الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

لماذا تحولت بروكسل من مركز إشعاع ثقافي إلى وكر للإرهابيين؟!

لماذا تحولت بروكسل من مركز إشعاع ثقافي إلى وكر للإرهابيين؟!
23 مارس 2016 18:47
ضرب الإرهاب مجدداً، وكانت ساحته هذه المرة في العاصمة البلجيكية بروكسل، عبر ثلاث هجمات انتحارية منسقة ومتزامنة، ضربت اثنتان منها مطار «زافنتيم» لحظة اكتظاظه بآلاف المغادرين، فيما استهدفت الهجمة الثالثة محطة المترو. وفي إعلان متوقع، تبنى تنظيم «داعش» الإرهابي المسؤولية عن العملية. صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية حددت خمسة عوامل ساهمت في تنفيذ العمليات الإرهابية هذه المرة في العاصمة البلجيكية، وهي كما يلي: 1- معسكر تدريب الإرهابيين: أصبحت بلجيكا في السنوات الأخيرة، معسكراً أوروبياً لتجنيد وتدريب الإرهابيين العائدين من مناطق الصراع. فمع 350 مواطناً بلجيكياً رحلوا إلى سوريا للانضمام لصفوف «داعش» الإرهابي، تعتبر بلجيكا هي البلد الأوروبي الذي قدم العدد الأكبر من الأوروبيين المنضمين للتنظيم المتطرف. ومع غياب الرقابة الناجعة على الحدود وعدم فعالية إجراءات تقنين الهجرة وفحص المهاجرين، تغلغل هؤلاء المقاتلون بعد عودتهم من سوريا والعراق في قلب بلجيكا، ما أحال البلد الأوروبي الهادئ إلى حاضنة سرية للإرهاب وبيئة خصبة له. ويرى عدد من المراقبين أن بلجيكا، كغيرها من دول أوروبا، تتحمل جزءاً من مسؤولية الإرهاب على أراضيها، وذلك نتيجة فشلها في تمهيد السبل لإحداث الاندماج المثالي بين مختلف الجاليات والطوائف، وعلى رأسها المسلمون، في المجتمعات المحلية. 2- توقيت الاستهداف وأسبابه: تحولت بلجيكا في السنوات الأخيرة، من مركز للإشعاع الثقافي إلى قاعة سرية يجري فيها الإعداد للمخططات الإرهابية، وليس بأدل على ذلك من الخلية التي كان يقودها الإرهابي صلاح عبد السلام قبل القبض عليه قبل أيام في بروكسل، والذي يعتقد أنه خلّف وراءه عدداً من الإرهابيين الطلقاء الذين مازالوا يدبّرون في الخفاء مزيداً من العمليات الإرهابية المحتملة. وفي الوقت الذي يتم الحديث فيه عن أهمية القبض على صلاح عبد السلام، إلا أنه يبدو أن من دبر لهجوم باريس، في نوفمبر الماضي، أكثر بكثير من الأسماء المعلن عنها. ويدور السؤال هنا حول كيفية إنشاء وتوسع شبكات الإرهاب في بروكسل، وما يمكن أن تكون عليه مستقبلاً وما يمكن أن تنتج لاحقاً من عمليات إرهابية لا يزال شبحها يخيم على البلجيكيين. 3- أجراس إنذار مسبقة: قبل عقد من الزمان، أطلقت الصحفية البلجيكية من أصل مغربي هند فريحي، جرس إنذار قوي بأن القادم لبلجيكا وأوروبا أسوأ، حيث تغلغلت لمدة شهرين في أزقة حي «مولنبيك» ذي الأغلبية المسلمة، والتقت عدداً كبيراً من الراديكاليين والمتطرفين هناك والذين تحاوروا معها حول رغبتهم في الانتقام من الحكومات الأوروبية بسبب القهر الناجم عن التجاهل الذي يلاقونه من قبل الحكومات الأوروبية. وأصدرت فريحي كتاباً حينها بالأرقام والمعلومات حذرت فيه من القادم، لكن السلطات البلجيكية لم تعر اهتماماً لذلك واتهمتها بالمبالغة. الآن، وبعد هجمات باريس وبروكسل، هي ترى أن العمليات غير مستغربة ولكن حصيلة الخسائر غير متوقعة، مؤكدة أن أجيالاً جديدة من الإرهابيين تنتظر دورها لتنفيذ مزيد من العمليات الإرهابية. 4 - فشل أمني ذريع: استعدت مدينة بروكسل لهجمات إرهابية متوقعة منذ نوفمبر الماضي، عقب هجوم باريس الدموي، ورفعت حالة الإنذار إلى الدرجة القصوى، إلا أن ذلك للأسف لم يمنع حدوث العمليات الإرهابية الأخيرة في المطار والمترو. ويبرر أحد المسؤولين الأمنيين ذلك بقوله: «لا يمكننا حماية كل الأهداف طيلة الوقت، تدابيرنا الأمنية متكاملة وفي أقصى درجاتها. إلا أنه لا يمكن منع كافة العمليات الإرهابية طالما أن منفذيها مصممون على تحقيق هدفهم». ويبدو أن الخلايا الإرهابية في بروكسل استطاعت استغلال العديد من الثغرات الأمنية في النظام الشرطي لدرجة أن أخوين مطلوبين وملاحقين من الأمن البلجيكي تمكنا من إدخال حقائب مفخخة للمطار وتفجيرها دون أية إجراءات أمنية تردعهما. 5 - تحذيرات اردوغان: الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وبعد وقوع تفجيرات دموية في بلاده، قبلها بأيام، حذر في خطاب له من تمدد وتواصل الأعمال الإرهابية في كافة أرجاء أوروبا، متخذاً من بروكسل مثالاً على ذلك وأنها قد تكون عرضة للأعمال الإرهابية. ويرى الرئيس التركي أن الإرهابيين يتباهون بقدرتهم على ضرب المصالح الحيوية في قلب أهم العواصم الأوروبية، وهو ما يجعل قيادات تلك الدول وكأنها ترقص في حقل ألغام، خاصة مع فشلها في ردع تلك الأعمال بالرغم من كل ما تتخذه من إجراءات.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©