الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قراءة فنية في أوراق الجولة

قراءة فنية في أوراق الجولة
28 ديسمبر 2015 22:28
مصطفى الديب (أبوظبي) بين جولة وأخرى، تبرز العديد من الظواهر الفنية التي تستحق المراجعة من المحللين، على نحو يؤدي إلى وضع النقاط على الحروف، وتوضيح المرتبطة بها، خصوصاً أن الجماهير تدرك أن هناك ما يستحق أن يكون في ميزان التقييم والتحليل، لكل ما يمثل ظاهرة في محاولة لفهم السياق المرتبط بها. وفي الجولة الثالثة عشرة لدوري الخليج العربي لم تتوقف الإثارة، وبدا المشهد على وتيرة أسرع بين صعود وهبوط، ودموع وأفراح، لكل نتيجة أو أهداف، وحتى على مستوى المدرجات التي أصبحت تواكب المستجدات في دوري المتعة والإثارة الجميلة. وهنا تبرز أهم الظواهر التي رافقت الجولة لـ «دورينا» بين مشهد مؤثر، وأحداث لم تستعص على ذكاء الجماهير، أو تمر في أروقة ذاكرة الدوري التي تترقب الأحداث لتضعها في خانة التقييم والتحليل، بمجهر لا يرى سوى النقاط التي تستحق التدقيق. سبيت خاطر: الإمارات والعين.. «البطء اللغة الرسمية» افتقد العين في اللقاء الكثير من صفاته التي تجعل كلمته العليا على منافسيه، ويأتي في مقدمة المميزات التي افتقدها «الزعيم»، السرعة في التمرير بين لاعبيه، خصوصاً في وسط الملعب الهجومي، من عمر عبد الرحمن وباستوس وكذلك دياكيه، كما افتقد بطل الشتاء للجماعية في الأداء والتشكيلات التي تعد السمة الأبرز للفريق، منها الثنائيات بين «عموري» وباستوس، وكذلك انطلاقات الطرفين التي قلت كثيراً، خصوصاً من الجهة اليمنى، حيث غابت «صولات وجولات» محمد فوزي الذي لم يتقدم إلى الهجوم في معظم فترات اللقاء. على الجانب الآخر، شكل التنظيم الدفاعي لـ «الصقور» السمة الأكبر على أداء الفريق، وساعده في ذلك حالة البطء الشديدة التي يتحول بها لاعبو العين من الدفاع إلى الهجوم على مدار الشوطين. علي حسن: بني ياس والوحدة.. «الملك دينلسون» أثبت البرازيلي دينلسون لاعب الوحدة أنه «ملك» منطقة الوسط في مباريات فريقه هذا الموسم، وجاءت مباراة بني ياس لتثبت ذلك، حيث لعب دينلسون دوراً مهماً في عودة «العنابي»، بعد التأخر بهدفين، للتعادل في الشوط الثاني من اللقاء، وشكل دينلسون نقطة قوة في صفوف «أصحاب السعادة»، حيث قام بدور الرابط بين الدفاع والهجوم بصورة نموذجية، ولم يكن أداء لاعب وسط «العنابي» السبب الوحيد وراء عودة الفريق، ولكن تبديلات المدرب أجيري أيضاً بمشاركة إسماعيل مطر الذي شكل نقطة قوة كبيرة. وفي الجهة الأخرى ظهر بني ياس بشكل متميز في الشوط الأول، بسبب الأداء الجيد لوسط الفريق، بقيادة الدولي عامر عبد الرحمن، لكن هبط مستوى الفريق، بسبب صحوة دينلسون وهبوط أداء وسط «السماوي». عبد العزيز حسن: الوصل والشباب.. «قمة الخوف» استمتع الجميع بمجريات الشوط الأول من لقاء الوصل والشباب، ولكن أحداث الشوط الثاني جاءت مغايرة تماماً، وكان العنوان الأبرز له هو الخوف الكبير الذي سيطر على الفريقين خوفاً من الخسارة، وعلى الرغم من الأفضلية الهجومية لـ «الجوارح»، إلا أن مهاجمه البرازيلي جو ألفيس أهدر مجهود «الأخضر» بشكل عام، من خلال إضاعة عدد كبير من الفرص السهلة أمام مرمى «الفهود»، أبرزها ضربة الجزاء التي تصدى لها. يؤخذ على الوصل المساحات الشاسعة في المناطق الدفاعية وخلف الطرفين، واستغلها الشباب بشكل جيد في الشوط الأول، من خلال شن عدد كبير من الهجمات بقيادة المخضرم فيلانويفا الذي «صال وجال»، في قيادة هجمات الشباب وسط الدفاع المفتوح لـ «الفهود». راشد الدوسري: الفجيرة والنصر..«غياب المهاجم القناص» في الوقت الذي سيطر فيه لاعبو النصر على مجريات اللقاء بشكل شبه تام، إلا أنهم لم يستطيعوا تحقيق الفوز لأسباب عدة، في مقدمتها غياب المهاجم القناص في صفوف «الأزرق»، حيث أتيحت للفريق أكثر من فرصة، لكنها افتقدت لوجود المهاجم الصريح أمام مرمى «الذئاب»، كما أن الطريقة الدفاعية «الصريحة» التي خاض بها الفجيرة اللقاء لعبت دوراً مهماً في خروج الفريق متعادلاً، رغم عدم الإجادة في النواحي الهجومية، وغياب الكثافة الهجومية أمام مرمى النصر. وتأثر «العميد» كثيراً، بعد خروج خالد جلال مصاباً، حيث وضح تأثر وسط «الأزرق» بالتبديل الاضطراري، نظراً للمجهود الكبير الذي كان يقوم به اللاعب مع طارق أحمد، حيث شكلا ثنائياً متميزاً في الشوط الأول من المباراة. جمال صالح: الشعب والأهلي.. «أخطاء مستعصية» ليس جديداً أن يخسر الشعب برباعية من الأهلي، حيث إنه الفريق الأضعف دفاعياً بين فرق دوري الخليج العربي، والأزمة الحقيقية أن أخطاء دفاع «الكوماندوز» ليس لها حلول، ولم تكن أخطاء لاعبي الشعب فردية فقط، ولكنها جماعية أيضاً من خلال التمركز السيئ، وترك المساحات للمنافسين في العمق الدفاعي وعلى الطرفين. ولم تكن المباراة صعبة على الأهلي، ولكن رغم الفوز لم يكن «الفرسان» هو الفريق نفسه الذي اعتدنا عليه في البطولة الآسيوية، واستمر في الظهور بمستوى أقل من المتوقع حيث سادت حالة من البطء الشديد على أداء اللاعبين، ولم تكن هناك فاعلية هجومية على مرمى الشعب، وخسر الأخير بيده لا بيد الأهلاوية، من خلال الأخطاء الدفاعية الساذجة. من ناحية أخرى، لعب رباعي دبا الفجيرة طارق الخديم وفيصل الخديم وسند علي وبكاري كونيه الدور الأبرز في الفوز الكبير الذي حققه «النواخذة» على الشارقة برباعية، ورغم البداية الجدية لـ «الملك» والسيطرة على مجريات اللقاء، إلا أنه يحسب للاعبي دبا الفجيرة التماسك مجدداً، وعدم الخوف من غزوات «الملك»، وشكل طارق الخديم جبهة يسرى متميزة للغاية عطلت بعض مفاتيح لعب الشارقة، وكذلك كونيه في العمق الهجومي وسند علي، وانهار الشارقة بشكل غريب بعد تسجيل الهدف الثاني في مرماه، ورغم أن هناك شكوكاً حول صحة ضربة الجزاء، إلا أن السقوط جاء عميقاً للغاية، ولم يستطع لاعبو الملك العودة مرة أخرى، بفضل الانتشار الجيد للاعبي دبا الفجيرة والضغط المتواصل على حامل الكرة من الشرقاوية. فؤاد أنور: الظفرة والجزيرة.. «تأثير الغائب» حقق الظفرة فوزاً مهماً على الجزيرة في مباراتهما بالمنطقة الغربية، وجاء التفوق من خلال المجهود الدفاعي الكبير الذي بذله الفريق أمام هجوم «فخر أبوظبي» الذي ظهر من دون أنياب بسبب غياب المهاجم الدولي علي مبخوت بسبب الإيقاف، وحصد «فارس الغربية» النقاط الثلاث لأسباب عدة، في مقدمتها الأداء الهجومي السيئ للجزيرة، وأيضاً الدفاع الجيد من جانب لاعبي صاحب الأرض، والاعتماد على الهجمات المرتدة التي أتت ثمارها خلال المباراة. وظهر بشكل كبير تأثر «فخر أبوظبي»، بغياب علي مبخوت الذي يعد «الفارس الأول» في الهجوم الجزراوي، ومن دونه ظهر الفريق بلا أنياب على الإطلاق، ولم يستطع لاعبو الجزيرة فك طلاسم الدفاع الظفراوي المتكتل في وسط ملعبه، بسبب غياب التمرير السريع، والضغط الدائم من جانب أصحاب الأرض على حامل الكرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©