الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

التخطيط بالسيناريوهات يساهم في تقليل عنصر المفاجأة في المجال الأمني

9 يناير 2016 01:43
دبي (الاتحاد) أشاد الدكتور محمد مراد عبدالله، مدير مركز دعم اتخاذ القرار، بالدراسة المتعمقة التي أعدها الدكتور فريدون محمد نجيب، والتي أصدرها المركز في كتاب بعنوان: (التخطيط بالسيناريوهات في المجال الأمني). وأوضحت الدراسة أن التخطيط بالسيناريوهات يساهم في تقليل عنصر المفاجأة في المجال الأمني. وقال الدكتور محمد مراد، إن التحديات الأمنية المتصاعدة والتهديدات العديدة المتعاظمة، وعدم مناسبة نهج التجربة، والتعلم من الخطأ لظروف العصر الراهن والتي لا تتحمل الاختيارات الخاطئة أو القرارات الفاشلة أو التصرفات الطائشة، تبرز أهمية التخطيط بالسيناريوهات في العصر الراهن، عصر الصراعات وتضارب المصالح والبث الفضائي المباشر، وتصيد الأخطاء والنشر الفوري بالكلمة والصوت والصورة للأحداث عبر شبكات الإنترنت، دعت إلى ضرورة إتقان تنفيذ المهام وتجنب ارتكاب الأخطاء، ولتحقيق ذلك يتم اللجوء إلى التخطيط بالسيناريوهات. وتعد هذه الدراسة محاولة جادة لإلقاء بعض الضوء على الأسس العلمية والخطوات المنهجية لتطبيق نهج التخطيط بالسيناريوهات بصفة عامة وفي المجال الأمني بصفة خاصة، إلى جانب التعريف بالنظريات العلمية والأساليب التخطيطية التي يمكن الاستعانة بها لتفعيل نهج التخطيط بالسيناريوهات وتنفيذها. وقد استهلت الدّراسة بتعريف التخطيط على أنه ظاهرة اجتماعية عامة وأسلوب منطقي للتفكير، حيث إنه العملية العلمية التي تمكننا من تحديد الأهداف المستقبلية بصورة أدق، إلى جانب رسم وتنسيق الخطوات التي تتيح بلوغ هذه الأهداف باستخدام أفضل الأساليب والأدوات في ظل الإمكانات المتاحة وعلى ضوء الظروف المحيطة، حيث ينشأ التخطيط أساساً من الإجابة على خمسة أسئلة رئيسة، وهي: أين نحن الآن؟، أين نتوقع أن نكون؟، أين نريد أن نكون؟، كيف نصل إلى أهدافنا؟، إلى جانب كيف نعرف ما إذا كنا نسير في المسار الصحيح؟. وأوضحت أن السيناريوهات ليست بتنبؤات حدسية، كما أنها ليست هدفاً في حد ذاته، بل هي أدوات إدراكية وأفكار افتراضية يتم تطويرها طبقاً للظروف التي قد تحدث خلال الفترات القادمة، وهي مخطط تخيلي يحاكي ما حدث بالفعل، أو ما يتوقع أن يكون علية الوضع المستقبلي في مختلف الاحتمالات الممكنة، أو ما نتمنى أن يكون عليه الوضع إذا تمكنا من تحقيق ذلك، فهو سلسلة متصلة من الأحداث تشكل في مجموعها إجابة محتملة لسؤال أساسي، هو ماذا لو؟ ماذا سيحدث؟ وماذا يتعين علينا أن نفعله لكي نحقق النتيجة التي نبتغيها أو الهدف الذي نسعى إلى تحقيقه، وماذا سنفعل لو حدث كذا وكذا؟. واستعرضت الدراسة أنواع السيناريوهات، فمن حيث النظرة الزمنية والاتجاه التسلسلي، قسم الباحث السيناريوهات إلى سيناريوهات ارتجاعية، سيناريوهات مستقبلية، أما من حيث الغرض من إعداد السيناريو فقد قسمها إلى سيناريوهات مواجهة مواقف محتملة أو أحداث متوقعة، سيناريوهات مضادة، سيناريوهات توصيل رسائل محددة، سيناريوهات خطط الطوارئ، بالإضافة إلى سيناريوهات تدريبية، ومن ناحية مدى استمرارية الأوضاع الحالية فتم تقسيمها إلى السيناريو الاتجاهي، والسيناريو النقيض. وأوضحت الدراسة التحديات ألأمنية المعاصرة وبالتالي الحاجة إلى التخطيط بالسيناريوهات، ومن أهم هذه التحديات، ما يلي: ترسيخ مفاهيم الديمقراطية وانتشار رياح التغيير، الدخول إلى عصر انتقال الأخبار بلا حدود وبلا قيود وبلا تكلفة أو فارق زمني يذكر، تعاظم تأثير شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في مجالات توثيق الأحداث والتعليق عليها، ضيق الوقت المتاح لاتخاذ القرار الأمني، كثرة وتنوع المتغيرات المؤثرة على المشاكل الأمنية، زيادة تأثير المتغيرات الخارجية، عدم تقبل الرأي العام للأخطاء، جسامة المسؤولية الناجمة عن القرارات الخاطئة، خصوصية مفهوم الرشد الأمني، ارتفاع نسبة عدم التأكد والمخاطرة، اختلاف القرارات التي تتخذ لمواجهة الأزمات والمواقف الأمنية المتشابهة، انخفاض إمكانية الاستعانة بالأساليب الكمية الحديثة في المجال الأمني، إلى جانب اتباع الدول العظمى نهج الجيل الرابع من الحروب. وقد أبرزت الدراسة مزايا التخطيط بالسيناريوهات وأهميته للعمل الشرطي، ومن أهمها: تقليل عنصر المفاجأة، تقليص الفجوة الزمنية بين الفعل ورد الفعل، التدريب على مواجهة الأحداث المتوقعة، توزيع المهام وتحديد الاختصاصات والمسؤوليات، تدبير الاحتياجات والمدخلات اللازمة، التدخل المسبق لتفادي الأحداث غير المواتية، توقع تصرفات الأطراف المناوئة، تعزيز القدرة على حساب التكلفة والعائد للبدائل المحتملة، بالإضافة إلى المساعدة على اختيار الأدوات الملائمة للاستعداد لأسوأ الاحتمالات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©