أقيمت مؤخراً في الشارقة، ورشة مسرحية جديدة تحت عنوان” الممثل، الكلمة والحركة” أشرف عليها المخرج المغربي بوسلهام الضعيف بمشاركة 14 متدربا، واختتمت أمس. اشتغلت الورشة على نص للكاتب الإماراتي جمال مطر بعنوان “قدري غاب عني ورحل” الذي يعتمد على حوار بين حارس وماسح أحذية حول بعض المسائل الوجودية والاجتماعية.
الورشة المستوحاة فكرتها من العبارة الشكسبيرية التي وردت في مسرحية هاملت” لائم الكلمة حركتها، والحركة كلمتها” ، عمدت إلى صقل قدرات الممثلين عند استقبال القول والرد عليه في الخشبة كما سعت إلى تمليكهم التقنيات الأدائية الجديدة في الاستعداد النفسي والبدني للعمل المسرحي.
وفي حديث إلى “الاتحاد” قال مشرف الورشة” ما يميز التجربة هو هذه الطاقات الشابة المشاركة والتي تظهر اهتماما يومياً بالعمل وهو أمر مبشر ويدل على أن المسرح في الشارقة يعيش في أفضل حالاته ولقد حفزني ذلك كثيرا ومر علينا الوقت سريعا ولكننا نحرز نتائج مهمة ولقد لاحظت تطورات نوعية وسريعة في أداء بعض الشباب”.
وذكر بوسلهام الذي يعد لرسالة دكتوراه حول مناهج تكوين الممثل في الجامعات العربية ان المسرح العربي ظل يعاني من مشكلة حقيقية في ما يتعلق بطرائق الاداء التمثيلي “الممثل العربي لا يبدو حقيقيا على الخشبة .. دائما يظهر لنا كممثل وهو أمر يتصل بضعف الخبرة وبقلة الإعداد الأكاديمي ومن هنا تكتسب مثل هذه الورشات أهميتها بخاصة لو نجحت في تقديم ما نسبته عشرة في المئة من جملة المشاركين..”.
ويتابع المخرج المغربي: الممثل المسرحي هو بمثابة العملة النادرة وخصوصا الممثل المسرحي الجيد الذي يمكن أن يشعرنا بأننا نعيش معه الدور الذي يقوم بتأديته وليس ذلك الذي يعزلنا أو ينفرنا مما يقدمه ..” ويوصي بوسلهام بزيادة برامج التدريب الخاصة بالممثل فهو العنصر الأهم بالنسبة للمسرح “لا يحتاج المسرح لأكثر من مخرج واحد لكننا بحاجة دائمة لعدد أكبر من الممثلين”.
وعن طريقته في التدريب، قال “استند في تدريباتي التي سنختتمها ببعض اللوحات التمثيلية النموذجية من مسرحية “قدري غاب..” على عدد من المناهج مثل منهج “ستانسلافسكي” و”لي ستراسبيرغ” و”جرتوفسكي” و”جاك لوكوك” فضلا عن الاتجاهات الجديدة في استكشاف جسد الممثل. ويعتبر بوسلهام الضعيف من أبرز الأسماء الإخراجية في المغرب وقد حاز العديد من الجوائز”.
عدد اليوم
