الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نزاع القرن.. الصين وأميركا

25 ديسمبر 2014 23:46
ثمة ميل للنظر إلى سياسات الصين كجزء من خطة استراتيجية طويلة الأمد لدى بكين لاستعادة مركزيتها التاريخية في القارة الآسيوية، قبل أن تحل في النهاية محل الولايات المتحدة كأكبر قوة عالمية. ومثلما يشير جيوف داير، في كتابه الجديد، «نزاع القرن.. عصر المنافسة الجديد مع الصين وكيف يمكن للولايات المتحدة الانتصار»، فمن السذاجة تفسير نهوض الصين على أنه في ضوء نموها الاقتصادي السريع، تتبنى رؤية توسعية لمصالحها القومية ولتحديث جيشها لمواكبة تلك الرؤية، وأن التحدي يكمن في التمييز بين سياسات بكين، التي ستنتهجها أي قوة صاعدة أخرى، وبين أية سياسات أخرى من شأنها تغيير النظام العالمي. ويصر الزعماء الصينيون على تفادي الأخطاء التي اقترفتها ألمانيا واليابان في النصف الأول من القرن العشرين، وكما قال مستشار السياسة الخارجية للحزب الشيوعي الصيني، «زهينج بيجيان»، في عام 2005، «ستحقق بكين صعوداً سلمياً من خلال السمو فوق الاختلافات الأيديولوجية من أجل تحقيق السلام والنمو والتعاون بين دول العالم». لكن يبدو هذا التفاؤل في غير موضعه، فكلما تحاول الصين دفع الولايات المتحدة في المحيط الهادئ وحل نزاعاتها الإقليمية، تحفّزت واشنطن لتشكيل ائتلاف موازٍ في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. ويشير «داير» في كتابه إلى ثلاثة أحداث شكلت المأزق الاستراتيجي الحالي للصين، ففي مايو 2009، أحيت بكين خطتها أحادية الجانب، في إعلان قدمته للأمم المتحدة. وفي 2010، نأت بنفسها بعد أن دمرت كوريا الشمالية سفينة كورية جنوبية. وعندما احتجزت طوكيو في العام نفسه قبطاناً لمركب صيد تصادم مع سفينتين عسكريتين يابانيتين في مياه تسيطر عليها طوكيو، فرضت بكين حظراً على صادرات المعادن النادرة إلى اليابان.وكما يشير «داير»، ينبع موقف الصين في المنطقة من عوامل لا يمكن تغييرها، فلا يمكنها تغيير تاريخها كقوة إقليمية مهيمنة، تواصل تحذير جيرانها، ولا يمكنها تقليص حجمها، ولا تستطيع نقل موقعها، فهي محاطة بدول ناجحة وطموحة تعتبر أنه آن أوان نهضتها. ولفت الكاتب إلى أن ما يزيد الأمور تعقيداً هو تعدد الأصوات التي تشكل السياسة الخارجية للصين، فقادتها يواجهون مصالح قوية راسخة داخل «دولة الحزب الشيوعي»، إضافة إلى طبقة الضباط ذات النظرة العدوانية حول الشؤون العالمية، والرؤى القومية للطبقة المتوسطة الصاعدة. وبالطبع هناك انقسامات ملحوظة بين هذه الفصائل، ونظراً للطبيعة الغريبة لعملية اتخاذ القرارات في الحزب، يبدو مسلك بكين تآمرياً حتى عندما لا يكون كذلك. ورغم ذلك، يؤكد «داير» أن التحديات الجسام التي تواجهها الصين لا تضمن انتصاراً للولايات المتحدة في المنافسة؛ ذلك أنه في ضوء «القبضة الحديدية» التي تحكم الوضع الجيوسياسي في المنطقة، ستخسر واشنطن إذا حاولت تجنيد دول الجوار الصيني في محاولتها لاحتواء صعود بكين، وبدلاً من ذلك، على الولايات المتحدة أن تضع أجندة اقتصادية مقنعة على المدى الطويل تربط الاقتصاد الأميركي باقتصاد الشرق الأقصى.وإلى ذلك، فإن جمود المفاوضات بشأن الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ، يقول الكاتب، سيكون عقبة كبيرة أمام الجهود الأميركية لإثبات أن لديها ما تقدمه لآسيا أكثر من قواتها البحرية. ويؤكد داير تفاؤله بأن الولايات المتحدة ستنتصر في النهاية وستحتفظ بدورها كمركز للشؤون العالمية. وائل بدران الكتاب: عصر المنافسة المؤلف: جيوف داير الناشر: نوبف تاريخ النشر: 2014
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©