السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البيع الإلكتروني.. إحدى وسائل زيادة الدخل

البيع الإلكتروني.. إحدى وسائل زيادة الدخل
31 مايو 2007 22:29
تحقيق- فتحية البلوشي: منذ عشر سنوات دخلت الانترنت كزائر عجيب لبيوتنا العربية منافسا للهاتف والتلفزيون وحتى للصحف، لكنه مؤخرا صار أكثر من وسيلة ترفيه وتعليم واتصال بعدما بدأ الكثيرون يستعملونه كوسيلة تسويق وترويج للسلع، بعدها اتسع عالم الانترنت ليشمل التجارة الالكترونية التي أنجبت لنا مواقع التجارة المعروفة مثل أي باي وأمازون المتخصص بتسويق الكتب بالدرجة الأولى· وكعادة العرب الذين لا يتخلون عن طريقة الأسواق الشعبية حيثما حلوا، حول العرب الانترنت إلى بازار كبير يعرضون فيه بضائعهم المختلفة من كل تصنيفاتها وأنواعها وأشكالها لكن بطرق وأساليب مختلفة تمام عن مواقع التجارة الالكترونية المعروفة· في الإمارات التي تشهد طفرة بالمواقع الشخصية حاليا، أفرزت المنتديات ظاهرة البازار وسوق المستعمل بشكل لافت حتى أن المنتديات التي تخلوا من ركن البيع والشراء صارت نادرة ومثيرة للاستغراب· في سوق الانترنت ''المنتدياتي'' يعرض الشباب والشابات الاماراتيون كل أنواع البضائع الممكنة بدءا من الساعات التقليد الكورية والتايلاندية وانتهاء بالعقارات الكبرى والسيارات الواردة من أمريكا واليابان· ولأنه عالم عجيب غريب لا يمكن أن يتحدث عن أسراره إلا أصحابه الذين يعايشونه يوميا تقريبا، يقول صالح عبدالله محمد المرزوقي من دبي (23 عاما): تعرفت على طريقة البيع عبر عرض البضاعة في المنتديات منذ فترة طويلة، وظللت مراقبا لأوضاعها من بعيد قبل أن أبدأ تجارتي الفعلية منذ خمسة أشهر تقريبا في تسويق الساعات الأصلية والإكسسوارات التي أجلبها من موردين خاصين وأسوقها عبر النت مستغلا مساحة الحرية والانتشار والتوسع التي توفرها الانترنت لتسويق بضائعي المختلفة خاصة أن أهم مميزات الانترنت أنها سوق مفتوح يدخله الناس من مختلف الأذواق والمستويات بسهولة ويسر، بخلاف أن التسويق عبر المنتديات لا يحتاج للإيجارات والطاقم العامل أو الترخيص وغيره من التكاليف التي يحتاجها العرض في المحلات، ويتميز حتى عن مواقع التجارة الالكترونية لأن الزبون في حالات البيع عبر المنتديات لا يحتاج إلى بطاقات الائتمان وبالتالي يحجم من خوف الزبون الذي لا يرتاح عادة لمواقع البيع والشراء الكبرى· محمد حمد، طالب في كلية التقنية العليا مازال في بداية حياته دخل إلى عالم منتديات البيع والشراء ليزيد من دخله ويوفر لنفسه نوعا من الاعتماد على الذات، تخصص محمد في تسويق البضائع المستعملة الجيدة سواء من استعماله الشخصي أو تلك التي يجدها عند أصدقائه عبر عرضها في منتديات البيع ووجد لها الكثير من الزبائن الرجال الذين يقتنون الساعات المستعملة وإكسسوارات السيارات أو غيرها من البضائع التي يعرضها محمد كما يؤكد: ربما لأن بضائعي المستعملة رجالية بالدرجة الأولى صار أغلب زبائني من الرجال الذين يتصلون بي عبر الايميل أو الهاتف المتحرك ليطلبوا مني بضائعي· ويجد محمد أن التحكم بالأسعار في الانترنت أكثر مرونة من المحلات العادية مما يجعل التسويق عبر المنتديات أفضل بكثير من البيع في الواقع، لكنه يعاني كما يقول من عدم جدية بعض الزبائن الذين يطلبون ويرفضون الطلبات مرارا وتكرارا، مما يحمله خسائر مادية مع شركات التوصيل· أبو سعود اختار بضاعة غريبة ليتاجر بها عبر الانترنت، وهي تمور الإحساء السعودية، وهي أجود التمور الخليجية تقريبا، وأكثرها حلاوة ونظافة، عن بدايته يقول أبو سعود: كان شرائي بعض التمور من أحد أصحاب مصانع التمور منذ عدة أشهر هو بداية مشواري في عالم تجارة الانترنت، لأني اتفقت مع الرجل على تسويق التمور في الدولة لأنها متوفرة بشكل أكثر في باقي دول الخليج، ونجحت للآن في بيع كميات كبيرة من التمور عبر المنتديات حتى أني بدأت أفكر في افتتاح محل خاص لبيع التمور مع البقاء طبعا على الانترنت لأن المنتديات توفر مساحة انتشار أفضل، وهي سهله وميسره وفي يد كل شخص سواء رجل أو امرأة كبير أو صغير·· ولا تحتاج لفتح محل خاص بك على الواقع·· بل تحتاج لفتح موضوع فقط ! ويعتقد أبو سعود أن أهم ما على تاجر الانترنت التحلي به لضمان تواصل نجاحه أن يحرص على اختيار بضائعه وتميزها، وعلى أن يكون حسن الخلق مع الزبائن عند اتصالهم وسريع التجاوب مع طلباتهم، متحليا بالصبر وبحلاوة اللسان، وكذلك يجب عليه أن يوفر صورا واضحة جميلة لبضائعه على الانترنت لأن عين الزبون تود رؤية ما يعرضه التاجر· لم تقتصر دكاكين المنتديات على الرجال، بل صار الجنس اللطيف منافسا قويا لهم بعد اعتمد النساء أساليب بيع مختلفة ومبتكرة مثل إنشاء (سبيس) أو مساحة خاصة بالتاجرة تعرض فيها مختلف البضائع التي تكون نسائية في الغالب، واستعمال عروض الشرائح والمؤثرات وإضافة آراء الزبائن السابقين في البضائع والتاجرة إلى المواضيع مما يوفر مصداقية أكثر للتاجرة في عين الزبون، ويوفر أيضا انتشارا أكبر· وتختار تاجرات الانترنت أسماء مستعارة للبيع من ورائها لدوافع اجتماعية يفرضها التحفظ العائلي في الإمارات، تقول (أم زايد علي أحمد الخثعمي): منذ عام تقريبا بدأت التجارة عن طريق النت وشجعني إطلاعي السابق على كثير من منتديات البيع والشراء وإعجابي بالكثير من الأخوات والإخوة الذين يتاجرون بشرف على التفكير بدخول هذا المجال لرغبتي بشغل وقت فراغي بما يفيد وكذلك كي أساهم في زيادة دخل أسرتي· تسوق أم زايد العطور والدخون الإماراتي المنزلي الصنع عبر الانترنت لزبوناتها محليا ودوليا، وتتعامل مع عدة شركات بريد ترسل عبرها البضائع للزبونات اللواتي يطلبن منها عبر الرسائل الخاصة أو الاتصالات الهاتفية، وتقول أم زايد: أصعب ما في الأمر امتناع بعض شركات البريد عن توصيل البضائع أحيانا، واصطدامنا باختلاف أيام الإجازة الأسبوعية في الخليج، كما أن عدم تقبل الأهل للتجارة عبر النت ومحاولاتهم إحباطي عبر تأكيد أنهم لم يسمعوا من قبل عن بيع وشراء عبر النت خاصة مع معارضة زوجي القوية بداية الأمر هي أكثر ما أزعجني ومثل عقبات في بداية عملي بالتجارة الالكترونية، لكن الأمور الآن أفضل بكثير ومعارضة الأهل زالت بعد أن لاحظوا نجاحي، وانقلب رفض زوجي لتشجيع بعد أن عرف أن النجاح ممكن حين تتوفر الإرادة· (سحاب الإمارات) إحدى تاجرات الانترنت المعروفات بين محبات التسوق عبر المنتديات، لأنها تملك متجرا الكترونيا تعرض فيه مختلف بضائعها وتجلب الكثير من البضائع الغير متوفرة في الأسواق الإماراتية لتعرضها عبر صفحات الشبكة العنكبوتية· تقول سحاب: منذ أكثر من سنه بعد دخولي موقع بيع أجنبي، وجدت أن بداخلي رغبة للتجارة والتسويق عبر الانترنت فبدأت بيع المستلزمات النسائية المختلفة من فساتين السهرة والعباءات الخليجية و الإكسسوارات والحقائب، وتعاملت خلال هذا العام مع شرائح مختلفة من الزبائن لأن تجاره الالكترونية تأخذ حجما أوسع واكبر على المدى الطويل كما أنها لا تعرف حدود أو دوله إضافة لازدياد شريحة مستخدمي الانترنت في العالم سنويا· وكونت سحاب قاعدة جماهيرية عريضة لمتجرها الالكتروني كما تؤكد: اكتشفت أن الكثير من الرجال في البلاد يحبون مفاجأة الزوجات أو الوالدة و حتى الأخوات بأحلى الهدايا مما غير بعض أفكاري عن جفاف الرجال مع الأهل، وتوسع نطاق زبائني ليضم الرجال والنساء وصارت الطلبات الدولية أيضا تأخذ جانبا لا يستهان به لأن بعض الطلبات تأتيني من خارج الدولة الخليج ووصلتني بعض الطلبات من إخواننا العرب القيمين بعض دول أوروبا مثل سويسرا وايطاليا وأمريكا أيضا· وبالرغم من أن سحاب تعرف أن فكرة التسوق الالكتروني مازالت غريبة إلى حد ما عند شريحة واسعة في الإمارات والدول العربية عموما خاصة وأن هناك تخوف دائم من عدم المصداقية، إلا أن سحاب تعمل جاهده على نشر موقعها الالكتروني بشكل واسع وكبير لأنه أفضل وسيله للوصول لكل من يبحث عن منتجاتها
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©