أبوظبي (الاتحاد) - شارك مركز خدمات المزارعين بأبوظبي في الدورة الرابعة لمهرجان الشيخ زايد التراثي، حيث تمثل الزراعة رافدا مهما من روافد التراث المحلي، وأيماناً من المركز بأهمية المشاركة في الفعاليات المختلفة، وانطلاقا من مسؤوليته المجتمعية بأهمية رفع مستوى الوعي بالتنمية الزراعية في إمارة أبوظبي.
ويعرض المركز من خلال جناحه في المهرجان أنواعاً مختلفة من الخضراوات الطازجة تحت الاسم التجاري “حصاد مزارعنا” الذي ابتكره لترويج المنتجات المحلية من الخضراوات والمنتجات الحيوانية.
مشاركة إيجابية
وأشار كريستوفر هيرست الرئيس التنفيذي للمركز، إلى أن المركز يحرص على المشاركة الإيجابية في كافة الفعاليات التي تشهدها أبوظبي، تأكيدا للدور المجتمعي الذي يقوم به مركز خدمات المزارعين، فضلاً عن المهمة الأساسية المنوط بها المركز، المتمثلة الترويج للمنتجات المحلية من إنتاج مزارع أبوظبي من الخضراوات الطازجة واللحوم المحلية والدواجن وغيرها من المنتجات التي تنتجها مزارع إمارة أبوظبي. ولفت إلى أن المركز يقدم خدماته لأكثر من 24 ألف مزرعة في أبوظبي والعين والمنطقة الغربية، حيث يعمل مع أصحاب المزارع في الإمارة على تحسين الممارسات الزراعية وتحسين جودة الإنتاج المحلي وزيادته، بالإضافة إلى المحافظة على الموارد الطبيعية، مشيراً إلى أن المركز يعمل بالتعاون مع شركائه من تجار التجزئة والشركات الكبرى، إضافة إلى الهيئات الحكومية بهدف تأمين احتياجاتهم من المنتجات الزراعية عالية الجودة التي ترد من مزارعنا مباشرة إليهم. وأوضح أن المركز يدرك بأنَّ الشراكة مع تجار التجزئة تتيح له التعرف على توجهات واحتياجات السوق والمستهلكين مما يعزز من قدرته على تزويد أصحاب المزارع بالأنواع والكميات التي يحتاجها السوق المحلي، ويضمن إنتاج الكميات اللازمة من المنتجات والجودة المطلوبة، مما يوفر دخلاً متنامياً لأصحاب المزارع يغنيهم عن الدعم الحكومي.
تشجيع المزارعين
وأشار هيرست إلى أن مركز خدمات المزارعين بدأ مؤخرا بتوريد المنتجات الحيوانية الطازجة إلى محلات سوبر ماركت جيان المنتشرة في مختلف إمارات الدولة وتشمل لحوم الماعز والأغنام والعجول والدجاج الطازج الكامل والقطع الواردة من مزارع منطقة أبوظبي ومدينة العين ومدن المنطقة الغربية التابعة لإمارة أبوظبي، لافتاً إلى أن جميع المنتجات تخضع للفحص وفق أعلى مستوى من الأمان والسلامة الغذائية حسب معايير جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية.
وتم البدء في توريد هذه المنتجات إلى أفرع محلات كارفور هايبر ماركت في أنحاء الدولة حيث أبرمت اتفاقيات توريد لمدة عام فضلا عن التوريد المستمر إلى كل من جمعية أبوظبي التعاونية ومحلات اللولو هايبر ماركت ومحلات سبار وجميع أفرع محلات سوق التابع لمركز خدمات المزارعين.
إلى ذلك أوضح هيرست، أن هذه المبادرة تهدف إلى دعم المنتجات المحلية وتشجيع المزارعين على زيادة الاهتمام بتربية الحيوانات داخل المزرعة، وذلك ضمن أهداف المركز الرئيسية لتطبيق أفضل الممارسات الزراعية وزيادة دخل ملاك المزارع. حيث يحرص المركز على فتح قنوات ترويجية وتسويقية للمواطنين تعتبر مشجعة وحافزا لتربية حيوانات المزرعة كالأغنام والماعز والدواجن والأرانب وغيرها من الحيوانات المنتجة للحوم والمنتجات الطازجة.
وقال هيرست أن المركز يعمل على توفير سلسلة من الخدمات التي تساعد في تسهيل وصول المنتجات من المزرعة إلى المستهلك، حيث يوفر أسطولاً كاملاً من الناقلات الكبيرة لنقل المنتجات الطازجة من مراكز التعبئة والتغليف إلى مراكز التسويق الرئيسية وشركاء المركز من تجار التجزئة والهايبر ماركت، كما يوفر للمزارع الإرشادية ومزارع إنتاج خضراوات الفئة الأولى الكراتين وأدوات التغليف والتعبئة مع شعار العلامة التجارية المبتكرة “حصاد مزارعنا”.
خدمات فنية
وعلى صعيد الخدمات الفنية الرامية إلى تغيير الممارسات الزراعية التقليدية، أشار هيرست إلى أن المركز يعمل على تقديم الاستشارات الفنية والخدمات الزراعية، إضافة إلى مستلزمات الزراعة، بهدف تحسين إنتاجية المزارع زيادة دخل المزارعين كما يعنى في الوقت نفسه بتطوير قنوات التسويق الحالية وتعزيز الشراكة مع أسواق البيع بالجملة والتجزئة من خلال تقديم خدمات توريد متميزة عبر سلسلة التسويق، بما في ذلك خدمات تعبئة المنتجات وتغليفها وتسويقها.
وتشمل قائمة الخدمات المجانية التي يقدمها المركز كما حددها هيرست، خدمات الإرشاد والتدريب وتتضمن تطوير إدارة تربية الحيوانات داخل المزارع، وتحسين خدمات رعاية أشجار النخيل والتغذية والحصاد، إضافة إلى تحديث شبكات الري، وتقديم المشورة حول كيفية تحسين الإنتاج، والاستفادة من العروض العملية من خلال المزارع الإرشادية، كما تتضمن توزيع نتائج الأبحاث العلمية المتخصصة للمزارعين لتحسين الممارسات الزراعية، والمساعدة على تطوير التخطيط الزراعي وتبني التكنولوجيات الحديثة و تحسين إدارة المزارع.
كفاءة الإنتاج
وأكد الرئيس التنفيذي لمركز خدمات المزارعين بأبوظبي، أن المركز يعتبر أن كفاءة الإنتاج الزراعي تستند أساسا على المزارع المتكاملة المنتجة للتمور والأعلاف والإنتاج الحيواني على حد سواء، وتطبيق مثل هذه الممارسات يحقق الوصول للاكتفاء الذاتي من بعض المنتجات ويعود بالنفع على أصحاب المزارع حيث يساعد على زيادة دخل المزرعة بشكل ملحوظ، مضيفاً بأنه ينتج عن ذلك بيئة صحية لكل من التربة الزراعية والثروة الحيوانية، بتغذية الحيوانات وعلفها من فائض الإنتاج الزراعي، واستخدام الروث في تسميد الأرض بشكل مجاني.
و أشار إلى أن المزارع النموذجية تنقسم إلى نوعين، يتمثل الأول في المزارع الإرشادية التي تعرض تقنيات محسنة أو جديدة للمحاصيل الموجودة وإدخال محاصيل غير تقليدية، فضلاً عن إدخال أصناف جديدة مقاومة للآفات التي تصيب الزراعات المحلية، لافتاً إلى أن فكرة المزارع النموذجية الإرشادية تقوم على تخصيص مواقع داخل مزارع المواطنين لعرض أفضل الممارسات الزراعية، بحيث تكون نموذجاً لتعريف المزارعين المواطنين في إمارة أبوظبي بأفضل الممارسات الزراعية، بالإضافة إلى إظهار قدرة وكفاءة تكنولوجيا الزراعة والري الحديثة على تحسين استخدام المياه في الزراعة ومضاعفة الإنتاج، حيث يتم تزويد المزرعة بأحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الزراعة والري الحديثة.
وأشار إلى أن مركز خدمات المزارعين ينفذ المزارع الإرشادية على ست مزارع ثلاث منها لإنتاج الخضراوات واثنتين لتحسين إنتاج الأعلاف، ومزرعة متكاملة لأنظمة الري الحديثة.
وأوضح أن النوع الثاني، يتمثل في المزارع المتكاملة التي تقوم فكرتها على تحسين التقنيات القائمة والمستخدمة في الزراعة التقليدية، وتحسين استخدام الأسمدة والري ومحاصيل الخضراوات، وصولاً إلى أفضل الممارسات الزراعية المتبعة دولياً، إضافة إلى تربية الثروة الحيوانية فيها، وزراعة الأعلاف في مساحة منها.
وقال كريستوفر هيرست الرئيس التنفيذي لمركز خدمات المزارعين بأبوظبي، إن المنتجات التي يتم تسويقها عبر المركز تتضمن السلع الطازجة المنتجة محلياً من الخضراوات والفواكه والعسل والتمور واللحوم والبيض، وقد حققت الطماطم والخيار أعلى نسبة مبيعات في الأعوام الماضية، موضحاً أن البطاطس في هذا الموسم دخلت كمنافس قوي جداً وخصوصاً بعد إنتاجه محلياً وإقبال الناس عليه لجودته العالية ورخص ثمنه مقارنة بالمستورد.
وفيما يخص مزارع النخيل، لفت هيرست إلى وجود 50 مزرعة نخيل تطبق فيها أساليب جديدة لاستخدام الأسمدة في محاولة لضبط الآفات الزراعية، وفي هذا الإطار تم عقد ورش عمل شارك بها أكثر من 120 مزارعاً وعاملاً في المزارع لتعريفهم على أفضل البرامج لتسميد النخيل إلى جانب الري. وقال هيرست أن المركز يطبق تقنيات جديدة في زراعة الخضراوات، وبالأخص على منتجات الطماطم والبروكلي بواقع 6 مزارع تطبق فيها تقنيات أقل استهلاكاً للمياه، وأنظمة ري تسهم في زراعة بذور أكثر في المنطقة الواحدة، وتقنيات تساعد في نمو منتج البندورة بشكل طولي وليس أفقيا، بما يسهل عملية قطافها.
يشار إلى أن نسبة اعتماد الزراعة في إمارة أبوظبي على مياه الآبار بلغت 95%، مما جعل نسبة المياه العذبة في هذه الآبار لا تتجاوز 1%، كما نتج عنه ارتفاع معدلات النترات بالمياه وازدياد الأعماق المطلوبة للوصول إلى المياه، إضافة إلى توقف عدد كبير من الآبار عن العمل لنضوب المياه فيها.
رسوم رمزية
يقدم المركز مجموعة من الخدمات مقابل رسوم رمزية تعود في النهاية لمصلحة المزارعين وتشمل عقود خدمات النخيل، وإدارة المزرعة، وتوريد المنتجات الطازجة، بالإضافة إلى عقد خدمات الرعاية البيطرية للمجترات الصغيرة. ويحرص المركز على تقديم خدماته الإرشادية من خلال الممارسة العملية في المزارع النموذجية التي خصصها المركز لإرشاد المزارعين بطريقة عملية وتشتمل هذه المزارع على زراعة النخيل والخضراوات والأعلاف إلى جانب الثروة الحيوانية، وهي بذلك تختلف عن المزارع النموذجية الإرشادية، التي انتهى مركز خدمات المزارعين من تطبيق فكرتها على 35 مزرعة وموقعاً في المنطقة الغربية، ويعرض من خلالها أفضل الممارسات الزراعية من أنظمة الري المتطورة، بالإضافة إلى زراعة أنواع من الخضراوات القادرة على مقاومة الآفات الشائعة محلياً، والتي تؤثر على كمية ونوعية المنتج الزراعي.
عدد اليوم
