إعداد - عدنان عضيمة:
المحرك هو قلب السيارة النابض ومصدر الطاقة التي تدفعها وتبثّ فيها الحياة· وخلال الاستخدام الطويل والمتكرر للسيارة، يمكن أن تتجمع على الحواف الداخلية لأسطوانات المحرك ذرّات الكربون الناتجة عن الاحتراق غير المكتمل للبنزين بأوكسيجين الهواء أو ما يعرف باسم (السخام) soot. ويؤدي تراكم طبقة السخام إلى إضعاف قدرة نظام التبريد وارتفاع درجة الحرارة الداخلية للمحرك وانخفاض قدرته على الأداء· وكانت هذه الظاهرة ميداناً لبحوث مكثفة من قبل الخبراء المتخصصين ببناء وصيانة محركات السيارات؛ وأدت دراساتهم إلى ابتداع العديد من أنواع الزيوت التي تضاف بكميات قليلة وبطريق تشبه طريقة وصف الأدوية للمرضى إلى بنزين السيارة في محطات الوقود المتخصصة·
وفي الولايات المتحدة مثلاً، يتوفر في المحطات المئات من أنواع هذه الزيوت التي تعرف باسم (الزيوت المضافة) additive oils والتي تتسابق الشركات على إنتاجها وإطلاقها في الأسواق· وكما هي حال الدواء الذي يستخدمه البشر، فإن الخبراء ينصحون بعدم إضافة هذه الزيوت إلا بمعرفة خبير متخصص لأن بعضها لا يفي بالمعايير المطلوبة أو قد يتسبب في إصابة المحرك بالأذى·
حماية دائمة للمحرك
وأطلقت شركة (بريتيش بتروليوم) BP مؤخراً في الإمارات سلسلة جديدة من زيوت صيانة المحركات تحت اسم (فيسكو) Visco . وقالت مصادر الشركة أن هذه الزيوت تشكل ضمانة أكيدة لإطالة عمر المحرك والحفاظ على درجة حرارته العادية ونظافته الدائمة·
ويمثل (فيسكو) صيغة كيميائية جديدة ومتكاملة ومتفرّدة تهدف إلى منع تشكل (السخام) والرواسب الكبريتية والكربونية ضمن المحرك والتي تعمل على تخفيض قدرته على الأداء· ويصف خبراء الشركة هذا المنتج الجديد بأنه يضمن الحفاظ على نظافة المحرك لمدة طويلة ويسهم في حفز عملية الاحتراق الكاملة والمنتظمة للبنزين داخل الأسطوانات· ولا تقتصر الوظيفة الكيميائية لهذه الزيوت على تحفيز تفاعل احتراق البنزين بأوكسيجين الهواء حتى لا يتشكل السخام، بل إنها تعمل أيضاً على تنظيف الجدران الداخلية للأسطوانات من الأوساخ العالقة فيها· ويمكن لبعض جزيئات المواد الناتجة عن الاحتراق الناقص للوقود أن تتسلل إلى بعض الأجزاء المتحركة داخل المحرك لتسبب بذلك أذى شديداً· كما يمكن لهذه الجزيئات أن تتسبب في إبطاء تدفق زيت التبريد أو توقفه تماماً؛ ويمكن أن تؤدي أيضاً إلى تقصير العمر الافتراضي للمحرك·
ويعد (فيسكو 2000) الزيت الأساسي التي تعتمده شركة (بريتيش بتروليوم) لتنظيف محركات السيارات؛ كما أنه الأول في عائلة من زيوت الحماية الميكانيكية لكل من المحرك وعلبة السرعة سوف تظهر تباعاً تحت اسم (فيسكو)· وتكمن أهم الفروق بين أنواع زيت (فيسكو) في أن كلاً منها محضّر ليتلاءم مع أنواع معينة من السيارات أو في مستوى قدرتها على تنظيف المحرك؛ ومن هذه الأنواع (فيسكو 3000 جي تي) و(فيسكو 5000) اللذان يضمنان تنظيف المحرك بمعدل 30 بالمئة أكثر من بقية أنواع الزيوت·
وتتوفر زيوت (فيسكو) الآن في عبوات بلاستيكية مصممة بحيث تحفظ الزيت في أفضل الشروط الفيزيائية حتى لا يتبدل تركيبه أو تتسرب إليه المواد الغريبة· وتضمن العبوة البلاستيكية أيضاً تسهيل عملية صبّ الزيت في فتحة تعبئة وقود السيارة من دون تسرّب أية قطرة منه إلى خارج العبوة·
سباق إلى الأسواق
وأصبحت مئات الشركات العالمية تهتم بإجراء البحوث المخبرية على الزيوت المعدنية التركيبية التي تشبه (المواد الصيدلانية) الجديدة الضرورية للإبقاء على الأداء الجيد للسيارات والتخفيف من استهلاكها للوقود وإطالة عمرها الافتراضي· وتكون هذه (الوصفات) أكثر أهمية في السيارات الفخمة ذات الأسعار العالية لأن لها دوراً أساسياً في الحدّ من سرعة اهتراء الأجزاء المتحركة وعلبة السرعة·
ومن أمثلة الرواج الكبير لهذه المواد في الأسواق العالمية أن شركة أميركية واحدة تتخصص الآن في إنتاج أكثر من 100 نوع من الزيوت والإضافات البترولية التي تحصد منها مئات ملايين الدولارات· وتقول نشرة أصدرتها شركة (موبيل) الشهيرة أن الزيوت والإضافات البترولية أصبحت من المنتجات الأساسية التي يحتاجها أولئك الذين يحرصون على حماية سياراتهم من عوامل التلف الداخلي لمجموعة الدفع (المحرك وعلبة السرعة)· وأطلق خبراء شركة (موبيل) مؤخراً زيتاً جديداً أطلقوا عليه اسم (موبيل-1) قالوا إن البحوث المخبرية أثبتت قدرته على تحسين مستوى أداء المحرك وإطالة عمره بمعدل 36 بالمئة، كما يسهم في الحفاظ على لزوجة الزيت ويطيل من فترة استخدامه· وهناك زيوت تتكفّل بمهمة محددة مثل تنظيف المحرك من الرواسب الكربونية الناتجة عن الاحتراق غير الكامل لنسبة من الزيوت والتي يؤدي تراكمها إلى تشكيل قوى احتكاك ترفع درجة حرارة المحرك بشكل كبير· وتشير شركة (موبيل) إلى أن الزيت الذي تنتجه تحت اسم (فالفولين سين باور) Valvoline Synpower يضمن الأداء الجيد للمحرك لمسافة 220 ألف كيلومتر· وينصح خبراؤها باستعمال هذا الزيت في كافة طرازات سيارات بي إم دبليو، وشيفروليه كورفيت، ولكزس، ومرسيدس- بنز، وبورش وفولكسفاجن، وفولفو، وبقية أنواع وطرازات السيارات التي يعرف عنها الأداء الخارق· وتشتهر زيوت وإضافات تنتجها شركة أخرى تدعى (جونك) Gunk بفعاليتها العالية في تنظيف كافة الأجزاء المتحركة داخل المحرك وعلبة السرعة·
وتكمن مشكلة هذه الزيوت والإضافات بكثرتها وتعدد أنواعها؛ مما يؤدي إلى إصابة المستهلكين بالحيرة والشعور بصعوبة الاختيار·
وتكفي الإشارة في هذا الصدد إلى أن شركة موبيل وحدها تعرض في الأسواق أكثر من مائة نوع من المواد والإضافات بما فيها المواد الكيميائية و(الشامبوهات) الخاصة بغسيل الهيكل الخارجي للسيارة وأخرى لتنظيف المقاعد؛ كما تبيع أنواع الإسفنج الخاص بغسيل السيارات والإطارات والمصدات الأمامية والخلفية· وتضاف إلى كل هذه الأنواع، علب العطور والمنعشات التي يتم استخدامها في المقصورة·
وتخضع هذه المركبات والإضافات إلى الرقابة المشددة من السلطات المختصة بمراقبة الجودة· ومن أمثلة ذلك أن شركة أميركية تدعى (كويكير ستيت كوربوريشن) كانت في عام 1997 تنتج بضع عشرات الأنواع من الزيوت والإضافات البترولية تحت اسم (سليك 50) إلا أنها تعرضت لمحاكمة قانونية عندما ادعت عليها لجنة التجارة الفيدرالية بأن زيوتها لا تنطوي على الفوائد التي دأبت على الإشارة إليها في إعلاناتها·
عدد اليوم
