الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الهلال».. قصص من العطاء لمتضرري إعصار «هايان»

«الهلال».. قصص من العطاء لمتضرري إعصار «هايان»
28 ديسمبر 2015 11:26

أبوظبي (وام) شهدت الفلبين في الثامن من شهر نوفمبر عام 2013 أسوأ كارثة طبيعية في تاريخها - المثقل بالأزمات والكوارث الطبيعية - بحكم موقعها الجغرافي على حزام الأعاصير الاستوائية والعواصف الرعدية في جنوب شرق آسيا غرب المحيط الهادي - وهو إعصار «هايان» المداري أحد الأعاصير الأكثر عنفاً على الإطلاق. ودعا حجم الكارثة وما خلفه من دمار حكومة الفلبين والهيئات الأممية والمنظمات الإنسانية الدولية إلى إطلاق نداء استغاثة للشعب الفلبيني لتقديم المساعدات العاجلة للمنكوبين والناجين لاحتواء تداعيات هذه الكارثة الطبيعية التي ضربت الإنسانية قبل كل شيء مخلفه نحو 10 آلاف قتيل وأربعة ملايين مشرد وملحقة أضراراً ودماراً كبيرة في مناطق واسعة خصوصاً شرق ووسط الفلبين. وبحسب برنامج الأغذية العالمي - إحدى منظمات الأمم المتحدة - تسبب الإعصار في تدمير 90 في المائة من المباني في مدينة تاكلوبان وإقليم سامار الغربية والشرقية وترك ستة ملايين شخص من دون عمل وهدد بمجاعة كارثية. وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة وعبر ذراعها الإغاثي والإنساني هيئة الهلال الأحمر الإماراتية أو كما أطلق عليها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «سفير شعب الإمارات للعالم» من أوائل المنظمات الإنسانية التي وصلت الفلبين لتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة ورغم الخراب والدمار الكبيرين والجثث الطافية فوق المياه في الشوارع التي وقفت عائقاً أمام جهود المنظمات الإغاثية للوصول للمنكوبين.. إلا أن إرادة أبناء الإمارات للقيام بواجبهم الإنساني كانت أكبر من هذه التحديات حيث نجح الهلال الأحمر في الوصول للمنكوبين وتقديم المواد الإغاثية المستعجلة في أكثر الأقاليم تضرراً في وسط وشرق الفلبين. فمنذ بداية الأزمة أسهم الهلال الأحمر ميدانيا بدور فاعل ومؤثر في مساعدة الشعب الفلبيني من خلال خطة محكمة تم وضعها لتنفيذ عمليات الإغاثية وفقاً للاحتياجات الفعلية للمنكوبين خاصة في مجالات الغذاء والإيواء والصحة وتحسين الظروف البيئية تفادياً لانتشار الأوبئة والأمراض وسط المشردين في مثل هذه الحالات بالتنسيق مع الهيئات والوكالات الدولية المتخصصة في الشأن الإنساني وعلى رأسها الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر وجمعية الصليب الأحمر الفلبينية. وحظي ما قامت به هيئة الهلال الأحمر الإماراتي من جهود إغاثية لمساعدة المنكوبين والمتضررين من إعصار «هايان».. بإشادة المجتمع الدولي وتقدير من الحكومة والشعب الفلبيني حيث سجل الهلال الأحمر رقماً قياسياً في سرعة الاستجابة لنداء الإغاثة بعد ساعات قليلة من إعصار «هايان» بحسب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والذي أعرب عن امتنانه العميق لمساهمة الهلال الأحمر الإماراتي القيمة والسخية في دعم الجهود المبذولة وتلبيته السريعة لنداء الطوارئ الذي وجهه الاتحاد الدولي لجمعياته الوطنية للمشاركة العاجلة في العمليات الإغاثية التي أعقبت وقوع الإعصار المدمر والتي كان لها بالغ الأثر في التخفيف من معاناة المتضررين. اليوم وبعد عامين على وقوع كارثة إعصار «هايان» ما زالت الأيادي البيضاء لأبناء الإمارات ممدودة بالخير لمساعدة الشعب الفلبيني على تجاوز تداعيات إعصار «هايان» حيث تقوم هيئة الهلال الأحمر منذ عامين - بمكرمة سخية من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ودعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس الهلال الأحمر- بتخصيص 10 ملايين دولار لإعادة إعمار المباني والمستشفيات والعيادات الطبية والمدارس في أكثر الأقاليم تضرراً في تاكلوبان وسامار الغربية والشرقية والتي تعتبر من الأقاليم النائية في الفلبين. وتعد هيئة الهلال الأحمر الإماراتي المنظمة الإنسانية الوحيدة المتواجدة في الفلبين منذ الإعصار حتى اليوم تأكيداً على المبادئ الإنسانية والقيم الإسلامية السامية التي قامت عليها دولة الإمارات العربية المتحدة في مد يد العون والمساعدة للشعوب المنكوبة في أوقات الكوارث والمحن دون تفريق على أسس عرقية ودينية ومذهبية وبدافع إيمانها الراسخ والقوي بأهمية التضامن الدولي والإنساني للتخفيف من معاناة المتضررين من الكوارث الطبيعية.. وانطلاقا من رؤية هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي ترتكز على الدور الإنساني الذي لا يقتصر على مرحلة تقديم المساعدات العاجلة بل يتجاوز ذلك ليصل إلى مرحلة تبني مشاريع تنموية للنهوض بحياة الشعوب المنكوبة ومساعدتها على التعافي من الأزمات وإعادة الإعمار في المناطق المنكوبة. ويواصل الهلال الأحمر الإماراتي اليوم واجبه الإنساني تجاه ضحايا الإعصار من خلال تنفيذ حزمة من المشاريع والبرامج التنموية في الأقاليم الأكثر تضرراً وإعادة تأهيل البنى التحتية في أهم مجالات التنمية البشرية وهي التعليم والصحة لإعادة الأمل لشعب الفلبين ومساعدته على التعافي من تداعيات أسوأ كارثة طبيعية في تاريخه. وافتتح وفد هيئة الهلال الأحمر الإماراتي المرحلة الثانية من إعادة إعمار المدارس البالغ عددها ثماني مدارس إضافة إلى تفقد عدد من المشاريع الصحية التي تشرف الهيئة على تنفيذها في جزيرة سامار بشقيها الشرقي والغربي. وعلى مشارف الإقليم يظهر للقادم اسم دولة الإمارات بجانب شعار الهلال الأحمر الإماراتي على مبنى إحدى المدارس التي أعيد بناؤها ضمن المرحلة الأولى لبرنامج الهيئة لإعادة إعمار قطاع التعليم في إقليم سامار الشرقية والتي شملت صيانة وتأهيل وتجهيز 10 مدارس بتكلفة 20 مليون درهم وافتتحت في مارس الماضي 2015. مع اقترابنا من أولى المدارس المقرر افتتاحها وهي مدرسة «ماسلوج» الإعدادية تشعر من خلال حفاوة استقبال الأهالي لوفد الهلال الأحمر بمشاعر المحبة والامتنان التي يكنها الأهالي للهلال الأحمر وتقديرهم لدور الهيئة في عودة أبنائهم لمقاعد الدراسة. وعند وصول الوفد للمدرسة كان في استقباله الطلاب والمعلمون في الساحات الخارجية وهم يلوحون بأعلام دولة الإمارات حاملين صور صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» ومرددين «شكراً.. خليفة».. «شكراً.. الإمارات» باللغة العربية في صورة تجسد معاني العرفان والتقدير على ما تبذله هيئة الهلال الأحمر الإماراتي من جهود إنسانية في هذا الإقليم النائي الذي تعذر على العديد من المنظمات الإنسانية الوصول له كما كان في الاستقبال مسؤولون عن قطاع التعليم في الحكومة المحلية للإقليم الذين شاركوا وفد الهيئة توزيع الهدايا والحقائب المدرسية على الطلاب. بعدها واصل وفد الهيئة زياراته إلى المدارس لافتتاحها ومشاركة الطلاب والأهالي فرحتهم بعودة الحياة إلى مدارسهم الجديدة بعد أن حولها الإعصار إلى خراب تفتقد لأقل المعايير الواجب توفرها حتى في المناطق النائية والفقيرة في العالم مع وصولنا لكل مدرسة الحال لم يختلف والصورة لم تتغير فالفرحة طاغية على الطلاب والمعلمين والأهالي والأغاني والاستعراضات الشعبية حاضرة تعبيراً عن الفرح والسعادة بوصول الوفد والافتتاح الرسمي للمدرسة وأعلام الدولة وصور صاحب السمو رئيس الدولة مرفوعة تصاحبها عبارات الشكر والتقدير. وقالت ماريا جريس ادينا مديرة إدارة التعليم في الحكومة المحلية لإقليم سامار الشرقية: «بسبب الإعصار هايان عشنا ظروفاً صعبة للغاية والعديد من سكان إقليم سامار قتلوا وشردوا وفقدوا أحبائهم.. الدمار كان شاملًا يفوق الوصف ومن ضمنها مدارس الإقليم التي كانت تعاني قبل الإعصار من الكثير من المشاكل في الصيانة والمرافق والتجهيز ومع مرور الإعصار حولها إلى ركام علقت على إثرها الدراسة خوفاً على سلامة الطلاب من انهيار ما تبقى من فصول دراسية التي كانت تعاني من تصدعات في الجدران والأسقف». وأضافت أن المساعدات الإنسانية من مواد غذائية وطبية وملابس وصلت من العديد من المنظمات الإنسانية لكنها اقتصرت على المواد الاستهلاكية وبعض المنازل التي أعيد بناؤها لكن المدارس لم يلتفت لها أحد، والهلال الأحمر الإماراتي المنظمة الإنسانية الوحيدة التي قدمت لنا مساعدات إنسانية وتكفلت بإعادة إعمار« 18» مدرسة في إقليم سامار الشرقية وتجهيزها بكامل الأدوات والمعدات الدراسية مع إضافة مرافق وملاعب ومختبرات لم نكن نمتلكها سابقا واليوم يستفيد من هذا المشروع نحو« 10» آلاف طالب وطالبة». تأهيل وتجهيز المستشفى العام قالت الدكتورة سيم بياه بليلو نائب مدير عام المستشفى: إن إعصار هايان الذي ضرب منطقتنا تسبب في تدمير المستشفى الوحيد في الإقليم وفقدنا معها الأقسام الأساسية لأي مستشفى في العالم وهم قسما العمليات الجراحية وقسم الطوارئ وفي ظل الظروف الصعبة التي واجهناها أجبرنا على إجراء العمليات الجراحية في أماكن غير مهيأة صحيا واستقبال الحالات الطارئة في الغرف والممرات خاصة حالات الولادة وللأسف لم نتلق غير مساعدات عينية تتمثل في المواد الغذائية والملابس والأغطية وبعض الأدوات الطبية وهي مساعدات ضرورية لكنها مؤقتة لا تحدث تغييراً على المدى الطويل حتى جاء الهلال الأحمر الإماراتي وهو يحمل الأمل لسكان الإقليم بعد أن تكفل بإعادة تأهيل وصيانة وتجهيز المستشفى وإحلال البنية التحتية المدمرة بأخرى جديدة واليوم ونحن ننظر للمستشفى مع انتهاء أعمال التأهيل والصيانة لا نكاد نصدق أنه هو نفسه المستشفى المدمر الذي كان بعد الإعصار.. شكراً لدولة الإمارات ولصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» والشعب الإماراتي على عطائهم الإنساني والإغاثي ووقوفهم مع الشعب الفلبيني منذ الكارثة وحتى اليوم». مواقف إنسانية ومعانٍ سامية حملت الزيارة العديد من المعاني الإنسانية التي أكدتها القيم الإسلامية السمحة وكان أبطالها فريق الهلال الأحمر الإماراتي في تعاملهم الإنساني الراقي مع الضعفاء والمحتاجين وتقديمهم المساعدة لأبناء الشعب الفلبيني دون تفريق بين أحد. وفي موقف إنساني لرئيس وفد الهلال الأحمر فهد بن سلطان نائب الأمين العام لشؤون جمع التبرعات والتسويق في هيئة الهلال الأحمر مدير«مشروع إعادة الإعمار في الفلبي» عندما كانت تقف طفلة في مرحلة رياض الأطفال بين الطلاب الذين كانوا في استقبال الوفد في مدرسة» جوينوب الابتدائية «تعاني من مرض الشفة الأرنبية فما كان منه عندما رآها أن حملها وقبلها وطلب من إدارة المدرسة توفير رقم للتواصل مع والديها وإبلاغهم بتكفل الهلال الأحمر الإماراتي بعلاجها. وفي موقف آخر في مدرسة « بلو سوه الابتدائية» عند الجولة التفقدية على الفصول الدراسية كان أحد طلاب المدرسة يجلس وحيداً في الفصل وعند سؤال إدارة المدرسة عن سبب وجود الطالب وحيداً وعدم خروجه مع زملائه أكدت مديرة المدرسة أن الطالب من ذوي الإعاقة الحركية ويعتمد على والدته التي تحمله في حضوره وانصرافه من المدرسة وعلى الفور طلب رئيس الوفد مقابلة والدته التي صادف وجودها في المدرسة ووجه بتوفير مقعد متحرك للطالب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©