حول الإسلام والمسلمين والانخراط في حوار لتشجيع التفاهم والتماسك. ويعتبر هذا النوع من العمل مهماً بشكل خاص لأن طرح الإعلام بما فيه أحياناً من صور نمطية خاطئة يمكن أن يولّد الشك تجاه الجاليات المسلمة. وتشكّل منظمة «تعاونية الأمة الآمنة» مثالاً على أهمية التواصل والامتداد للعمل باتجاه بناء أمة أكثر أمناً ورفاهية. ويؤيد دور المرأة الأميركية المسلمة كذلك فضيلة خدمة المجتمع بمفهومها العام. وهنا يمكنني أن أشير إلى هند مكّي وهي مستشارة مستقلة في مجال حوار الأديان والهجرة وقضايا مكافحة العنصرية. وهي تنال التقدير والاعتراف بالوجوه العديدة التي تساهم بها في خدمة روح التفاهم والتسامح في الولايات المتحدة الأميركية والعالم. ويشكل فتح مساحات للحوار حول قضايا ملحة مثل الهجرة ومكافحة العنصرية والعلاقات بين الديانات بالنسبة للسيدة مكّي جزءاً من حزمة خدمة المجتمع، ويوفر طرحها بهذا الخصوص رؤية ذات أفق واسع في التعامل مع القضايا العالمية والمحلية. وإلى جانب تصحيح الصورة حول الإسلام والمسلمين تعمل القائدات المسلمات الأميركيات أيضاً ككل على استبعاد التصور الخاطئ والسرد الذي عمل في السابق على وصمهن بعدم النشاط وعدم الاهتمام بالشؤون المجتمعية. واليوم، تعمل النساء المسلمات الأميركيات على ترجمة فضائل إيمانهن وأسسه الأخلاقية إلى لغة من الحلول والمبادرات الخلاقة في مجال التعليم والصحة والتناغم في وطنهن. وسوف يكون الجيل التالي مسلّحاً بالدروس والتجارب الفريدة لهؤلاء النساء المسلمات وهن يتسلمن مهمة بناء مجتمع أكثر قوة ومناعة. ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الإخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©