السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شباب يتساءلون: زواج أم «بيزنس»؟

شباب يتساءلون: زواج أم «بيزنس»؟
25 ديسمبر 2014 22:40
أشرف جمعة (أبوظبي) حين يقرر الشباب الارتباط وتكوين عائلة، تتداعى أمام عيونهم العقبات التي تقف بالمرصاد للباحثين عن زواج غير مكلف يثقلهم بالأعباء، ويعطل مسيرتهم التي لا تزال في محطة البداية، وتظهر المغالاة في المهور كصخرة تتحطم عليها أحلام الراغبين في «المودة والرحمة»، فيصرخون اعتراضا على تحول «أرقى علاقة انسانية» لدى بعض الأسر إلى تجارة و«بيزنس»، ومفاوضات حول قيمة المهر من دون النظر إلى ميزات الشخص المتقدم، والنتيجة «رياح عنوسة» هبت على الجنسين معاً، وأصبحت تهدد استقرارهم النفسي والاجتماعي عقد المقارنات «لا يزال قطاع كبير من الناس في المجتمع العربي أسير للتباهي بقيمة المهر بسبب عقد المقارنات»، بهذه الكلمات يؤكد أستاذ القياس النفسي بقسم علم النفس في جامعة الإمارات الدكتور حمزة دودين، أن المغالاة في المهور قضية قديمة تتجدد تلقائياً، نظراً لحساسية البعض تجاه عملية الزواج المشروط، وما يرتبط بها من بذخ خاصة في المهور. ويرى أن الزواج في الأصل يتمثل في تكوين أسرة ورابط اجتماعي ومؤسسة مبنية على المشاركة، ومع ارتفاع المهور تتعرقل هذه العلاقة النبيلة، ما يعطل مسيرة الحياة، ويهدد استقرار الشباب في المرحلة التي يجب أن يساعدهم الجميع فيها حتى يحافظوا على استقرارهم النفسي والاجتماعي. أسهل الطرقيعترض عماد أيمن بشدة على المغالاة في المهور في المجتمعات العربية، ويرى أن التيسير على الشباب يمنحهم الفرصة في بناء مستقبلهم بصورة صحيحة، لافتاً إلى أن الشباب ليسوا كلهم أغنياء، ولديهم القدرة على تحقيق مطالب الطرف الآخر الذي يتمثل في أهل العروس، مشيراً إلى أن الظاهرة تتصاعد رغم تفشي العنوسة في المجتمع، إذ إنها تضع الشباب في مواقف صعبة، بحثاً عن مخرج لإتمام هذه السنة الكونية التي تزدهر بها الحياة وتستقر الأنفس في إطار قيمي سليم، ويذكر عماد أنه مقبل على الزواج وأنه من أنصار التيسير في هذا المشروع الكبير، مؤكداً أن حل هذه القضية يتوقف على اقتناع كل الأطراف بضرورة إتمام الزواج بأسهل الطرق. معركة وهميةتشعر شهد ياسين بأن المطالبة بمهر كبير يؤثر سلباً على المقبلين على الزواج من الطرفين، خصوصاً وأن بعض الناس ينظر إلى الجيران والأقارب وحجم البذخ الذي يتخذونه وسيلة لإنجاح عمليات الارتباط، وهو ما يتسبب في أن يتجه كل طرف إلى تقليد الآخر، لافتة إلى أن الخاسر الأكبر في هذه المعركة الوهمية الشباب من الجنسين الذين تتحطم أحلامهم على صخرة الواقع، وهو ما يتطلب برأيها تنازلات من الأهل على سبيل أن كل شاب في مقتبل العمر يبحث عن تحقيق أحلامه بأقل الإمكانات، وتتساءل شهد: «هل من المنصف أن يستدين الشباب ويلجأون إلى القروض حتى يحققوا حلماً بسيطاً من حقهم جميعا؟» حقمشروعلا تخفي دعاء التري قلقها من انتشار هذه الظاهرة، وترى أن مهراً معقولاً أفضل بكثير من المبالغة، ووضع العراقيل والشروط التي تعجز المقبل على الزواج، خصوصاً وأنها تؤكد أن أزهى مرحلة من حق الإنسان أن يتمتع بها في حياته هي فترة الشباب، حيث القوة والنشاط والتفاعل المجتمعي، مبينة أن المهر حق مشروع من قبل الأهل، ويعزز من وجهة نظرهم قيمة الفتاة أمام الناس، لكن المطالبة بمهر أعلى من إمكانات المتقدم للزواج أصبح أمراً مملاً ومحبطاً في ظل ظاهرة العنوسة المنتشرة عربيا. حلم بسيطيجزم محمد هيثم المنجد، الذي يدرس في السنة النهائية بإحدى الجامعات أن الأفكار المغلوطة المرتبطة بغلاء المهور هي السبب في استمرار المطالبة، بما يثقل ظهور الشباب ويقدم لهم الإحباط في اللحظة التي يظنون فيها بأنهم أقرب إلى تحقيق حلم بسيط، مشيراً إلى أن الاتفاق على تفاصيل الزواج تأخذ وقتاً طويلاً غالبا، ومشكلة غلاء المهور تتصدر المناقشات الأولى، إذ إن كل أسرة تبحث عن المهر الذي يليق بابنتها، ويجعلها تتباهى أمام الآخرين. وينظر المنجد إلى غلاء المهور على أنها من الظواهر التي تستحق أن تدرس جيداً حتى يتوصل المجتمع إلى حل يعيد الشباب إلى التفكير جدياً في الزواج. تكاليف الزواج تقول الاستشارية الأسرية والمحاضرة في العلاقات الاجتماعية الدكتورة أمينة الماجد «في مجتمع العربي درجت العادة أن يحدد مهر العروس؛ إلا أن تكاليف الزواج هي التي تصل إلى مداها وتثقل كاهل المقبلين على الزواج، حيث يبالغ آباء في طلب المهر من أجل الاستفادة المادية، ما يحول الزواج إلى صفقة». وترى الماجد أنه ليس منطقيا أن يبدأ الشباب المقبل على الزواج حياتهم بالاقتراض، لافتة إلى أن الأصل في الزواج التيسير إذ إن العلاقة الزوجية تحفظ الشباب من المخاطر النفسية والاجتماعية التي تترتب على تأخر الارتباط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©