الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«سوربون أبوظبي» تعقد ندوة لـ «جيل ليبوفتسكي» حول التحولات الثقافية والعولمة

«سوربون أبوظبي» تعقد ندوة لـ «جيل ليبوفتسكي» حول التحولات الثقافية والعولمة
15 ديسمبر 2013 00:01
أبوظبي (الاتحاد)- استضافت جامعة باريس - السوربون أبوظبي، الفيلسوف الفرنسي الشهير جيل ليبوفتسكي المعروف بأعماله عن العولمة، والموضة، والمرأة، والجمال، وذلك في ندوة بعنوان “التحولات الثقافية في عالم العولمة” تحدث خلالها عن كتبه “المرأة الثالثة” و”شاشة العالم”، و”السعادة المتناقضة”، وكيف أصبح العالم خاضعاً لمفهوم “السلعة”. وعبر ليبوفتسكي، عن سعادته وفخره لوجوده في دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكداً على أن المتابع لتجربة دولة الإمارات، يدرك أنها تجربة فريدة جعلتها واحة للتسامح والتعايش بين مختلف الجنسيات والعرقيات، في ظل الجهود التي يبذلها قادة هذا البلد، لسعادة وراحة مواطنيها والمقيمين على أرضها. واوضح ليبوفتسكي، خلال الندوة التي حضرها عدد من الكتّاب والمثقفين وطلبة الجامعة، أن المرحلة الحالية التي يعيشها العالم هي مرحلة جديدة من الرأسمالية، هي “مرحلة الاستهلاك المالي” أو “مجتمعات الافراط في الاستهلاك”، و “السعادة المتناقضة”، وتعد نموذجا جديدا للأفراد المستهلكين، حيث أصبحت المرجعيات الأساسية المتحدة من أبناء المجتمعات الاستهلاكية الجديدة للبحث عن “الرفاهية” و”السعادة” عبر المشتريات والعلامات التجارية الكبيرة وولوج علم الاتصالات المباشرة في ظل الثورة المعلوماتية وشبكات الانترنت. حيث إن “ذهنية الاستهلاك” أصبحت أحد المكونات الأساسية في حقل الثقافة. واشار ليبوفتسكي، إلى أن تنوع المنتوجات الجديدة يتيح للمستهلكين إثراء أنماط حياتهم ومضاعفة الهويات التي ينتمون لها، خاصة أن استيعاب معايير الاستهلاك له بعض الجوانب الإيجابية، مشيراً إلى أن البشر اصبحوا أكثر واقعية وأكثر إحساسا بمسؤوليتهم حيال حياتهم ومصيرهم وإن كانوا أقل “رومانسية”، على العكس ممن يفرطون في شهيتهم الاستهلاكية ويكونون مجتمع هش لا يمتلك إمكانيات المشاركة والانخراط في الموجة الاستهلاكية العالية. وتحدث المفكر الفرنسي عن مبدأ الشاشة، ومدى توفرها في كل مكان للقراءة، وكذلك مدى تأثيرها عليه لكونها اختراعا حديثا حيث لم تكن هناك شاشة قبل السينما، لكونها أصبحت ضخمة في الخمسينيات في هوليوود، ثم أتي ما هو أوسع منها انتشارا، وهو التليفزيون، مشيراً إلى أن مرحلة شاشة الإنترنت؛ تعتبر مرحلة جديدة من مراحل الشاشات غيرت من الأوضاع، حيث مكنت المتلقي ليستطيع الرد والتفاعل مع الوسيلة وهو ما لم يحدث سابقاً عبر جميع مراحل التاريخ. كما تحدث ليبوفتسكي عن السينما في الخمسينيات والستينيات من حيث كونها وسيلة الترفيه الأولى، أما الآن فقد احتلت هذا الموقع مواقع اليوتيوب وألعاب الفيديو، وصار الشباب يفضلون الإنترنت علي التليفزيون، كذلك لم تعد السينما تحتل مكانة مركزية، ولم تعد تتحكم في الأوضاع، لكن “ليبوفتسكي” يري أن السينما لاتزال قادرة علي الانتصار؛ حيث قدمت للعالم نحو ثلاثة أقطاب: العرض الرائع، العرض الترفيهي، والنجوم. من ناحية أخري يرى ليبوفتسكي أن مكان المرأة في الستينيات والسبعينيات كان مكاناً “أعزل”، ونظرة الرجل كانت هي أصل المشكلة، لكن بعد حصول المرأة علي استقلاليتها وتحكم المرأة بمصيرها فرض منظور جديد ومهم في تاريخ الإنسانية. من جانبه وصف مدير جامعة باريس - السوربون أبوظبي، إيرك فواش، جيل ليبوفتسكي، بأنه فيلسوف التفصيلات الصغيرة في الدلالة على الطبقة الإنسانية ومدى التغير في الوجود الانساني لجهة الميول والرغبات والبناء الاجتماعي والتحول في كل الأفكار الصلبة والمستقرة، فهو المنشغل بالأمور الاجتماعية وبالنزعة الفردية ونزعات الموضة والاستهلاك المفرط في المجتمع الرأسمالي مع تزايد مفرط لحرية الأفراد وفقدان السيطرة على السيطرة نفسها، الى عالم “المرأة الثالثة” والماركات الصناعية المتجددة و”السعادة المفارقة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©