الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأسر تفشل في حل "لوغاريتم" مصروف البيت

الأسر تفشل في حل "لوغاريتم" مصروف البيت
15 ديسمبر 2011 13:39
يمثل مصروف البيت صداعاً دائماً لكثير من الأزواج والزوجات، ففي الوقت الذي تتزايد فيه الاسعار بشكل كبير ويتزايد معها متطلبات كل أسرة يظل "المصروف" حائراً بين ما هو ممكن وما يتمناه البعض، فكيف يمكن ادارة مصروف البيت، ومن يحل اشكالية الترفيق بين الساسيات والكماليات في حياة كل بيت؟ تؤكد منال جودة، 46 عاماً، أن بداية كل شهر تشير دائماً لتجدد أزمة مصروف البيت، خاصة مع ارتفاع الأسعار وتزايد احتياجات الأبناء باستمرار. وتضيف منال، أم لأربعة من الأبناء تتراوح أعمارهم بين 10 و18 عاماً، أنها تحاول بالأساس تأمين احتياجات المنزل الضرورية من مأكل وملبس ومشرب وتقوم بشراء معظم هذه الأساسيات دفعة واحدة مع بداية كل شهر على أن تضيف عليها اسبوعياً ما يحتاجه المنزل من بعض الأطعمة كاللحوم والفاكهة والخضروات. وتجنب منال، ربة منزل، جزء أساسياً أيضاً من راتب زوجها لما تطلق عليه مصروفات الطواريء مثل المتعلقة ببعض المجاملات الأجتماعية. وتؤكد منال أن الاحتياجات الضرورية من وجهة نظر البناء هي بالتأكيد تدخل تحت بند الكماليات من وجهة نظرها وزوجها. وتشير أم فواز، 37 عاماً، إلى أن مسألة ادارة مصروف البيت بشكل جيد تتعلق في الاساس على حسب الوسط الاجتماعي الذى تعيشه الأسرة فهناك أسر للأسف تعيش في اجواء هي في الحقيقة أعلى بكثير من امكانياتها وهو ما يخلق الكثير من المشكلات، حيث يختلط الأمر بين الأساسيات والكماليات. وترى أم فواز أن ارتفاع اسعار الأغذية بشكل أساسي يؤثر على مصروف البيت الذي يقف عاجزاً أمام الارتفاعات المتوالية في الأسعار مما يعني التخلي عن بعض الكماليات لصالح الأساسيات. وتؤكد أم فواز، ربة منزل وأم لثلاثة، من الأبناء أنها تلجأ إلى إدخار جزء بسيط من راتب زوجها كل شهر ليكون عوناً لها خلال الأشهر التي تحتاج مصروفات أكبر كشهر رمضان والأعياد والمناسبات العائلية، مشيرة إلى أن المراة دائماً هي الأقدر على ادارة مصروف المنزل لأنها أدرى بامور المنزل واحتياجات أطفالها. وتشير فادية عبد الله، 31 عاماً، إلى أن ادارة مصروف البيت هي عمل مشترك بين الزوج والزوجة، لذلك تقوم بتخصيص جزء من راتبها حيث تعمل سكرتيرة بإحدى شركات الديكورات الخاصة لتغطية متطلبات أطفالها من ملبس وترفيه. وتضيف أنه يبقى لها جزء من الراتب تقوم بادخاره إلى جانب دفع أقساط سيارتها، في حين يغطي راتب الزوجة احتياجات المنزل الآساسية اليومية إلى جانب مصروفات دراسة أبنائها الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و8 سنوات. وترى فادية دائماً أن ميزانية الترفيه دائماً تواجه خللاً في دخل معظم الأسر خاصة مع ارتفاع الأسعار. وتقول نادية أبو غالي، 44 عاماً، إن الزوجة هي الأكثر قدرة على ادارة مصروف المنزل لأنها غالباً ما تقوم بشراء احتياجات المنزل ومن ثم هي الأكثر معرفة بامور بيتها وتلم بشكل كبير بالأسعار. وتعتبر نادية، وأم لثلاثة تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً، أن ميزانية الغذاء والتعليم تلتهم جزء كبير من راتبها وزوجها حيث تعمل مدرسة. وتضيف أن الهم الأكبر دائماً لديها مع بداية كل شهر هو دفع بعض الأقساط لانها تلتهم ربع الراتب ثم تحددي ميزانية الغذاء والمشرب، إلى جانب ميزانية الصحة عن طريق ادخار مبلغ معين من الراتب متعلق بحدوث طواريء تتعلق بصحتها وزوجها أو أحد الأبناء. وتشير د. بهيجة اسماعيل، استاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر، إلى أن امكانية إدارة مصروف المنزل تتعلق دائماً بالتفريق بين الأساسيات بين كل أسرة على حسب مستواها الاجتماعي وهو ما يتعلق دائماً تقييم ما تمتلكه الأسر من راتب شهري سواء للزوجة أو الزوجة وحصر الضروريات بالأساس المتعلقة بالمأكل والمشرب والأدوية. وتضيف أن معظم اشكاليات إدارة مصروف المنزل تتعلق بعدم تحديد الاولويات فيختلف الحابل بالنابل خاصة إذا تصادف وجود تخفيضات على سلع معينة، حيث تلجأ الكثير من السيدات وربات المنازل إلى شراء كميات كبيرة من هذه السلعه بصرف النظر عما إذا كانت تحتاجها أم لا وهو ما يعبث بمصروف المنزل. وفي المقابل، لايتم الاستعادة بالسلع التي تم اكتنازها فقط من أجل أنها ضمن التخفيضات التي تعتبر العدو اللدود لمصروف البيت. وتضيف د. اسماعيل، أن بند الترفيه قد يكون الحلقة الضعف لدى كثير من الأسر بسبب غلاء المعيشة، لكنه في الحقيقة بند لاغنى عنه، خاصة مع وجود أطفال موضحة أنه يمكن الاستغناء عن أماكن الترفيه التي تتطلب انفاق الكثير من الأموال والأكتفاء مثلاً بالخروج في الأماكن المفتوحة كالحدائق حيث دائماً تكون تكلفتها لاتذكر. وتنصح د. اسماعيل، بضرورة ادخار مبلغ شهري ولو كان ضئيلاً لمساعدة الأسرة في بعض المواقف التي قد تطلب انفاق الكثير من الأموال بعيداً عن مصروف المنزل المتعارف عليه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©