(بغداد) - قتل ثمانية أشخاص وأصيب 51 آخرون باعتداءات في عدة محافظات عراقية أكبرها انفجار سيارتين ملغومتين في تلعفر بمحافظة نينوى. فيما احتفل الآلاف من سكان الفلوجة بمحافظة الأنبار بجلاء الأميركيين بمشاركة محافظات الجنوب العراقي، رافعين شعارات الوحدة الوطنية وانتصار المقاومة.
وقد قتل شرطي وأصيب أربعة آخرون في بغداد أمس بتفجير سيارة وسط العاصمة. وأصيب مدنيان بانفجار عبوة ناسفة على طريق محمد القاسم السريع قرب ملعب الشعب الدولي شرق بغداد.
واستهدف مسلحون يستقلون سيارة عقيدا في الشرطة داخل سيارته فأصابوه جنوب بغداد. كما أصيب ثلاثة أشخاص بانفجار قنبلة على جانب الطريق قرب دورية لشرطة المرور وسط العاصمة. وفجر انتحاري سيارته لدى مرور دورية للشرطة في شارع السعدون التجاري بوسط العاصمة، مما أسفر عن مقتل شرطي وإصابة ثلاثة مدنيين من المارة.
وفي محافظة نينوى انفجرت سيارتان ملغومتان قرب متاجر ومطاعم في تلعفر مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 35 آخرين، جروح سبعة منهم بالغة. كما قتل مدني مع زوجته بهجوم مسلح في حي الاقتصاديين غرب الموصل. وأطلق مسلحون النار على نقطة تفتيش تابعة للجيش فقتلوا جنديا في شرق الموصل، كما أصيبت امرأة في جنوب المدينة بانفجار قنبلة مزروعة على جانب الطريق.
وفي محافظة ديالى أصيب معلم بانفجار عبوة لاصقة وضعت في سيارته في منطقة الحديد شمال غرب بعقوبة. وفي محافظة التأميم أصيب صاحب معمل للمواد الإنشائية بانفجار عبوة لاصقة ثبتت بسيارته جنوب مدينة كركوك.
وفي محافظة أربيل اختطفت جماعة مجهولة شابا مسيحيا من ناحية عينكاوا، مطالبة بفدية قدرها نصف مليون دولار. وفي محافظة القادسية استهدفت عبوة ناسفة رتلا للقوات الأميركية المنسحبة جنوب الديوانية.
من جهة أخرى نظم الآلاف من أهالي مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار أمس احتفالية كبيرة بمناسبة الانسحاب الأميركي من العراق. وتحت عنوان “يوم انطلاق المقاومة في الفلوجة يوم العراقيين جميعا”، تجمع الآلاف في وسط الفلوجة حاملين أعلام العراق ومرددين هتافات مناهضة للولايات المتحدة، وشعارات تدعو إلى لوحدة الوطنية وتمجد “المقاومة”، وسط مشاركة واسعة من المحافظات الجنوبية.
وقال المتحدث باسم محافظة الأنبار محمد فتحي حنتوش أمس إن “آلاف الأهالي في الفلوجة نظموا احتفالية كبيرة بمناسبة خروج القوات الأميركية من البلد”، مبيناً أن “شوارع المدينة غصت بالحشود الهائلة من المحتفلين الذين نظموا أيضا فعاليات غنائية وأناشيد وطنية”.
وأضاف حنتوش أن “المحتفلين رفعوا الأعلام العراقية ويافطات تحيي أبناء المحافظات الأخرى، كما أقاموا صلاة موحدة بين السنة والشيعة مع مواطنين وفدوا إلى المدينة من عدة محافظات جنوبية للمشاركة بالاحتفال”، مشيراً إلى أن “المحتفلين وضعوا أكاليل الزهور على مقابر الشهداء في الفلوجة، البالغ عددها خمس مقابر مخصصة لضحايا الاجتياح الأميركي للعراق”.
ووضع المشاركون على رؤوسهم قبعات كتب عليها “مهرجان الفلوجة السنوي الأول لتخليد دور المقاومة”، و”يوم الجلاء الاميركي فخر للشرفاء”، فيما أعلن المنظمون أن الاحتفالات ستستمر لثلاثة أيام بحماية قوات من الجيش. وقال مسؤول الحزب الإسلامي في الفلوجة خالد العلوان “نفتخر أننا نحتفل اليوم بطرد وجلاء القوات الأميركية حيث أننا نحن من قدم أغلى التضحيات بأموالنا ونسائنا وشيوخنا”. وأضاف أن “الذين دمروا العراق سيدفعون الثمن غاليا من خلال محاسبتهم على أيدي هذه الجماهير الغاضبة”، داعيا “العراقيين الشرفاء إلى أن يحافظوا على أرض وطنهم وأن يتوحدوا”.
وشهدت الفلوجة معارك ضارية عام 2004 بين جماعات مسلحة والقوات الأميركية التي اجتاحت البلد عام 2003، أسفرت عن مقتل وتهجير الآلاف.
وفي شأن متصل انتقدت القائمة العراقية بزعامة أياد علاوي أمس تواصل الاعتقالات العشوائية الواسعة التي يشهدها العراق من شماله إلى جنوبه.
وقالت ميسون الدملوجي الناطق الرسمي باسم العراقية إن القائمة في حالة اجتماع مستمر، بسبب الاعتقالات العشوائية الواسعة التي تطال كل شرائح المجتمع العراقي من شماله إلى جنوبه. وأضافت أن هذه الاعتقالات مستمرة رغم كل الدعوات إلى وقفها من قبل الرئيس العراقي جلال طالباني ورؤساء الكتل البرلمانية ومجلس النواب، ورغم كل الدعوات إلى المصالحة الوطنية.
وأكدت أن هذه الاعتقالات مخالفة للقانون ومبادئ حقوق الإنسان التي نص عليها دستور العراق والشرائع والاتفاقات الدولية.
عدد اليوم
