الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكلمة والكلام

27 ديسمبر 2015 21:48
علمت أن علم النحو هو قواعد يعرف بها ضبط آخر الكلمة، وأن فائدته صون اللسان عن الخطأ في الكلام وفهم القرآن والسنة، ولا بد لنا أن نعرف بشكل مفصّل ما هو المقصود بالكلمة والكلام. فلو لاحظنا الكلمات الآتية: (جبل- كتاب- فم) لوجدناها تتكون من مجموعة أحرف هجائية فالكلمة الأولى مثلاً تتكون من (الجيم- والباء- واللام) وهكذا سائر الكلمات التي ننطق بها. وحروف الهجاء هي: (أ- ب- ت- ث- ج- ح- خ- د- ذ- ر- ز- س- ش ص- ض- ط- ظ- ع- غ- ف- ق- ك- ل- م- ن- ه- و- ا- ي) فالهمزة أولها، والياء آخرها، والألف بين الواو والياء. ثم إن هذه الأحرف إذا اجتمعت مع بعضها قد يحصل منها معنى في اللغة العربية، وقد لا يحصل منها معنى، فمثلاً لفظ (زيد) له معنى، ولفظ (ديز) لا معنى له. ونعني باللفظ هو: الصوت المشتمل على بعض الأحرف، والصوت هو: كل ما يسمع. فإذا كانت بيدك قطعة نقود معدنية وألقيتها في الأرض فستسمع لها صوتاً، وإذا فتحت الباب فتسمع صوتاً فكل ما سمعته بإذنك صوت، وهذا الصوت إن كان خالياً من الأحرف يسمى صوتاً فقط كصوت الجرس، وإن كان ذا أحرف يسمى لفظاً مثل لفظ زيد، فالصوت أعم وأوسع من اللفظ. واللفظ ينقسم إلى قسمين: أولاً- اللفظ المستعمل وهو: ما له معنى. مثل: زيد- بيت- رجل. ثانياً- اللفظ المهمل وهو: ما ليس له معنى. مثل: ديز- فيس- تيب. واللفظ المستعمل ينقسم إلى قسمين: 1- مفرد وهو: اللفظة الواحدة. مثل: (زيد- كتاب- سيارة) ويسمى اللفظ المستعمل المفرد بالكلمة. 2- مركب وهو: ما تكون من لفظتين فأكثر. مثل: (غلام زيد- عصير البرتقال- الحمد لله رب العالمين). واللفظ المركب ينقسم بدوره إلى قسمين: أ- مركب مفيد وهو: ما يحسن السكوت عليه. ويسمى المركب التام. ب- مركب غير مفيد وهو: ما لا يحسن السكوت عليه. ويسمى بالمركب الناقص. مثال: زيدٌ قائمٌ، هذا لفظ مركب من كلمتين، وهو يفيد معنى يحسن السكوت عليه، أي يصح الاكتفاء به فإذا سمع إنسانٌ شخصاً يقول زيد قائم، فسيفهم معنى تاماً وهو أن شخصاً يسمى زيداً قائم. مثال: قامَ زيدٌ، هذا لفظ مركب مفيد لأنه يدل على معنى كامل يصح السكوت عليه والاكتفاء به. مثال: عصيرُ البرتقالِ، هذا لفظ مركب من كلمتين (عصير- البرتقال)، ولكنه غير مفيد لأنه لا يحسن السكوت عليه، ولا يكتفي به السامع فهو ناقص الدلالة فعصير البرتقال ماذا به؟ هل هو حلو أو حامض أو غالي الثمن لم يبيّن فلا يفيد فائدة يحسن السكوت عليها فإذا أكمل المتكلم وقال: عصيرُ البرتقالِ حلوٌ فهذا يكون مركباً مفيداً. مثال: إذا قامَ زيدٌ، هذا لفظ مركب من ثلاث كلمات: (إذا- قام- زيد)، ولكنه غير مفيد والسامع يبقى ينتظر ولا يصح الاكتفاء به، فإذا قام زيدٌ يكون ماذا لم يبيّن، فلا يكون المركب مفيداً، ولكن إذا قيل إذا قام زيد فسلم عليه أو فأكرمه أو ناوله المنشفة ونحو ذلك فسيكون مركباً مفيداً. ويسمى اللفظ المركب المفيد الكلام والجملة نحو زيد قائم، وقام زيد، وكما تلاحظ فإن الكلمات المستعملة في تركيب الكلام عربية أي نطقت بها العرب فالكلام عند النحاة لا يكون بغير ألفاظ العرب فلو استعلمنا غير لغة العرب كاللغة الإنجليزية للمحاورة فلا تسمى تلك الألفاظ عند النحاة كلاماً لأنها ليست موضوعة بلغة العرب فالكلام إذاً هو: اللفظ المركب المفيد بالوضع العربي. فتلخص من ذلك أن اللفظ هو الصوت المشتمل على بعض الأحرف، وهو مستعمل ومهمل، واللفظ المستعمل مفرد ومركب، والمركب تارة يكون مفيداً تاماً، ويسمى بالكلام، وتارة يكون غير مفيد وهو الناقص. نقلها- محمد عبدالعزيز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©