الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

ضعف «الوازع الديني».. وراء انتشار «الطلاق»

ضعف «الوازع الديني».. وراء انتشار «الطلاق»
26 ديسمبر 2014 03:08
العلماء: القيم «الدخيلة» تغزو مجتمعاتنا.. وأبناؤنا يحتاجون لفقه الزواج حسام محمد (القاهرة) جعل ديننا الإسلامي الطلاق في أضيق الحدود، وفي حالة استحالة العِشرة بين الزوجين، ومع ذلك تشير الأرقام إلى ارتفاع نسبة الطلاق في مجتمعاتنا العربية، لدرجة أن دراسة صدرت مؤخرا تؤكد تزايد حالات الطلاق بمعدل بلغ حالة طلاق كل 6 دقائق في المجتمع المصري، وحالة كل نصف ساعة في المملكة العربية السعودية - على سبيل المثال، وهي أرقام تثير القلق على مستقبل الترابط الأسري في مجتمعاتنا، الأمر الذي يطرح سؤالاً مهماً، وهو كيف نعالج تلك الظاهرة، ونعيد لمفهوم الأسرة المعنى الحقيقي؟ ظاهرة مقلقة يقول الدكتور صبري عبد الرؤوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: ظاهرة الطلاق تزايدت في مجتمعاتنا الإسلامية، لأن الأسرة المسلمة لم تعد تقوم بدورها التربوي في توعية أبنائها بأهمية تكوين الأسرة ودور الأب والأم، حيث انشغلت الأسرة في الهرولة خلف متطلبات الحياة المعاصرة، والسعي وراء المزيد من الرفاهية، ورغم أن تدليل الأبناء لا بأس به، ولكن لابد أن يكون بحدود، ولابد أن تسعى الأسرة المسلمة لتوعية أبنائها وبناتها بقيم وتعاليم الإسلام، وأن يكون الأب والأم قدوة للأبناء، بحيث تكون الأسرة قادرة على بناء جيل يتحمل المسؤولية، وعلى الأسرة أن تساعد شبابها على تحديد أهدافهم واستثمار وقتهم بشكل جيد يساعد في صقل شخصيتهم وتنميتها، مع البعد عن التدليل المفرط وخاصة الزواج المبكر، والبعد عن الاستهلاك الترفي، بحيث تتكون شخصية شبابنا بعيداً عن الماديات وطموحاتها غير المشروعة. ويشير إلى أننا لو أجرينا مسحاً لحالات الطلاق في مجتمعاتنا، فسوف نكتشف أن ضعف الوازع الديني أهم أسباب حدوث الخلافات التي تقود للطلاق، ففي ظل انتشار مغريات تهدد قيمنا وتعاليمنا، مثل الأفلام والبرامج الهابطة وغير الهادفة دخلت عادات وقيم غير إسلامية مجتمعاتنا، ما أثار الفتن والمشاكل بين الأزواج، وسبب زيادة الطلاق، وأهم وسائل مواجهة تلك الظاهرة تخصيص برامج لتثقيف الشباب والفتيات بمعنى تكوين الأسرة ودورها في بناء المجتمع الصالح، وخطورة الطلاق على الزوج والزوجة، ولابد أن نوضح للشباب أن الشارع الحكيم أكد أن الزواج والطلاق في الإسلام لهما حدود، ومن يتعد هذه الحدود يعد من الظالمين فمن الأهمية أن نربي أبناءنا على فقه الزواج، كما نعلمهم فقه الصلاة والوضوء والصيام. محاصرة الطلاق تقول الدكتورة عفاف النجار العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن محاصرة ظاهرة الطلاق تستلزم من الرجل والمرأة التحلي بأخلاق الإسلام ووقف أسباب الخلافات التي تظهر على سطح العلاقة الزوجية لأتفه الأسباب. وتضيف: أخاطب الزوجات اللاتي تتعرض حياتهن الزوجية لهزات أو خلافات أن يمنحن أنفسهن فرصة للتصالح وللنظر إلى عيوب الزوج بالنَّظارة التي تصغِّر ولا التي تضخم، وأن تدرك الزوجة أنها ستفعل ذلك من أجل نفسها ما دامت تنوي الاستمرار في الزواج، فمن الذكاء أن تحاول تجميل حياتها بقدر الإمكان، فالزوجة الذكية هي التي تستفيد من خلافاتها السابقة لبدء صفحة جديدة مع الزوج. وعلى الزوجة أيضا أن تحفز زوجها بلطف وبذكاء ليكون أكثر حناناً معها، وتشجيعه معنوياً على أي شيء يفعله مهما كان بسيطاً، والابتعاد عن التشنجات والصراخ ولغة الأوامر، ويجب التقرب إلى الله بالتودد إلى الزوج، وهذا التودد من صفات الحور العين، وهن نساء الجنة فلتحاول التشبه بهن بالقول وباللمسة الحانية وبحسن المظهر، وعلى الزوجة أن تقوم بذلك، وهي مقتنعة بأنها تستحق حياة زوجية أفضل لتفوز بثواب الزوجة الصالحة، كما أن الله أمرها بحسن التعامل مع الزوج فديننا دين الإيجابية الجميلة، فإذا لم تستطع الوصول إلى السعادة التي تحلم بها، فمن الذكاء تقليل أسباب الشقاق إلى أقل درجة. دوام الزواج ويقول الدكتور نبيل غنايم أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة، إن ارتفاع معدلات الطلاق سببه الرئيس عدم توعية الزوج والزوجة الشابين دينياً، فكل منهما لديه صورة عن الزواج تخالف أحكام الإسلام، وهو ما يؤدي إلى تفشي الخلافات بينهما بشكل مبالغ فيه يؤدي في النهاية للجوء للطلاق كحل يرونه مناسبا لتلك الخلافات رغم أن الإسلام حين شرع الزواج وضع الضوابط التي تمنع وقوع الطلاق، حيث حرصت الشريعة على أن يكون الزواج قائما على المودة والرحمة وحسن العشرة فيقول الله تعالي: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة» وهنا يوضح الشارع الحكيم أهم مقومات الزواج الناجح، وهو حسن اختيار كل من الزوجين لصاحبه وهنا يوصي النبي صلى الله عليه وسلم الشباب المقبل على الزواج، «تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك» ويقول أيضاً: «الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة»، وهنا لابد أن نتوقف قليلا، فالشباب عندما يلجأون لاختيار المرأة الصالحة ديناً وخلقاً سوف يختفي الكثير من الظواهر الاجتماعية السلبية التي انتشرت بين فتياتنا وشبابنا مثل التبرج، وعدم الالتزام بالزي الشرعي، وهرولة الفتيات وراء ما يسمى الموضة. صاحب الدين ويضيف: على كل أسرة لديها فتاة في سن الزواج أن تتريث، بحيث تختار صاحب الدين وصاحب الخلق، وفي هذا يقول صلى الله عليه وسلم: «إن جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير» فلو كل أسرة اختارت لابنتها زوجا صاحب دين وخلق يلتزم بشرع الله، وهو يعامل زوجته سيؤدي ذلك دون شك لاختفاء الكثير من أسباب الطلاق، وقد شرع الإسلام «الخطوبة» حتى يعرف الخطيبان طباع بعضهما قبل الزواج، بحيث يرى الرجل فيها شريكة حياته، وترى المرأة شريك حياتها قبل العقد حتى يطمئن كل منهما إلى أن في الآخر ما يرغبه في التزوج به والحياة الطويلة معه، فعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال، خطبت امرأة فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم «هل نظرت إليها، قلت لا قال أنظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما»، وعن جابر رضي الله قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل» قال جابر فخطبت جارية، فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها وتزوجها فتزوجتها»، وكذلك المرأة من حقها أن تنظر إلى من يتقدم لزواجها ولها كامل الحق والحرية في اختيار شريك حياتها دون ضغط أو إكراه من أحد، ففي حديث أبي هريرة رضي الله أن النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال: «لا تنكح الأيم حتى‏ ‏تستأمر، ‏‏ولا تنكح البكر حتى تستأذن قالوا يا رسول الله وكيف إذنها قال أن تسكت». وقد حدث زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، كما روت عائشة أم المؤمنين رضي الله أنه جاءت فتاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت يا رسول الله: إن أبي زوجني ابن أخيه ليرفع بي خسيسته فجعل النبي صلى الله عليه وسلم الأمر إليها قالت: «فإني أجزت ما صنع أبي» ولكن أرادت أن تعلم النساء أن ليس للآباء من الأمر شيء، وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية عند الخطبة والزواج أهم أسباب دوام هذا الزواج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©