(العين) - أثبتت دراسة علمية حديثة أجراها فريق من الباحثين بكلية الطب بجامعة الإمارات أن تناول التمور مفيد لمرضى السكري، عكس ما يعتقد كثيرون، إذا ما تم تناوله وفق معايير محددة ضمن نظام صحي متوازن، بحيث لا يزيد عدد الحبات عن 7 في الوجبة الواحدة بحد أقصى 50 جراماً فقط.
وأكد الدكتور محمد يوسف بني ياس نائب مدير الجامعة المشارك للشؤون الصحية وعميد الكلية أن الدراسة تنطوي على أهمية كبيرة نظراً لارتفاع معدل الإصابة بالسكري في الدولة التي تعد الثانية عالمياً، من حيث نسبة المصابين به، حيث تبلغ نسبة الإصابة 25% بين الأشخاص البالغين.
وأضاف بني ياس خلال مؤتمر صحفي نظمته الكلية أمس، بحضور الدكتور صلاح غريب رئيس قسم الباطنة بكلية الطب بجامعة الإمارات والدكتورة بيان الدباغ مديرة أبحاث قسم الباطنة في الكلية، أن أهمية الدراسة تتضاعف نظراً لخصوصية مجتمع الإمارات حيث يعتبر تناول التمور من العادات الغذائية القديمة المتوارثة وتلقى النخيل اهتماماً كبيراً لما لها من قيمة تاريخية.
ولفت الدكتور جمعة مصبح الكعبي الأستاذ المساعد بقسم الطب الباطني في الكلية رئيس فريق البحث إلى أن الدراسة التي تركزت على أصناف الخلاص، بومعان، الدباس، اللولو، والفرض كشفت أن نسبة السكر في الدم للأشخاص الأصحاء الذين يتناولون هذه الأصناف من التمور بشكل متوازن تتشابه بدرجة كبيرة مع نسبتها في دم الأشخاص المرضى بالسكري الذين يتناولون الكميات ذاتها فلم ترصد الدراسة وجود أية فروق تذكر.
وأوضح الكعبي أن الدراسة شملت 23 من المتطوعين منهم 13 متطوعاً من الأصحاء، و10 متطوعين مصابين بالسكري النوع الثاني خضعوا جميعهم لفحص طبي شامل قبل إخضاعهم للدراسة مع الأخذ بالاعتبار العوامل الأخرى ذات الصلة بالسكري.
وأوضح الكعبي أنه تم إعطاء المتطوعين كمية قدرها 50 جراماً من السكر وكمية مساوية من الكربوهيدرات الموجودة في أنواع التمور الخمسة في أيام مختلف وفق المعايير العلمية وتم بعد ذلك قياس نسبة السكر في الدم لدى المتطوعين المرضى والأصحاء بعد تناولهم التمور في كل مرة.
وأوصت الدراسة مرضى السكري بتناول التمور بشكل متوازن وبالكميات المحددة لأنها تحتوي على معدلات عالية من السعرات الحرارية تعادل 157 وحدة حرارية لكل 7 حبات من التمر وهي تعادل 10% من حاجة الفرد من السعرات الحرارية يومياً، شريطة أن يتم الالتزام بنظام صحي متوازن عند مرضي السكري ولا يفضل تناول أكثر من 7 تمرات في الوجبة الواحدة.
ولفت الكعبي إلى أن الدراسة أكدت أن التمور من أنواع الفاكهة التي ترفع نسبة السكر في الدم بشكل طفيف رغم احتوائها على قدر عال من السعرات الحرارية لاحتوائها على نسبة معقولة من الألياف تقدر بـ 11% وقد ركزت الدراسة التي استغرقت 6 أشهر على التمور وليس الرطب.
وأشار إلى أن الدراسة العلمية التي تمت بالتعاون بين كلية الطب بجامعة الإمارات وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية وتم نشرها في إحدى المجلات العلمية العالمية المعروفة والمتخصصة تهدف إلى قياس مدى ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد استهلاك التمر بين الأشخاص الأصحاء والمصابين بالسكري.
عدد اليوم
