نيقوسيا (أ ف ب) - يبحث مانشستر سيتي، بطل الدوري الإنجليزي، عن مواصلة مشواره القاري في “يوروبا ليج” عندما يحل ضيفاً على بوروسيا دورتموند، بطل ألمانيا، اليوم في الجولة السادسة الأخيرة لمنافسات المجموعة الرابعة من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وفقد فريق المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني الأمل في التأهل إلى الدور الثاني من المسابقة الأوروبية وتأكد خروجه من دور المجموعات للمرة الثانية على التوالي، وذلك بعد أن ضمن بوروسيا دورتموند وريال مدريد الإسباني بطاقتي هذه المجموعة. ويحتل سيتي المركز الرابع حالياً برصيد 3 نقاط حصدها من ثلاثة تعادلات، وهو يتخلف بفارق نقطة عن أياكس أمستردام الهولندي الثالث الذي يحل بدوره ضيفاً على ريال مدريد.
ويأمل سيتي أن يخوض دورتموند مواجهة اليوم بتشكيلة “رديفة” بعد أن ضمن بطل الدوري الألماني صدارة المجموعة كونه يتقدم بفارق 3 نقاط عن ريال مدريد، وفي المواجهتين المباشرتين لأنه فاز عليه 2-1 في “سيجنال إيدونا بارك” وتعادل معه 2-2 في “سانتياجو برنابيو”.
ومن المؤكد أن مهمة سيتي، الساعي إلى فوزه الأول، لن تكون سهلة أمام مضيفه الألماني الذي لم يخسر سوى مباراة واحدة على ارضه هذا الموسم، وكانت في الدوري المحلي أمام شالكه (1-2) في 20 أكتوبر الماضي. وسيكون سيتي بحاجة للفوز على دورتموند وأن يتعادل أو يخسر أياكس أمام ريال لكي يواصل مشواره الأوروبي في المسابقة الثانية من حيث الأهمية، وذلك لأن تعادله وخسارة منافسه الهولندي لن يكونا كافيين كون الأخير يتفوق عليه في المواجهتين المباشرتين، إذ فاز عليه 3-1 في أمستردام وتعادل معه 2-2 في مانشستر.
مباراة صعبة
وتحدث مانشيني عما ينتظر فريقه الذي أصبح يتخلف بفارق ثلاث نقاط عن جاره اللدود مانشستر يونايتد المتصدر، بعد تعادله مع ضيفه إيفرتون (1-1) السبت الماضي في الدوري المحلي، قائلا: “سنحاول، لكننا بحاجة للفوز على دورتموند وهذا الأمر لن يكون سهلاً لأن الأخير يقدم أداء جيداً”.
واستبعد مانشيني الذي تعادل فريقه مع منافسه الألماني 1-1 في لقاء الذهاب، فكرة افتقار لاعبيه إلى الحافز بعد خروجهم من دوري الأبطال، قائلاً: “هناك الدوري الإنجليزي الممتاز ويوروبا ليج إذا تمكنا من التأهل إليها، إضافة إلى كأس إنجلترا، الموسم طويل وهام جدا”.
وفي المباراة الثانية، سيسعى ريال مدريد إلى تجديد تفوقه على أياكس بعد أن سحق بطل هولندا في معقله “أمستردام أرينا” 4-1 في الذهاب، رغم أن المباراة ستكون هامشية للنادي الملكي الذي خرج فائزاً من جميع المباريات الخمس التي جمعته بالفريق الهولندي خلال المواسم الثلاثة الأخيرة (جميعها في دوري المجموعات)، مسجلاً 16 هدفاً في مرمى منافسه مقابل دخول هدف واحد في شباكه فقط وسجل في مباراة الذهاب.
وتأتي مباراة اليوم وسط الأخبار التي تتحدث عن أن رئيس ريال فلورنتينو بيريز قرر أن يفسخ عقد المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في نهاية الموسم الحالي لأسباب عدة، أولها أن ريال فقد الأمل منطقيا في الاحتفاظ بلقب الدوري المحلي لأنه يتخلف بفارق 11 نقطة عن غريمه برشلونة المتصدر، وثانيها علاقته المتوترة مع رجال الصحافة ومواقفه المثيرة للجدل، وثالثها انتقاداته المتواصلة للحكام وتذمره منهم. وذكرت “صحيفة ماركا” أن بيريز حسم أمره بشأن مورينيو الذي تشير بعض التقارير إلى حصوله على عروض من إنجلترا وفرنسا.
وفي المجموعة الأولى، يتواجه باريس سان جيرمان الفرنسي مع ضيفه بورتو البرتغالي على الزعامة، بعد أن ضمن الفريقان تأهلهما إلى الدور الثاني على حساب دينامو كييف الأوكراني ودينامو زغرب الكرواتي اللذين يلتقيان غدا على ملعب الأخير في مباراة هامشية، كون الأول ضمن حصوله على بطاقة الدوري الأوروبي لأنه يملك 4 نقاط مقابل رصيد خال لمضيفه.
ويتصدر بورتو المجموعة بفارق نقطة واحدة عن فريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي يدخل إلى هذه المواجهة بمعنويات مهزوزة بعد سقوطه السبت الماضي أمام نيس 1-2، ما تسبب في تخلفه عن ليون المتصدر بفارق 5 نقاط.
وسيسعى الفريق الفرنسي جاهداً إلى استعادة توازنه والثأر من بورتو الذي تغلب عليه 1- صفر ذهابا.
وفي المجموعة الثالثة، سيكون التركيز منصباً على معركة المركز الثالث بين زينيت سان بطرسبورج الروسي وأندرلخت البلجيكي، بعد أن ذهبت البطاقتان لمصلحة الوافد الجديد إلى المسابقة ملقة الإسباني وميلان الإيطالي. وقد حسمت صدارة المجموعة أيضا لمصلحة ملقة لأن الفريق الإسباني يتقدم بفارق ثلاث نقاط عن ميلان، ويتفوق على الفريق اللومباردي أيضا في المواجهتين المباشرتين بعد أن فاز عليه ذهابا 1- صفر وتعادل معه إيابا 1-1.
وسيحل زينيت سان بطرسبورج ضيفاً على ميلان الذي يبدو أنه استعاد شيئا من مستواه بعد أن حصد 7 نقاط من مبارياته الثلاث الأخيرة في الدوري المحلي، فيما يخوض أندرلخت اختباراً صعباً على أرض ملقة. ويتعادل زينيت وأندرلخت من ناحية النقاط والمواجهتين المباشرتين كون كل منهما فاز على أرضه 1-صفر، لكن الفريق الروسي يتفوق من ناحية فارق الأهداف.
فارق 5 نقاط
وفي المجموعة الثانية، يبحث أرسنال الإنجليزي عن خدمة غير مرجحة من مونبلييه الفرنسي لكي يحسم الصدارة لمصلحته كونه يتخلف بفارق نقطة عن شالكه الألماني. ويحل أرسنال ضيفاً على أولمبياكوس اليوناني الذي ضمن المركز الثالث ومواصلة المشوار في الدوري الأوروبي كونه يتقدم بفارق 5 نقاط عن مونبلييه الأخير، بمعنويات مهزوزة تماما بعد أن فشل السبت الماضي في تحقيق فوزه الثاني فقط في آخر ست مباريات له في الدوري المحلي، ومني بهزيمته الرابعة هذا الموسم والثانية على أرضه وجاءت على يد سوانسي سيتي صفر-2. أما شالكه الذي فشل في الخروج فائزاً من المراحل الأربع الأخيرة في الدوري المحلي، فيحل ضيفاً ثقيلاً جداً على بطل فرنسا الساعي إلى توديع المسابقة بفوز معنوي.
4 ممثلين لإسبانيا في الدور الثاني
من ناحية أخرى لا شك في أن خوض الفرق الإسبانية الأربعة منافسات هذا الأسبوع من بطولة دوري أبطال أوروبا دون أي نوع من الضغوط هو نجاح كبير بالنسبة لها. فقد تمكن الممثلون الإسبان الأربعة في دور المجموعات، برشلونة وريال مدريد وملقة وفالنسية، من حجز أماكنها بالفعل في دور الـ 16 من دوري الأبطال، مما يجعل من إسبانيا الدولة الوحيدة التي يوجد لها أربعة ممثلين.
وسيكون لألمانيا ثلاثة ممثلين في دور الـ 16، وهي أندية بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند وشالكه، وذلك بعد خروج ممثلها الرابع بوروسيا مونشينجلادباخ منذ الأدوار التأهيلية لدور المجموعات. وفي حال نجاح تشيلسي في حجز بطاقة التأهل لدور الـ 16، فسيكون لإنجلترا أيضاً ثلاثة ممثلين يتقدمهم مانشستر يونايتد وآرسنال. وذلك بعد تأكد خروج مانشستر سيتي من منافسات البطولة.
وكما جرت العادة في السنوات الأربع الماضية، فقد كان الفريق الإسباني الأكثر إبهارا خلال دور المجموعات هو برشلونة. ولو كان أي تغيير طرأ على برشلونة بهذا الموسم من دوري الأبطال، فهو أنه أصبح يبدو أكثر قوة تحت قيادة مدربه الجديد تيتو فيلانوفا الذي تولى قيادة الفريق خلفاً لبيب جوارديولا في الصيف الماضي. وهذا ما يؤكده أيضاً تحقيق الفريق لأفضل بداية له في تاريخه بمسابقة الدوري الإسباني حالياً. ويشارك برشلونة في دور الـ16 من دوري الأبطال للعام التاسع على التوالي، بعدما ضمن إنهاء دور المجموعات متربعاً على قمة المجموعة السابعة قبل خوضه الجولة الأخيرة من مباريات هذا الدور.
أما الفريق الإسباني الآخر الذي ضمن بالفعل اعتلاء قمة مجموعته، فهو ملقة، مفاجأة هذا العام بدوري الأبطال.
وكان من المتوقع أن يواجه الفريق الأندلسي صعوبات كبيرة في المجموعة الثالثة، ولكنه في الواقع تأهل لدور ال16 دون أن يتعرض لهزيمة واحدة، مسجلاً عشرة أهداف مقابل اهتزاز شباكه ثلاث مرات فقط. ويستعد ملقة لاحتفال هادئ بتأهله أمام أندرلخت البلجيكي اليوم.
أما ريال مدريد وفالنسية، فقد حجزا المركز الثاني في مجموعتيهما بعدما حققا نتائج جديرة بالاحترام أكثر منها مذهلة. ولم يسعد ريال مدريد باحتلاله المركز الثاني في المجموعة الرابعة بعد المتصدر بوروسيا دورتموند حيث يتذكر الفريق الملكي خروجه من دور الـ 16 لدوري الأبطال منذ عام 2005 وحتى 2009 بسبب اضطراره لخوض مباراة العودة في دور الـ 16 خارج أرضه بعد احتلاله المركز الثاني في مجموعته.
ولكن ريال مدريد يتمتع أيضاً بسجل نتائج مذهل، حيث نجح في التأهل لدور الـ 16 من دوري الأبطال منذ موسم 1998 دون أن يفوت موسماً واحداً.
عدد اليوم
