الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دوت كوم

31 مايو 2007 22:37
ذكريات عسكرية.. ''قامت قواتنا المسلحة مدعومة بسلاح المدرعات وتحت غطاء جوي كثيف بشن هجوم واسع على (مواقع) العدو··· وهي تقاتل الآن ببسالة في (مواقعها) على خط الدفاع الثاني''· لا أستطيع أن أنسب هذا البيان العسكري إلى أي جهة توخيا للحيطة والحذر، ولكن من حق أي قارئ أن يستخدم خياله لمعرفة الناطق العسكري الذي أصدر هذا البيان في غابر الأزمان··· ومع ذلك فليس هذا موضوعنا، باستثناء ما جاء بين قوسين في البيان العسكري، أي عبارة مواقع ومفردها موقع· فإلى أيام قليلة ماضية كنت أستخدم عبارة موقع أو مواقع في إشاراتي إلى صفحات الإنترنت بدلالاتها العلمية المحددة· فهي مواقع تحمل عناوين واضحة، وأسماء دالة، ومحتويات متنوعة تتراوح بين الغث والسمين· لكن تفكيري أصيب بالتشوش، وقفز كل التراث العسكري إلى ذهني، عندما كنت أبحث في الشبكة العنكبوتية عن معلومات ضرورية لعملي، وبعد جهد ظننت أنني وقعت على (الموقع) المفيد، وعندما فتحته وجدت أمامي شاشة سوداء فاحمة، تبرز منها رسالة بأحرف حمراء سميكة· تقول الرسالة: ''إذا كنت لا تعرف كيف تحمي موقعك، فالأحسن أن لا تفتح موقعا''· مع توقيع الجهة التي اخترقت هذا الموقع، وهو توقيع وهمي بطبيعة الحال· وما كدت أفكر بالأمر من الجانب التكنولوجي لعمليات الاختراق لمواقع الإنترنت التي تقوم بها عصابات متخصصة من المخترقين أو ''الهاكرز''، حتى قرأت خبرا أرجعني إلى الدائرة الأمنية ـ العسكرية· فقد أعلن قاض بريطاني، إنه يجتهد ليفهم مصطلحات تكنولوجية أساسية مثل ''موقع على الإنترنت'' في إطار محاكمته لثلاثة رجال بتهم تتعلق بالإرهاب· واعترف القاضي بيتر أوبنشارو أنه لم يفهم اللغة الأنترنتية، ما جعله يستمع لشرح مطول من أحد المتهمين عن الفارق بين ''موقع على الإنترنت'' و''منتدى''· إذن فقد حلّ أحد المتهمين مشكلة قاضيه، وأفهمه ما ينبغي أن يعرفه قاض في قضية ينظر بها· لكن من يحل مشكلتنا نحن حينما تتشابك أمامنا المصطلحات، وتتعقد المعارف التكنولوجية، فنخلط بين بيانات جنرالاتنا وبين دقائق حياتنا اليومية؟ هل سنضطر بعد مدة إلى اصطحاب خبير أجنبي، كما كان الحال مع بعض الحكومات العربية، لكي يحل معضلاتنا الإنترنتية؟ أم سنضطر إلى عقد هدنة مع عصابات ''الهاكرز'' نتجنب بها غزواتهم غير المتوقعة، أم نكتفي باستذكار بيانات الناطق العسكري التي كانت تبتدع من الهزائم انتصارات؟ عادل علي adelk85@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©