بيروت (الاتحاد) - يعرف الشمندر أو «البنجر» كما يسمى في مصر منذ القدم، كما عرف في القرن الرابع قبل الميلاد بخواصه العلاجية. والشمندر نوعان: الشمندر العادي المعروف لدى الجميع، ولون هذا الشمندر بنفسجي غامق أو أحمر. أما النوع الآخر فهو الشمندر السكري ذو اللون الأصفر الفاتح. ويعدّ الشمندر أو البنجر، كما تقول أخصائية التغذية في مستشفى مار جاورجيوس مهى يوسف: «حليفاً ممتازاً للصحة، فكوب واحد من الشمندر يحتوي على 60 وحدة حرارية وعلى عدد كبير من الفيتامينات والمعادن. أبرز الفيتامينات والمعادن المتوافرة في الشمندر هي: فيتامين أ، ومجموعة فيتامين ب، وفيتامين ج، وفوسفور، وكالسيوم وحديد. فالشمندر نبات يحتوي على البروتين، والدهون، وفيتامينات A، B1،B2، و B3، وC، ومواد نيتروجينية، ومواد سكرية».
مكافحة السرطان
وتتابع مهى يوسف: «تعدّ مادة «البيتاكاينين» المضادة للأكسدة والمتوافرة في الشمندر، التي تمنحه لونه الأحمر الرائع والمميز مادة مهمّة يتم امتصاصها في الدم وتكافح السرطان، خصوصاً سرطان الدم لأنّها تعمل على زيادة قدرة حمل الأوكسجين في الدم. كما أنّ جذور الشمندر تحتوي على مواد تساعد في علاج السرطان الخطير. من جهة أخرى، فالشمندر يحمي من تصلب الشرايين ويساعد في تعديل مستوى ضغط الدم في الجسم. لهذه الأسباب يمكن اعتباره حماية من الإصابة بأمراض القلب التي تهدد صحة الإنسان، كما أنّ هذا النبات يساعد في معالجة التهاب البول ويقي من مشاكل الإمساك التي تصيب المرأة».
وكانت أبحاث علمية في بارتز وكلية الطب في جامعة لندن، قد أفادت بأن شرب كأس من عصير الشمندر قد يساعد على تخفيض ضغط الدم، وكانت وسائل إعلام بريطانية قد ذكرت أن العلماء يشددون على أن النيترات في الشمندر تساعد على توسيع الأوعية الدموية وتدفق الدم فيها، وتبدأ ملاحظة مفعول الشمندر بعد 3-6 ساعات، ولكنه يصبح جلياً بعد مرور يوم كامل.
خفض ضغط الدم
ويقول الباحثون الذين درسوا أثر الشمندر على تخفيض ضغط الدم على مدى سنوات، إن هناك حاجة لدراسات إضافية. ولكن من جهة أخرى حذر بعض الباحثين من أن شرب عصير الشمندر قد تكون له أعراض جانبية، كتلوين البول باللون الزهري، وقالت الباحثة أمريتا أهلوايلا «لقد دهشنا كيف أن كمية قليلة من النيترات لها هذا الأثر الكبير». وأضافت الباحثة أن «هناك أملا بأن تؤدي زيادة كميات الخضراوات المستهلكة والتي تحتوي على النيترات كالخضراوات ذات الأوراق والشمندر في خلق نمط تغذية ممكن اتباعه لتحسين صحة القلب».
وكشفت دراسة طبية حديثة أجراها باحثون أميركيون بجامعة سانت لويس بالولايات المتحدة الأميركية، حسبما تقول مهى يوسف، عن أن تناول الشمندر يرفع من الكفاءة الجسدية للإنسان وخاصة الرياضيين الذين يعزز من أدائهم الجسماني ويساعد العدائين على العدو خلال سباقات الجري بسرعة أكبر. ووجد الباحثون أن الرياضيين الذين يتناولون الشمندر المطهو قبل انطلاق السباق مباشرة ينجزونه في وقت قياسي، لافتين إلى أن هذا النوع من الخضراوات الجذرية ذات اللون الأرجواني يحتوي على مستويات عالية من مواد كيميائية، تسمى «نيترات» ثبت أنها تحسن الأداء الرياضي للإنسان.
منع تشوهات الجنين
كما أشارت دراسات سابقة إلى أن تناول كوبين من عصير الشمندر يومياً يسهم في خفض ضغط الدم المرتفع إلى المستوى الطبيعي، وأن تناول الخضراوات والفواكه الغنية بالأملاح كالشمندر خاصة النيترات يساهم في خفض ضغط الدم المرتفع وحماية الأوعية الدموية.
وباختصار تختم يوسف: «للشمندر أهميته وفوائده في أنه مدر للبول وينظف الجسم من السموم والفضلات، ويعالج فقر الدم لاحتوائه على كمية كبيرة من الحديد، كما تنصح الحوامل بتناوله لغناه بحمض الفوليك الذي يمنع إصابة الجنين بالتشوهات الخلقية. والشمندر عنصر غذائي مهمّ حيث إنه فاتح للشهية ويسهل عملية الهضم ويساعد في تهدئة الأعصاب واعتدال المزاج، يحمي الشمندر من تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم ويفتت حصى الكلى، لذلك على الجميع تناوله ولو لمرتين في الأسبوع».
عدد اليوم
