«شتاء كئيب» اقتصادياً يحل على «منطقة اليورو»

عواصم (وكالات) - تواجه “منطقة اليورو” شتاءاً “كئيباً” اقتصادياً، بحسب شركة المحاسبة والمراجعة الكبرى “ارنست آند يونج” أمس. وقدرت الشركة احتمال الدخول في كساد “متوسط الحدة” في النصف الأول من 2012 على ألا تزيد نسبة النمو الاقتصادي في العام كله عن 0,1%. كما ذكرت “أرنست آند يونج” أن نسبة البطالة في “منطقة اليورو” قد لا تنخفض عن 10% حتى عام 2015. وقالت “ارنست آند يونج”: “كانت الإصلاحات التي اتفق عليها في قمة 9 ديسمبر خطوة في الاتجاه الصحيح ويبدو رد الفعل إيجابياً إلى حد ما. إلا أن المستثمرين قلقون من التزام وقدرة حكومات دول اليورو على تطبيق الإصلاحات بسرعة”. من جانبه، أعرب رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) بن برنانكي عن “قلقه الشديد” من الأزمة الأوروبية، خلال لقاء مع أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ. وصرح السناتور اورين هاتش، عقب اللقاء،”أنه قلق جداً” و”قال إنه إذا لم ينجح الأوروبيون فإن ذلك سيطالنا”. وأضاف أن “انهيار المنطقة سيضر بنا”. والتقى برنانكي كتلة الجمهوريين في مجلس الشيوخ بناء على طلب من رئيسها لامار ألكسندر الذي أراد معرفة رأي رئيس البنك المركزي في ما يجري في أوروبا وانعكاساته على الولايات المتحدة. من جانبه، أعلن السناتور ليندسي جراهم “إننا جميعا قلقون”، موضحاً أن أعضاء مجلس الشيوخ سالوا برنانكي حول إمكانية مساهمة الأميركيين في “مساعدة الدول الأوروبية ومصارفها”. وأضاف أن برنانكي “قال (لا)، ليس لديه نية ولا صلاحية في القيام بذلك”. مضيفاً “لكنه قال بصراحة أن ما يجري في أوروبا قد يطال اقتصادنا”. واعلن السناتور بات تومي “دار بيننا نقاش قوي وكان من المفيد جدا ان يكون رئيس (الاحتياطي الفيدرالي) معنا”، مشيراً إلى تبادل “واسع” جدا حول “انعكاسات الوضع في أوروبا على الولايات المتحدة”. وقد اعرب العديد من أعضاء الكونجرس ولا سيما من الجمهوريين عن مخاوفهم من الانعكاسات المحتلمة للأزمة الأوروبية على الولايات المتحدة، كما اعربوا عن اهتمامهم بمشاركة أميركية محتملة في جهود مساعدة “منطقة اليورو”. إلى ذلك، قال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي إن زعماء الاتحاد من المتوقع أن يعقدوا قمة أخرى في بروكسل يومي السابع والثامن من فبراير في أعقاب دعوة من ألمانيا وفرنسا لاجتماع إضافي لبحث النمو والتنافسية وتوفير فرص عمل في أوروبا. وقال دبلوماسي أوروبي “لم يتأكد الأمر بعد لكنهم يتطلعون لعقد اجتماع يومي السابع والثامن من فبراير والدول الأعضاء تبدو موافقة على ذلك”. وتوصل زعماء الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم يومي الثامن والتاسع من ديسمبر إلى اتفاق مهم على وضع مسودة لاتفاقية جديدة لتكامل اقتصادي أكثر عمقاً في “منطقة اليورو”، غير أن بريطانيا رفضت الانضمام لها. والهدف هو استكمال الاتفاق الجديد بحلول مارس آذار المقبل لذلك قد يكون من الضروري عقد قمة أخرى قبل ذلك الموعد للإبقاء على قوة الدفع لتحقيق هذا الهدف بين زعماء الاتحاد. «ستاندارد آند بورز» تتوقع انكماشاً طفيفاً في أوروبا واشنطن (ا ف ب) - توقعت وكالة «ستاندارد آند بورز» للتصنيف الائتماني «انتعاشاً طفيفاً» في الولايات المتحدة و«انكماشاً طفيفاً» في «منطقة اليورو» خلال 2012، محذرة من أن المخاوف بشان ازمة الديون العامة ستستمر في تقييد اقتصاد هذه الدول. وذكرت الوكالة، في مذكرة حول «آفاق التسليف في العالم عام 2012» أمس، أن «انتعاشاً اقتصادياً طفيفاً سيتواصل على الأرجح في الولايات المتحدة فيما سيستمر انكماش طفيف في أوروبا». وتابعت أن «مشكلات الدين العام تلقي بثقلها على توقعات باهتة بشكل أساسي». ولم تورد «ستاندارد آند بورز» أرقاماً لكنها أفادت بأنها تقدر احتمال حصول انكماش في الولايات المتحدة بـ35% فيما تتوقع أن يخفض البنك المركزي الأوروبي سعر فائدته الرئيسية إلى 0,5% في نهاية السنة بالمقارنة مع 1% حالياً. وأوضحت أن «العجز عن تسوية مشكلة الديون العامة في أوروبا وفي الولايات المتحدة قد يتسبب بأزمة أعمق. وتبقى العقارات والوظائف ومعنويات المستهلكين المجالات الأكثر إثارة للمخاوف بالنسبة للاقتصادات المتطورة».