السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

في ذكرى المولد النبوي الشريف

في ذكرى المولد النبوي الشريف
26 ديسمبر 2014 03:06
يعيش المسلمون الآن في ظلال أيامٍ مباركة من شهر ربيع الأول، يتفيَّأون ظلالها، ويتعلمون من دروسها وعظاتها، فما أفضل هذه الأيام! إنها ذكرى ميلاد الرحمة المهداة والنعمة المسداة والسراج المنير سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي أرسله ربه رحمة للعالمين كما جاء في قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }(سورة الأنبياء الآية (107)، ومن المعلوم أن رسولنا – صلى الله عليه وسلم – قدْ دعا الناس للعبادة فكان أعبد الناس، ودعاهم إلى مكارم الأخلاق فكان – عليه الصلاة والسلام - أسمى الناس، كما وصفه ربه في قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (سورة القلم الآية (4). وعندما يهلّ هلال شهر ربيع الأول في كل عام، يتذكر المسلمون ميلاد حبيبهم ورسولهم محمد – صلى الله عليه وسلم- فهو رسول البشرية بأسرها، ومثال الإنسانية في أتمّ صورها، وهو رحمة الله للعالمين وخاتم النبيين، فمولده - صلى الله عليه وسلم - كان إيذاناً بالنور الساطع الذي بَدَّدَ ظلمات الجاهلية وعبادة الأصنام، كما قال تعالى: {قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ}(سورة المائدة الآية (15). لقد كان العالم كلّه بأمسِّ الحاجة إلى مُصلح ومُنقذ، ذي همة عالية، وعزيمة ماضية، فجاء محمد – صلى الله عليه وسلم - فكان القائد الإنساني الذي تتطلع إليه البشرية ليكون منقذاً لهم، من شقاء الجاهلية وضلال الوثنية، ومُخرجاً لهم من الظلمات إلى النور. استطاع نبينا – صلى الله عليه وسلم – سبحانه وتعالى أن يقضي على مظاهر الشرك والطغيان، فحرم بأمر الله القتل والزنا والخمر وكل المنكرات، وزلزل العروش العاتية، وكان – عليه الصلاة والسلام- يُبَشّر بقيام دولة عادلة وأمة راشدة هي خير الأمم التي أُخرجت للناس. محبة النبي من الآيات الدالة على وجوب محبة الرسول – صلى الله عليه وسلم – قوله تعالى : {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رحيمٌ }(سورة آل عمران الآية (31). يقول العلامة ابن كثير – رحمه الله-: [هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر، حتى يتَّبع الشرع المحمدي، والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»، ولهذا قال: {إِنْ كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّه}، أي يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه، وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول. فديننا الإسلامي يوجب علينا حبّ رسولنا – صلى الله عليه وسلم -: أليس هو النبي الذي رفع الله ذكره، كما في قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} سورة الشرح الآية (4). أليس هو الذي قرن الله طاعته بطاعته، فقال تعالى: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ} سورة النساء الآية (80). أليس هو الذي قرن الله محبته بالسير على هديه، فقال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} سورة آل عمران الآية (31). أليس هو الذي أمر الله المؤمنين بالصلاة والسلام عليه، فقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (سورة الأحزاب الآية (56). الصــلاة على النبي أمرنا الله سبحانه وتعالى بالصلاة على رسولنا محمد – صلى الله عليه وسلم- كما جاء في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} سورة الأحزاب الآية (56)، لأن الإكثار من الصلاة والسلام عليه قربة من أعظم القربات، كما أنه علامة على محبة العبد للنبي، فقد حثَّ نبينا – صلى الله عليه وسلم – على وجوب الصلاة والسلام عليه كلّما ذُكر، حيث وردت عدة أحاديث شريفة تؤكد ذلك، منها: قوله – صلى الله عليه وسلم -: (رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ) (مسلم)، وقوله – صلى الله عليه وسلم -: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاةً) (الترمذي)، كما وردت عدة أحاديث تبين فضل الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله منها: ما رُوي عن أنس بن مالك – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (مَنْ صلَّى عليَّ صلاة واحدة صلَّى الله عليه عَشْر صلوات وحطَّ عنه عَشْر خطيئات ورُفِعَتْ له عَشْر درجات) (أخرجه أحمد).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©