غزة - ا·ف·ب: يدفع الاقتتال الدامي بين حركتي ''فتح'' و''حماس'' في قطاع غزة الفلسطينيين إلى نزوح جديد رغم تحريم مفتي فلسطيني الهجرة من الأراضي المحتلة· وقال ابو العبد (42 عاما) الذي يعمل طبيبا في أحد مستشفيات غزة إنه يعتزم الرحيل خلال أيام ''للبحث عن الأمن والأمان''، مؤكداً أنه بعد الفلتان الامني قررت الهجرة لأنه عندما يضيع الوطن يضيع معه الناس· وأضاف ''يمكننا أن نتحمل الحصار الاقتصادي لكن الفلتان الامني كان القشة التي قصمت ظهر البعير''· وقال ''اخاف على ابني في المدرسة واخاف على نفسي بالعمل وعلى عملي''· وأوضح ''لا أريد أن اخسر كل ما بنيته ولا أريد لابنائي أن يكبروا في بيئة ممتلئة بالعنف لآن هذه ليست التربية التي تمنيتها لاولادي''· وتابع ''ترددت أولا في الهجرة في فترة حكومة الوحدة الوطنية على امل تحسن الوضع، لكن ما حدث هو عكس ذلك، عندما اجد الاخ يقتل اخاه لن انتظر حتى اجد ابني يقتل وهو يرسم العلم الفلسطيني''·
من جهته، قال محمد ابو حية وهو فني يعمل في المونتاج إنه هاجر إلى دولة خليجية لان ''الوضع الاقتصادي والأمني سيئ جدا ولا نستطيع التحمل اكثر من ذلك''· وأضاف في اتصال مع وكالة ''فرانس برس'' أنه قرر الرحيل ''للبحث عن عمل لان الاوضاع في غزة لا تسمح لاي شاب ان يبني مستقبله''·
وفي معبر رفح الحدودي، قدرت مصادر غير رسمية عدد الذين غادروا قطاع غزة منذ حوالى عام تقريبا باكثر من عشرة الاف، لم يعودوا الى القطاع· لكن مصادر فلسطينية حقوقية أكدت أن عدد المهاجرين ''أكبر من ذلك بكثير''· وأشارت هذه المصادر إلى أن هناك العديد من طلبات الهجرة الى دول اوروبا والى كندا واميركا·وتحدث المحامي راجي الصوراني مدير المركز الفلسطيني للحقوق الانسان عن ''حالة نزوح واضحة من قطاع غزة في ضوء الاقتتال الداخلي، لكن لا احد يستطيع الوصول إلى أرقام صحيحة''· وتوقع أن يكون ''الصيف زاخرا بالهجرة'' التي عزاها إلى الأوضاع الاقتصادية ''السيئة'' وإلى ''الاقتتال الداخلي لأنه اثر على الناس بأمنهم ولقمة عيشهم''·
ورأى أن ''من يتحمل هذه المسؤولية بالأساس هي القوى السياسية التي شاركت فيما مورس من عدمية سياسية على مدار الاشهر الماضية''، وانحى باللائمة على ''من دفع الناس الى هجرة اخرى من وطنهم''· وأضاف ''عندما لا يستطيع الشخص الحفاظ على روحه وماله وعمله وعلى حرياته فهو من الامر الطبيعي ان يفكر في الهجرة''·
عدد اليوم
