الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ساركوزي يسعى إلى تغيير عادات العمال الفرنسيين

31 مايو 2007 22:57
باريس - رويترز: يريد الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي من العمال الفرنسيين أن يعملوا بهمة أكبر للمنافسة في الأسواق الدولية لكن من غير المرجح أن تتغير بعض التقاليد مثل العطلات الطويلة وتقبيل الزملاء في الصباح وتناول وجبات الغداء الملائمة· وتناول وجبة غداء ملائمة هو أحد سمات الثقافة الفرنسية وفي عطلة نهاية الأسبوع تكتظ الشوارع القريبة من متحف اللوفر بالعمال الجائعين الذين يسعون للحصول على مقعد شاغر في المقاهي المزدحمة· ويقول جيروم جوسليم وهو نادل بأحد المقاهي ''هذا أمر معتاد· لا أعتقد أن الأمور ستتغير أبدا·'' لكن ساركوزي قد لا يتفق مع هذا الرأي· ففي ظل وصول معدلات البطالة إلى ثمانية بالمئة ونمو الاقتصاد بالكاد اثنين في المئة تكمن القضية فيما إذا كانت فرنسا تستطيع الحفاظ على نمط حياتها والمنافسة في الأسواق في الوقت ذاته· وقال جيريمي سالومون وهو فرنسي يعمل مديرا لمشروع في شركة بصريات في ضواحي باريس الجنوبية الغربية ''فرنسا تتردى بالفعل· إذا لم يحدث تغيير فستكون فرنسا في ذيل القائمة فيما يتعلق بالانتاج·'' ووعد ساركوزي المحافظ بالتصدي لهذه المشكلة بإجراء إصلاحات تهدف إلى إحياء قيم العمل الشاق ومكافأة الأشخاص الذين ''يستيقظون مبكرا''· ويريد ساركوزي أن يجعل من العمل 35 ساعة في الاسبوع حدا أدنى وليس حدا أقصى مما سيسمح للناس بالعمل لمزيد من الوقت· وقال سالومون: ''ساركوزي يريد أن يتيح للناس الذين يعملون لساعات إضافية أن يتلقوا أجرا على ذلك· أعتقد أنه يريد أن يغير العقلية الفرنسية فيما يتعلق بأخلاق العمل·'' ويضيف أنه في الوقت الذي يركز فيه الأميركيون على الإنتاج يضيع الفرنسيون الوقت في الاجتماعات· وقال مازحا إن من الأمور التي تضيع الوقت هي عادة تحية الجميع في الصباح بتقبيلهم على الوجنتين· وقال ''تضيع 20 دقيقة تقريبا (بسبب ذلك)·'' ولا يتلقى سالومون أجرا عن ساعات العمل الإضافية رغم أنه يعمل عادة من الساعة التاسعة صباحا حتى الساعة السابعة مساء ويأخذ راحة لمدة ساعة في المنتصف لتناول الغداء· لكنه يحصل على أيام عطلة إضافية مما يعني زيادة في عدد الأيام التي لا يعمل فيها· وقال ''نأخذ 48 يوم اجازة لا تشمل أيام العطلات الوطنية· يصبح العمل صعبا في ظل كثرة الإجازات·'' ورغم وقت الفراغ والمنافع التي قد يحسدهم عليها العمال في دول أخرى فلا يزال الكثيرون في فرنسا يشعرون بعدم الرضا· وأظهرت دراسة أجريت في الآونة الأخيرة أن العمال الفرنسيين هم الأكثر تذمرا في العالم· لكن توماس فيليبون وهو أستاذ بكلية شتيرن للأعمال بجامعة نيويورك يقول إن هذا ليس سببه كراهية الفرنسيين للعمل لانهم يقدرون العمل الشاق للغاية· وذكر أن قلة الترقيات الداخلية في الشركات وعدم التعاون هي من أسباب استياء العمال الفرنسيين· وأضاف ''الترقية الداخلية لها دلالة سيئة بوجه عام في فرنسا· إذا حصل شخص ما على ترقية نعتقد أنه متملق·'' ومن الأسباب الأخرى أن بعض الموظفين الجدد الذين يفتقرون للخبرة والذين تعينهم المؤسسات الكبرى يصبحون رؤساء على العمال الأكثر خبرة· وقالت إيزابيل بيرين وهي متحدثة باسم واحد من أكبر اتحادات العمال في فرنسا إن العامل الفرنسي يتعرض لظلم فادح· وأضافت أن ما تحتاجه فرنسا هو وضع مزيد من الناس في مجال الانتاج لكي يساعد ذلك في دفع معاشات المسنين· واستطردت قائلة ''المشكلة ليست حجم الانتاج في عدد ساعات العمل· العامل الفرنسي عامل جيد· المشكلة في الفترة الزمنية التي يعمل فيها· الشبان يبدأون العمل في وقت متأخر للغاية والعمال الكبار يتوقفون عن العمل في وقت مبكر للغاية·'' ولمس حديث ساركوزي عن تغيير عادات العمل في فرنسا وأسلوبه الحاسم وترا حتى لدى من لم يصوتوا له· وانتخب ساركوزي يوم السادس من مايو وحصل على 53 في المئة من الأصوات لكن شعبيته وصلت إلى 65 في المئة وهي أعلى معدلات تأييد يحصل عليها أي رئيس فرنسي في بداية توليه منصبه منذ الجنرال شارل ديجول· لكن بيرين تشكك فيما إذا كان تولي ساركوزي منصبه سيغير عادات العمل لدى الفرنسيين سريعا· وقالت ''لا أستطيع التنبؤ بالمستقبل· لكن ما أعرفه أن العمل بعادات جديدة سيستغرق وقتا طويلا للغاية· هناك الكثير من الأشياء التي لا يستطيع السياسي تحقيقها بضغطة زر· الأمور لا تتغير بين عشية وضحاها·'' وتعتقد برينا جولدفارب وهي أميركية تعمل في باريس منذ ثلاثة أعوام ونصف العام أن الرئيس الفرنسي يتحدث بلغة ''السوق الحر'' ويتجاهل الواقع· وقالت جولدفارب التي تعمل في شركة معمارية صغيرة إنها تعاقدت للعمل 39 ساعة في الاسبوع لكنها تعمل 50 ساعة· وأضافت ''لا يمكن أن يدفع رئيسي أجرا لنا جميعا للعمل ساعات إضافية·'' لكنها مثل الكثيرين في فرنسا تحصل على تعويض بإجازات إضافية· ولو كانت في موطنها لكانت أكثر ثراء لكنها فضلت نمط الحياة الفرنسي والارتباط برجل فرنسي· وقالت ''أعتقد أنني سأحظى بحياة أكثر إنسانية عما سيكون الامر عليه لو كنت أعمل في نيويورك·''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©