السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

تأبين جهاد هديب شاعراً وإنساناً

تأبين جهاد هديب شاعراً وإنساناً
28 ديسمبر 2015 23:22
محمد عريقات (عمّان) بكلمات ملؤها الحنين والأسى استذكر كتاب وشعراء أردنيين صديقهم وزميلهم الشاعر الراحل جهاد هديب بحفل تأبينيّ أقامته رابطة الكتاب في مقرها بالعاصمة الأردنية عمان بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاته. شارك بالحفل الذي أداره الشاعر زهير أبو شايب شقيقة الراحل فاطمة هديب، والكاتبة بسمة نسور، والشاعر عيد النسور، والشاعر والمترجم وليد السويركي، والشاعر غازي الذيبة، والشاعر جهاد أبو حشيش، والمخرج المسرحي خليل نصيرات، والشاعر وليد الشيخ الذي ألقى كلمته بالنيابة عنه الشاعر عصام السعدي. وأكد الشاعر عيد النسور في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الرابطة على أن جهاد هديب ينتمي إلى الشعراء الذين بحثوا عن القصيدة المتخيّلة، وبثوا فيها كل ما امتلكوه من مقدرة على الابتكار والتجديد، وهو أيضاً من الصحفيين الذين وضعوا نصب أعينهم تقديم المادة الثقافية الغنية في المضامين والجماليات. وأضاف: «قد كان للرابطة، شرف احتضان الراحل جهاد، لسنوات طويلة في مقرها، لم يكن يغادر مكتبتها إلا نادراً، وكلما نأى عنها سرعان ما يعود.. وها نحن اليوم هيئة إدارية وهيئة عامة نبادله الوفاء بالوفاء، وستكون خطوتنا الأولى ومن أولوياتنا، مخاطبة وزارة الثقافة، لطباعة أعماله الشعرية الكاملة». أبو شايب الذي رافق صديق عمره حتى اللحظات الأخيرة من حياته عبّر عن فقده الشخصي له، وعن فقد الساحة الثقافية العربية لطاقة شعرية مدهشة، وعلى الصعيد الشخصي أكد أنه بفقد جهاد، فقد الكثير من الهدوء والجمال. وقالت شقيقة الراحل، فاطمة هديب في كلمتها المؤثرة عن فقدانها لشقيقها: «كيف سحبتك من حضني أسراب الأناشيد التي وضعتها بين أصابعي، أي قصيدة أغوتك وتسللت من بين ذراعي يا شقيق الروح؟ تلك التي قلت لها ذات بداية: «فاطمة أم البدايات عروس نبع أولى تخضر بين أصابعها الأناشيد»، وها هي الآن تتهجى بالدمع الأحرف التي علمتك إياها حين أمسكت بيدك الصغيرة ووضعت بين أصابعك القلم وخطت معك ماسكة كفك أولى الكلمات، اخضرت بين أصابعك الكلمات ففتحت كف «فاطمة» ووشمته بالحب، علمتك الأحرف فأهديت لها كل الكلام، وها هي الآن تبوح بصوت الناي: اكتب يا جهاد، لكنها لم تقل: ارحل يا جهاد، فكتبت ورحلت وظل صوت «فاطمة» حتى الآن معلقاً بين الأحرف وبين أصابعك الصغيرة: اكتب يا شقيقي، اكتب يا حبيبي!». أما الكاتبة بسمة النسور فتحدثت عن اللحظات الأخيرة لهديب في المستشفى حيث كانت بقربه منوهة إلى أن الراحل كان محاطاً بأفراد عائلته الكبيرة، رجالاً ونساء، شباناً وصبايا. وقرأ الشاعر والمترجم وليد السويركي مجموعة من قصائد هديب التي ترجمها للغة الفرنسية منها قصيدة «في البدء كان الحجر» و«الندم» و«حاجة الخبز إلى النار». وخاطب المخرج المسرحي خليل نصيرات هديب قائلاً: «ما من أثر لصوتك ينصت لرسائلي ومكالماتي وثرثراتي المسرحية. لقد تركت صوتي مجوفاً، مضفراً بقصائدك المفتوحة على الأشجار، أينك الآن فوحدي أفتح غابة كلماتك ووحدي أعود منها أسال الطريق: لماذا الشعراء خطواتهم قصيرة؟». وقرأ الشاعر جهاد أبو حشيش وناشر مجموعة هديب الأخيرة «تمثال مخمور» كلمة يرثي بها صديقه: «كعادتِك تَمضي ولا تلتفت». واختتم الحفل بكلمة للشاعر غازي الذيبة دعا فيها إلى أن تعاد طباعة أعمال هديب الذي يُحتفى بتأبينه بعد أن رحل عنا بصمت ويبقى وجوده، فهو أفضل من يتحدث عن الجمال والشعر والعربية والإنسانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©