السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

ركن الحناء والقهوة العربية يبهران جمهور «زايد التراثي»

ركن الحناء والقهوة العربية يبهران جمهور «زايد التراثي»
28 ديسمبر 2015 22:51
أحمد السعداوي (أبوظبي) يستمر مهرجان الشيخ زايد التراثي في تقديم معزوفات تراثية أصيلة، عبر عديد من الأنشطة التي زينت ساحات المهرجان المقام في منطقة الوثبة بأبوظبي، ويستمر حتى الثاني من يناير، وتنوعت الأنشطة بين حرف تقليدية، ونماذج لعادات وتقاليد الأقدمين، ومعارض للصور تسرد تاريخ الإمارات وعروض للكائنات التي عايشت أهل الإمارات منذ آلاف السنين، وكان لها دور في مساعدة سكان البادية على التعامل مع الظروف البيئية المحيطة بهم مثل الجمال والصقور والسلوقي، كما اشتملت الأنشطة طريقة تقديم القهوة العربية، واهتمام خاصاً بالمرأة الإماراتية قديماً من حيث ملابسها وأدوات زينتها مثل رسم الحناء باعتبارها من المفردات التراثية المهمة التي تم تسليط الضوء عليها وطرحها على جمهور زايد التراثي في إطار جذاب من خلال «ركن الحناء»، الذي أقيم ضمن فعاليات ساحة ألعاب زمان أوّل التي أقيمت للمرة الأولى ضمن فعاليات المهرجان هذا العام. أهمية خاصة تقول الخبيرة التراثية شيخة الجنيبي، إن مهرجان الشيخ زايد وجه أنشطته لكل أفراد المجتمع وشرائحه سواء من مواطنين أو مقيمين أو سائحين، نساءً ورجالا وأطفالاً، ومن هنا احتل «ركن الحناء»، أهمية خاصة لدى رواد المهرجان خاصة النساء والأطفال، حيث أقبلت كثير من النساء على نقش الحناء على أياديهن، كما أخذت الفتيات الصغيرات يتعلمن طريقة رسم الحناء من خلال الوالدات اللاتي تقمن برسم الحناء لهن مع شرح طريقة عمل الحناء وألوانها وأهميتها بالنسبة لنساء الإمارات في الزمن القديم، وإلى الآن كون غالبية النساء لازلن يستخدمنها باعتبارها من أهم وسائل التجميل والزينة التي عرفتها المرأة البدوية عبر الزمن، ولا تزال الفتيات يعتبرن الحناء من أهم طقوس الزواج، فتقوم الفتاة بنقش الحناء هي وصديقاتها قبل العرس، وهذا أكبر دليل على قيمة الحناء وطقوس رسمها في تراث الإمارات، وبالتالي الحرص على تخصيص ركن للحناء في كافة الفعاليات التراثية المهمة ومنها مهرجان الشيخ زايد التراثي. وتوضح الجنيبي، أن من تقوم برسم الحناء تسمى «المحنية» والحناء لها ألوان متنوعة أشهرها الأحمر والأسود والآن اختلفت الرسومات بشكل كبير عن السابق بسبب تغيرات الزمن، ولم يعد الاعتماد على الحناء المصنوعة بالطريقة التقليدية القديمة، حيث يكثر الآن استخدام الحناء الجاهزة المعبأة في أنابيب، أما الحناء القديمة فلها طقوس خاصة في إعدادها، حيث تبدأ بشراء أوراق الحناء من العطار، ثم تجفيفها في وعاء من الفخار عدة أيام حتى تصير الأوراق جافة تماما ثم تطحن ويتم عجنها بالماء مع إضافة الألوان المطلوبة. معاني الفرح ومن زائرات المهرجان، قالت عبير الشحي، التي كانت تصطحب ابنتيها موزة (5 سنوات) وهناء (9 سنوات)، إن رؤيتها لطقوس رسم الحناء في مهرجان الشيخ زايد، من الأنشطة التي تبعث البهجة في النفوس كونها تذكرنا بطقوس الحناء التي كانت تمارسها الأمهات والجدات قديماً باستخدام الأساليب البسيطة، كما أن الحناء مرتبطة في أذهاننا جميعا بالمناسبات السعيدة والأفراح، ولذلك فإن ركن الحناء في المهرجان يحمل معاني الفرح والبهجة بهذا الشكل الفريد من تراث نساء الإمارات في الزمن القديم، وهو ما تحاول توصيله إلى بناتها من أن هذا التراث هو عمل «الأولين» وتاريخهم الذي يجب الحفاظ عليه كنوع من رد الجميل إليهم لأنهم من قاموا بتربيتنا وتوجيهنا وغرسوا فينا كثير من العادات والتقاليد والقيم الصالحة التي جعلت أهل الإمارات محبوبين في كل مكان في العالم، وهو ما نراه بوضوح من خلال رؤية كل الجنسيات التي تزور مهرجان الشيخ زايد وتستمتع بمطالعة تراث وتاريخ دولتنا الحبيبة. وفي سياق الاهتمام بكل ما يتعلق بموروث الأقدمين، واصل «زايد التراثي» تسليط الضوء على الحرف التراثية الأصيلة ومنها الحرف البرية، والتي يسعى من خلالها إلى إبراز ملامح الحياة التراثية لشعب دولة الإمارات الأصيل، ونقل رسالة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الحفاظ على الموروث الثقافي والتراثي لشعب دولة الإمارات، لذا حرصت إدارة المهرجان من خلال عرض الحرف البرية لشعب دولة الإمارات، على حفظ إرث الآباء والأجداد من خلال نقل هذه الحرف والعادات والتقاليد للأجيال الواعدة من أبناء الوطن، وتعريف المقيمين والسائحين من الزوار بهذه الحرف، ومنها السدو والغزل والخرج، وحرفة البرقع الذي يعد من أهم مكونات الأزياء التراثية التقليدية في الدولة، بالإضافة إلى حرفة قلي القهوة التي تعتبر تقديمها من عادات وأصول الضيافة لدى شعب الإمارات. «الغزل» و«السدو» تعد حرفة نسج الصوف المعروفة «بالسدو» من الحرف التقليدية القديمة، والتي كانت منتشرة في البادية وما تزال، وذلك لارتباطها بوفرة المادة الأولية المتمثلة في صوف الأغنام ووبر الإبل وشعر الماعز والقطن، ولهذه الحرفة استخدامات متعددة عند البدو لأنها تعتبر من العناصر الأساسية في تكوين بيوت الشعر التي تعتبر مساكن متنقلة لهم، وتتناسب مع ظروف البيئة والحياة التي يعيشونها، إلى ذلك تعتمد حرفة «السدو» على جهد المرأة في المقام الأول، وتعبر من خلالها عن تقاليد فنية عريقة ضاربة بجذورها عمق التاريخ، حيث تتفنن المرأة البدوية في زخرفة ونقش «السدو» بنقوش كثيفة، وهي عبارة عن رموز ومعان مختلفة يدركها أهل البادية ويعرفون ما تحمله من قيم، ويتميز «السدو» بألوانه الزاهية المتنوعة وزخارفه الجميلة. كما أن حرفة «الغزل» تعتمد على المغزل، وهو قطعة من أعواد الشجر الأملس، ويكون في رأس المغزل قطعة حديدية تسمى «السنارة» ووظيفة المغزل الأساسية هي برم الشعر وغزله، أما «الدجة» فهي مجموعة من خيوط الشعر المغزولة والمبرومة بواسطة المغزل، وتشبه «الدجة» الكرة المدورة، حيث أنه بدون هذه «الدجة» لا تستطيع المرأة البدوية أن تصنع أي نوع من الأسدية. رمز الضيافة والكرم من رموز الضيافة الإماراتية القهوة العربية الأصيلة التي تكاد تكون رمز الضيافة اليومية الأول في الإمارات، وكلما كانت طازجة ومحضرة بالطريقة المناسبة وبدرجة تحميص معينة تكون النتيجة رائعة، كما تمر طريقة إعداد القهوة بعدة مراحل وهي، تحميص القهوة على الحطب بنار هادئة حتى الاحمرار، ثم تضاف إلى الماء حتى الغليان، ويضاف الهيل أو الزعفران حسب الرغبة، ثم تصفى في الدلة النحاسية وتقدم في فناجين صغيرة، بدءاً من الضيف الكبير مروراً بالآخرين. «البرقع» يعتبر البرقع من أهم مكونات الأزياء التراثية التقليدية، وأداة من أدوات الزينة عند النساء قديماً، والتي دأبت على ارتدائه المرأة الإماراتية في الماضي عند عقد قرانها، وكان البرقع يغطي معظم الوجه باستثناء العينين اللتين تخصص لهما فتحتان ويفصل بينهما السيف، وهو عصا خفيفة تأخذ شكل المستطيل وتوضع في وسط البرقع لتثبيته وتكون على الأنف حين يتم ارتداؤه، وتمثل حرفة قرض البراقع إحدى أبرز الحرف التراثية التقليدية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©