الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المدربون يفتحون ملف الطبيب النفسي «المرفوض»!!

المدربون يفتحون ملف الطبيب النفسي «المرفوض»!!
28 ديسمبر 2015 22:42
دبي (الاتحاد) شهدت ورشة العمل الثالثة في مؤتمر دبي العالمي، مناقشات في قضايا جوهرية كبيرة، وتحدث الحضور عن الكثير من الملفات الشائكة التي تسيطر على الأمور الرياضية ويتحدث عنها الشارع الكروي العالمي بشكل عام. المحور الأساسي في الجلسة كان عنوانه البقاء في القمة (الأندية المحترفة والمنتخبات)، ولكن تطرقت الجلسة إلى الكثير من الأمور الكروية والرياضية الأخرى، نظراً لوجود 3 من أبرز المدربين في العالم في الوقت الراهن، وهم المدرب الإيطالي العالمي فابيو كابيلو، ومارك ويلموتس المدير الفني الحالي لمنتخب بلجيكا، وأنطونيو كونتي المدير الفني لمنتخب إيطاليا في الوقت الراهن. المحاور الأخرى التي تم التطرق إليها شملت الكثير من النواحي المهمة في عالم التدريب، ومنها: الفوارق الثقافية بين الكرة الإيطالية والإنجليزية والروسية، خاصة وأن المدرب العالمي كابيلو درب في البلدان الثلاثة، كما تم التحدث عن الاختلافات الكبيرة في التدريب ما بين المنتخبات والأندية، خاصة وأن هناك اثنين من المتحدثين في الورشة دربا أندية ومنتخبات وهما كابيلو وكونتي، أضف إلى ذلك التحدث عن الظاهرة الجديدة في الكرة الأوروبية والعالمية وهي منتخب بلجيكا. وتم التطرق إلى أن الشخصية القوية للمدرب هي التي تفرض نفسها على اللاعبين الكبار، خوفاً من أن يسيطر اللاعبون الكبار أنفسهم على المدربين، لأنه في هذه الحالة تحدث الكارثة، ولعلَّ الشيء المثير للجدل في العالم حالياً، وهو الطبيب النفسي ومدى وجوده، سواء مع الأندية أو المنتخبات، حيث اتفق هذا الثلاثي العالمي الكبير في مجال التدريب على رفض وجود طبيب نفسي مع الفريق أو المنتخب، وأن المدرب يجب أن يقوم بهذا الدور، ولكن من خلال وسائل متنوعة ومن خلال شخصية كل مدرب في النهاية. وتحدث الثلاثي التدريبي الكبير أيضاً عن التغذية ودورها في بنيان اللاعبين، وما هو دور المدرب في تطويع لاعبيه للأكل بالشكل المناسب والمدارس المختلفة في كيفية التعامل مع الأغذية، ومن النقاط المهمة التي أثارها كابيللو أيضاً الفريق الطبي المرافق له والتفاهم الكبير بينهما، وفي المقابل تحدث مارك ويلموتس مدرب منتخب بلجيكا عن زاوية أخرى مهمة للغاية وهي المساج «التدليك»، وكونها علاجاً مهماً جداً في مشواره مع المنتخب. وتم التطرق إلى تجربة لاعبين عالميين أحدهما في الدوري الإسباني وهو سواريز، والآخر بالدوري الإيطالي وهو بالوتيلي، كيف يرى كل مدرب الاختلاف والتطور الذي حدث في مشوار كل لاعب حتى الآن. الجلسة بالفعل كانت ممتعة، والأكثر متعة أيضاً الجمل والكلمات التي أطلقها كل مدرب وهي تؤكد أن كلاً منهم مدرسة كروية لها طابعها الخاص والمتميز للغاية. وتحدث الإيطالي فابيو كابيلو عن تجاربه المختلفة ما بين الأندية والمنتخبات، سواء في إيطاليا، أو إنجلترا، أو روسيا، حيث واجه هذا المدرب الكثير من التحديات والتي جعلته محط اهتمام كبير بسبب هذه الخبرات المتنوعة، والتي جعلته يقدم الكثير من هذه الخبرات خلال الندوة التي تحدث فيها باستفاضة كبيرة عن كثير من الأمور. قال كابيلو: «هناك الكثير من الفوارق بين تدريب الأندية والمنتخبات، ويظهر الفارق الكبير طبعاً عندما يتم تدريب أندية كبيرة في حجم ميلان أو اليوفنتوس مثلاً في إيطاليا، أو الريال في إسبانيا، والأمر مختلف تماماً في هذا الشأن، وعندما تُدرب فريقاً في حجم ريال مدريد تشعر دائماً بالرغبة في الفوز والانتصارات، وعقلية الفوز في مثل هذه الأندية تشعر بها من الصغير حتى الكبير في مثل هذه الأندية الكبيرة». وأضاف: «البناء في المنتخبات صعب للغاية، لأسباب متنوعة منها أن فترة التواجد للاعبين مع مدرب المنتخب لمدة 3 أيام تقريباً، وتجربتي في ذلك كانت متوفرة مع الكرة الإنجليزية والإسبانية، وفي إيطاليا حققت العديد من الانتصارات والبطولات عندما كانت لدينا مجموعة رائعة من اللاعبين وهو نفس الحال في إسبانيا». وانتقل كابيلو إلى نقطة أخرى في كيفية التعامل مع القائد خاصة في المنتخبات قائلاً: «الشيء الأول بالمنتخب هو كيفية التعامل مع لاعبي المنتخب باعتبارهم هم القادة في أنديتهم، وبالتالي هناك العمل الصارم والقوي مع هؤلاء اللاعبين ولا بد لعقلية المدرب أن تتفوق على اللاعب، وتعتمد على المصداقية، ولا بد أن تكون واثقاً في المنتخب خوفاً من سيطرة اللاعبين وتعليماتك التي تصدرها لهم، مع كيفية تنفيذها». وأضاف: «علينا فهم شخصية البطل أو النجم وكيف يفكر، وأحياناً النجم من الممكن أن يكون له شخصية أقوى من المدرب، ومدرب الفريق تجد التقييمات عليه من 25 لاعباً أو أكثر هم عناصر الفريق أو المنتخب، وهو ما يضعنا تحت الكثير من الضغط، لذلك علينا فهم سمات النجوم الكبار ومن الأهمية بمكان اللعب على شخصية اللاعب وسماته وأن يكون لديك هذه الصلة الوثيقة مع شخصية اللاعب وهو ما يفيدك في إدارة الفريق وأشرك النجوم الكبار من أجل النجاح». وأضاف: «عندما يكون عندك لاعب عمره 34 سنة تكون لديك الكثير من المشاكل، لأن مثل هذا اللاعب يحتاج إلى طريقة تعامل مختلفة، وأحياناً نجد الصحافة تخلق نجوماً زائفين، ويكونون هم أصحاب السطوة في بعض الأحيان، وحديثي أنا يختص باللاعبين النجوم الذين تصنعهم الملاعب وليست وسائل الإعلام». وتحدث كابيلو عن واقعة مع نجم كبير قائلاً: «رونالدو البرازيلي هو واحد من أفضل اللاعبين الذين دربتهم في حياتي وكان وزنه 96 كجم، ولا يستطيع التحرك كثيراً، فقلت له عندما كنت في كأس عالم 2002 كم كان وزنك فرد 84، وطلبت منه العودة لوزنه السابق، واستجاب لهذا الطلب عن قناعة كبيرة وصنع مع الفريق إنجازات ونتائج جيدة للغاية». وعندما انتقلنا إلى التغذية ضحك كابيلو لأنه استرجع ذكريات هجوم الصحافة الإسبانية عليه عندما درب الريال ووضع برنامج تغذية خاصة قائلاً: «عندما استخدمت طريقتي في الطعام ولم يكن يعتاد عليها اللاعبون في الريال، كتبت الصحافة الإسبانية بأنني أقتل الريال لأنهم لم يتعودوا على أكل الباستا أو النشويات، ولكن في بريطانيا كان هناك التعود على طريقتي في الأكل، من ناحية تناول كربوهيدرات، وكميات كبيرة من المياه قبل المباراة، وفي روسيا كانت الأمور أسهل بكثير، حيث تقبلوا كل تعليماتي، وكانوا يتصرفون بمنتهى الدقة، وكان لديهم سلوك منضبط جداً». ورفض كابيلو وجود طبيب نفسي مع الفريق، مؤكداً أن المدرب هو من يقوم بذلك وقال: «لا بد أن تكون العلاقة مع الطبيب الخاص بالفريق، وعندما كنت مع إيه سي ميلان كنت أتحدث مع الطبيب، ولا أسمح بوجود لاعب مصاب وكنت أسأل الطبيب قبل اللعب، وهو أمر مهم جداً والعلاقة المبنية على الثقة بين المدرب والطبيب مهمة للغاية، ولا بد من التعامل بحذر مع الأدوية، خوفاً من التأثيرات الجانبية ولديَّ طاقم طبي على أعلى مستوى، وعلى الانصات للاعبين وأفهم ماذا يحتاجون ومعرفة مزاجهم ووضعهم النفسي مهم جداً». وعندما سئل المدرب الإيطالي الكبير عن سر تألق سواريز وتغيير سلوكه حالياً مع برشلونة رد بالقول: «في بدايته واجه مشكلات وهو المهاجم المثالي حالياً بالفريق الإسباني، لأنه يبذل قصارى جهده ويساعده نيمار وميسي وسواريز مهاجم حقيقي يستطيع إحراز الأهداف، وهو يتكامل بطريقته مع زملائه، ومتواضع ولكن يجب أن نشكر مدرب برشلونة، وأعتقد أن سواريز هو اللاعب الأبرز وقام بتحسين لعب برشلونة». وعن تغيير المدربين بكثرة في أوروبا مؤخراً بين عدد من الأندية الكبيرة ختم بالقول: «هذه الفرق أنفقت أموالاً طائلة لتدعيم فرقها، وهي لا تقبل ولا تستطيع تقبل خطأ المدربين، ولذلك انتشرت ظاهرة التغيير لدى المدربين في الوقت الراهن».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©