أنا العرياني

بين الأمس واليوم، لحظات محفورة في الذاكرة، وقصص من النجاح تمثل مصدر إلهام لكل من يسعى نحو بلوغ المجد، ويعمل بمثابرة لتحقيق أهدافه. هذا ما جسده الثاني من ديسمبر 2012 الذي لن يسقط من ذاكرتي حينما تشرفت بالسلام على صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتسلم جائزة رئيس الدولة التقديرية في مجال الرياضة، التي أنارت طريقي، وأشاعت السرور في نفسي، وجعلتني أمام تحدٍّ كبير لأطلق لنفسي العنان، وأطوي صفحة العقبات بلا عودة بعد الحادث المروري الذي تعرضت له عام 2001 أثناء عودتي من رحلة قنص شتوية في الصحراء، الذي حال دون قدرتي على المشي، وممارسة رياضتي المحبوبة «رماية الأسوياء» لأتحول إلى «كرسي الهمم». إنها الإرادة التي أشعلت في نفسي الإصرار من أجل خوض المنافسات المحلية والعالمية في عالم جديد بعد الحادث برغبة التتويج، ورفع علم الدولة عالياً خفاقاً في المحافل القارية والدولية لنثر الفرحة في نفوس أسرتي التي ظلت تشجعني لتحقيق الإنجازات. إنها قصة نجاح جعلتني أنسى معاناة الإعاقة والتحديات الأولى التي واجهتني عندما طرقت باب الرياضة بالتحول من بطل في الأسوياء إلى «أصحاب الهمم» ليفتح لي تكريم صاحب السمو رئيس الدولة، وتهنئة سموه لي عقب فوزي بذهبية الرماية في «بارالمبية لندن» 2012 آفاقاً جديدة، من أجل السير على درب النجاحات وعدم التفريط في المكتسبات التي حققتها على الصعد كافة، حيث كنت على موعد جديد في «بارالمبية» ريو 2016 حينما فزت بـ3 ميداليات فضية في هذا الحدث البارالمبي المهم كأول لاعب إماراتي يحقق 3 ميداليات في دورة واحدة، بعد أن كنت قاب قوسين من التصويب نحو «الذهب» لأحقق ما سعيت إليه، وتكون فرحتي مضاعفة بنجاحاتي خلال مسيرتي الحياتية والرياضية، وأتمنى تحقيق المزيد بسقف طموح بلا حدود عنوانه العزيمة والإصرار.