الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تقنيات حديثة لعلاج السمنة في مستشفى توام

تقنيات حديثة لعلاج السمنة في مستشفى توام
14 ديسمبر 2013 00:02
محسن البوشي (العين)- يبدأ مستشفى توام، مطلع العام المقبل، في تطبيق تقنيات جديدة ومتطورة لإجراء جراحات السمنة بالمنظار ( POSE )، فيما يتبنى خطة طموحة لتوسعة وتطوير أقسام الجراحة، بحسب الدكتور فواز شيخ تراب استشاري الجراحة العامة، والأستاذ المشارك بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات. وأوضح تراب أن الجراحة الجديدة للسمنة ليست لها مضاعفات، وتتم عن طريق الفم بدون فتح حيث يجري تضييق مركز الجوع في المعدة ما يؤدي إلى نقص الوزن بنحو 30 في المائة. وأشار إلى أن هذه التقنيات الجديدة، التي يتم إدخالها لأول مرة على مستوى المستشفيات الحكومية في الدولة، تقتصر على الأشخاص الذين لا يعانون من السمنة المرضية المفرطة. ولفت إلى أن قائمة الانتظار تضم أكثر من 150 مواطناً ومواطنة ممن يعانون من السمنة، يتحيّنون دورهم في دخول غرفة العمليات لإجراء جراحات إنقاص الوزن، بعد أن فشلت محاولاتهم من خلال اتباع الحمية الغذائية أو العلاج الدوائي. وقال استشاري الجراحة العامة والأستاذ المشارك بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات: إن هناك إقبالاً كبيراً على إجراء جراحات السمنة في مستشفى توام، حيث تعطى الأولوية لأصحاب السمنة المرضية المفرطة الذين يعانون من بعض المضاعفات خاصة صعوبات التنفس واضطرابات النوم، كاشفاً عن خطة يتبناها المستشفى لتوسيع قسم العمليات الجراحية لاستيعاب أكبر عدد من المرضى وتقليص فترات الانتظار. وأكد تراب الذي يقوم بإجراء الجراحات اللازمة لأصحاب حالات السمنة المرضية بمستشفى توام بعد استيفائهم الشروط اللازمة، أن مشكلة السمنة في ازدياد، على الرغم من أن الجهات المعنية في الدولة تولي هذه الظاهرة اهتماماً كبيراً لأنها ترتبط بأمراض السكري والضغط والأمراض الوراثية، لافتاً إلى أن هناك برامج وقائية، تهدف إلى محاربة السمنة من قبل برامج هيئة الصحة في أبوظبي. ولفت إلى أن هناك ثباتاً إلى حد ما بنسبة الإصابة بالسمنة المرضية في مجتمع الإمارات حيث لازالت النسبة تتراوح بين 8 و10 في المائة منذ عام 2002 وحتى الآن؛ إلا أن الجديد هو أن متوسط المرحلة العمرية لحالات السمنة المرضية انخفضت من 28 عاماً تقريباً في السنوات القليلة الأخيرة إلى نحو 12 سنة فقط الآن، الأمر الذي اعتبره مؤشراً غير إيجابي ومدعاة للقلق، خاصة وأن غالبية هؤلاء يعانون من أمراض مزمنة يأتي على رأسها مرض السكري، مؤكداً ضرورة توفير منظومة علاجية. وشدد تراب، الذي يترأس جمعية جراحي حالات السمنة في الإمارات، على أهمية تفعيل دور المؤسسات التعليمية في مواجهة مشكلة السمنة لدى تلاميذ المدارس بالتعاون والتنسيق مع الجهات الصحية المعنية وعلى رأسها جهاز أبوظبي لرقابة الغذائية من خلال تنظيم برامج التغذية في المدارس الحكومية والخاصة ومنع تناول الأطعمة والمشروبات غير الصحية للأطفال وفقاً للشروط والمعايير التي تحددها هذه الجهات. وتجرى بمستشفى توام حالياً نحو 16 جراحة لعلاج حالات السمنة المرضية شهرياً بمعدل 4 جراحات أسبوعياً تقريباً، وتتراوح أعمار الحالات التي يخضع أصحابها للجراحة ما بين17 و55 عاماً؛ إلا أن إعمار غالبيتهم تتراوح بين17 و 30 عاماً. وأوضح تراب أن التحدى الأكبر في مواجهة مشكلة السمنة وتداعياتها يكمن بالأساس في مسبباتها التي تعود إلى عوامل وراثية وبيئية، فيما تكمن تحديات ما بعد الجراحة في ضرورة توفير أوجه الرعاية اللازمة للذين خضعوا لجراحات علاج السمنة خاصة ما يتعلق بتوفير المكملات الغذائية والفيتامينات التي قد يترتب على غيابها مضاعفات صحية خطيرة. وأكد الأستاذ المشارك بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات واستشاري الجراحة العامة أن مستشفى توام يمتلك مقومات كبيرة ومتميزة للتعامل مع حالات السمنة بمستوياتها المختلفة، فهناك طواقم طبية متخصصة على أعلى مستوى بما في ذلك أطباء الجهاز الهضمي والغدد الصماء الذين يتعاملون مع المرضى، الذين يشكل المواطنون من بينهم نسبة 99 في المائة بقدر وافر من المهنية. وأسهمت هذه المقومات والإمكانات في تحقيق مؤشرات مشجعة جداً بمجال جراحات السمنة بالمستشفى، حيث لم تتجاوز نسبة المضاعفات البسيطة الدارجة وفقاً لآخر التقارير الصادرة عن المستشفى نسبة 1.2 في المائة فقط، في حين تتراوح النسبة العالمية المعتمدة بين2 و3 في المائة؛ ما يؤشر معه إلى مدى تقبل الجمهور لهذه العمليات ونتائجها، مؤكداً ضرورة اقتصار إجراء هذه العمليات على المراكز الطبية المتخصصة إمعاناً في الحرص على توفير شروطها حفاظاً على حياة المرضى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©