روبرت كوخ طبيب وعالم بكتيريا ألماني، حصل على جائزة نوبل في الطب لاكتشافه البكتيريا المسببة للسل الرئوي عام 1905، ويعد المؤسس الحقيقي لعلم الجراثيم كعلم طبي مستقل.
ولد كوخ في 11 ديسمبر سنة 1843 في قرية ألمانية صغيرة بالقرب من هانوفر، درس الطب في جوتنجن على يد الطبيب الألماني فريدريك جوستاف جيكوب، وتخرج عام 1866. شارك في الحرب الفرنسية البروسية، حيث عمل لاحقاً كضابط طبيب، وباستخدام إمكانات محدودة للغاية أصبح أحد مؤسسي علم البكتيريا، بالإضافة إلى لويس باستور، وعمل طبيباً في عديد من المستشفيات الألمانية وأستاذاً بجامعة برلين. كرس كوخ حياته للبحث العلمي، باذلاً جهوداً علمية كبيرة في اكتشاف الميكروبات والجراثيم ودراسة الأوبئة، ويعد أول من أثبت منذ نحو مائة عام أن الأمراض المُعدية، التي كانت تفتك بشعوب أوروبا، سببها عضويات حية مجهرية، ففي سنة 1876 كلف كوخ ببحث وباء الجمرة الخبيثة Anthrax للكشف عن مسببه، إذ كان حينذاك منتشراً في القارة الأوروبية. بدأ كوخ تجاربه بتنمية بكتيريا الجمرة الخبيثة خارج جسم الحيوان، ولاحظ نموها تحت مجهره، ثم حقنها في فئران فماتت وعندما فحص الفئران وجد فيها أعداداً كبيرة من البكتيريا نفسها التي حقنها بها، وازداد ثقة بأن هذه البكتيريا هي المسببة للداء. وبعد نشر اكتشافاته، درس علماء أمراضا معدية تصيب الإنسان، وتوصلوا إلى أن البكتيريا تسبب عدداً منها مثل الدفتيريا، والكوليرا، والحمى التيفوئيدية. واكتشف كوخ الجرثومة المسببة للسل عام 1882، كما تمكن من استخلاص مادة التيوبركلين، التي تستخدم حتى اليوم في تشخيص المرض، وكانت أبحاث كوخ حول مرض السل تحديداً هي التي قادته للحصول على جائزة نوبل، ولا يزال البعض يطلق على بكتيريا السل «عصيات كوخ». وفي سنة 1883 درس مرض الكوليرا بمستشفى الإسكندرية، بعد أن اجتاح الوباء مصر وقتل أربعين ألف شخص، وفي منتصف 1890 بدأ يجري أبحاثه حول أمراض الدم المعدية في أفريقيا كالملاريا، كما أجرى أبحاثا عن مرض الطاعون اللمفاوي في الهند، واكتشف مرض الكوليرا الآسيوية.
عدد اليوم
