عدد اليوم
دبي (الاتحاد) استنجد قضاة ملاعبنا بخيرة قضاة ملاعب العالم، في ورشة «التحكيم في كرة القدم» التي عقدت في ختام اليوم الأول لمؤتمر دبي الدولي للاحتراف، وحاضر بها الإيطالي كولينا أفضل حكم في العالم سابقاً، ورئيس إدارة التحكيم في الاتحاد الأوروبي، وعلي بوجسيم الحكم الدولي الأسبق، وعضو مجلس دبي الرياضي، والأوزبكي رفشان ايرماتوف أفضل حكم في آسيا خلال السنوات الأخيرة. وتحدث عدد من القضاة عن معاناتهم مع كثرة الضغوط والانتقادات والتشكيك، سواء من جانب بعض الأندية أو وسائل الإعلام، وكيفية التعامل معها والتغلب عليها، في سبيل تقديم أفضل أداء ممكن وعدم الإصابة بالتوتر قبل وخلال المباريات. وحرصت قيادات لجنة الحكام باتحاد الكرة، برئاسة محمد عمر على الحضور للاستماع لتجارب ونصائح الخبرات التحكيمية، في مناقشة قضايا التحكيم، بالإضافة لعدد ليس بالقليل من قضاة ملاعب الإمارات، تقدمهم محمد عبد الله وطاقمه المرشح للتأهل لمونديال موسكو 2018، بالإضافة للدكتور عمار الجنيبي، ويعقوب الحمادي، وسلطان عبد الرزاق. وشهدت الورشة الحديث عن المشاكل التي يتعرض لها أصحاب الصافرة، وآلية تطوير القضاة في أوروبا، بخلاف الاستماع لبعض النصائح من قضاة حاليين، على رأسهم رافشان أفضل حكم حالياً في آسيا، والإيطالي نيكولا ريزولي حكم نهائي مونديال البرازيل، والذي تولى إدارة الجلسة. من جانبه رد علي بوجسيم حكمنا الدولي المونديال الأسبق، على مداخلة للدكتور عمار الجنيبي، الحكم الدولي الحالي، والتي تناولت الشكوى من كثرة الضغوط التي يتعرض لها التحكيم حالياً، وطالب بوجسيم من جميع القضاة، بأن يصفوا أذهانهم قبل المباريات، وأن يكون تركيزهم على المباراة التي يديرونها أكبر وأعمق، كما طالبهم بسد أذانهم عن النقد، وإغلاق أعينهم بعدم متابعة الاستوديوهات أو الآراء التي تنتقدهم خصوصاً ليلة المباراة، وقال بوجسيم « أنصح الحكم بالانتظار لليوم الثاني، حتى يرى أداءه في المباراة أو يتابع ردود الفعل، خاصة من مسؤولي لجنة الحكام، وألا يستسلم للضغوط عبر الاستماع للآراء التي تصدر في الإعلام أو لانتقادات الأندية». ووجه بوجسيم الشكر لمجلس دبي الرياضي على تخصيص محاضرة لمناقشة متاعب التحكيم في كرة القدم، وقال «عادة التحكيم لا يكون في المقدمة، وأعتقد أن هذه الدعوة جاءت في الوقت المناسب في هذه الأيام». وأشار إلى أن التحكيم بحاجة للدعم، من كل الأطراف المعنية، التي تهتم فقط بالوقوف مع اللاعبين وتساعدهم على إظهار مواهبهم، بينما الحكم هو العنصر الوحيد المحايد الذي يزيد جمال اللعبة، لكنه لا يلقى الدعم الكافي. على الجانب الآخر تحدث رافشان ايرماتوف أفضل حكم في قارة آسيا عن المهارة التي يجب أن يمتلكها الحكم قائلا «جيلنا محظوظ بالفعل لأننا عندما بدأنا عملنا كمحكمين للمباريات، كان لدينا نماذج ممتازة وكل حكم شاب يتابع كأس العالم، كان يتمنى أن يصل لمستوى الإيطالي كولينا عالمياً وعلي بوجسيم آسيوياً وقارياً ودولياً». وتابع «التحكيم أمر شاق ومرهق ويتطلب تضحيات كثيرة، لابد أن يفي الحكم بمعايير كثيرة، بأن يحلل المباريات ويتدرب بقوة ويكون لديه رغبة في التحسن، حتى يصل للنجاح المطلوب وأن يتحمل النقد إذا ما أخطأ». وأضاف «الوصول للنجاح هو بالعمل المستمر والتحسين المستمر، وليس أكثر من ذلك، وكل حكم يجب أن يراعي هذا الأمر». وعن كثرة الانتقادات قال «الكل يرتكب أخطاء لأننا بشر في النهاية، كرة القدم لعبة سريعة والحالة الجسدية لابد أن تكون في أعلى مستوياتها للحكم كما للاعبين». من جانبه تحدث الحكم الإيطالي نيكولا ريزولي وقال «لا أحد يحب أن يرتكب الحكم أخطاء، لكن الأخطاء تكون مقبولة إذا صدرت من لاعب أو مدرب، لكن الحكم ممنوع أن يخطئ، وبالتالي يجب أن تكون حالتنا النفسية والجسدية في أفضل مستوياتها، لأن أفضل قضاة الملاعب حالياً هم رياضيون حقيقيون ولديهم لياقة بدنية هائلة قادرة على مجاراة اللاعبين في مختلف دوريات العالم». ولفت ريزولي إلى أنه لم يكن يتوقع أن يدير نهائي المونديال بين الأرجنتين وألمانيا، ولفت إلى أن سابق معرفته بلاعبي الأرجنتين عندما أدار مباراة لهم في المونديال، بالإضافة لمعرفته بلاعبي ألمانيا وتحركات كل منهم والتكتيك الذي يعتمده كل فريق، كان ذلك سبباً في تفوقه في إدارة النهائي، وقال: على الحكم أن يجمع المعلومات عن كل فريق، عليه أن يدرك تماماً كيف يتحرك اللاعبون وكيف يؤدون داخل الملعب. طالب بتطبيق تكنولوجيا خط المرمى في يورو 2016 كولينا: سيطرة الحكم على المباريات «كلمة السر» دبي(الاتحاد) أكد الإيطالي كولينا رئيس إدارة التحكيم بالاتحاد الأوروبي، أن كلمة السر في تفوق أي حكم، هو ضرورة أن يكون قادرا على إحكام سيطرته على أي مباراة مهما كانت صعبة، وألا يتأثر بما حوله من ضغوط، وأن يسعى لأن يخرج فائزا، كما يسعى كل فريق لتحقيق الفوز بالتأكيد. وقال«يجب على الحكم أن يسبق الجميع بخطوة، فهو في الملعب يسبق بخطوة جميع اللاعبين، بأن يكون أذكى منهم، يتوقع تحركاتهم وتصرفاتهم يراقب انفعالاتهم، أيضا على مستوى اللياقة البدنية، فهو يجب أن يعرف ما الذي يحدث في الملعب». وتابع«الكلمات لها تأثير أقل من الصور، لأن الصورة تغني عن ألف كلمة» ثم قام كولينا بعرض فيديو يتناول ما الذي يجب أن يعرفه الحكم قبل المباراة، فعلى الحكم معرفة كل شيء قبل المباراة ولابد أن يعرف سمات اللاعبين وتكتيكات الفرق». كما طالب كولينا بضرورة تطبيق تكنولوجيا خط المرمى في كأس أمم أوروبا بفرنسا في يونيو المقبل، ولفت إلى أن تلك التجربة لا يجب أن تلغي الحكم الإضافي الذي يطبق بالاتحاد الأوروبي، وقال « نبحث حاليا كيف يمكن أن يكون للحكم الإضافي دور أكبر، وسيطرة أكبر على الملعب ككل مثله مثل حكم الساحة وألا يكون دوره مراقبة خط المرمى فقط».
