لكبيرة التونسي (أبوظبي)
بلهفة وشوق ينتظر الحضور دخول العروس، لكن سرعان ما سادت سحابة سوداء من العويل والصراخ والبكاء، وظهر نعش تحمله أربع سيدات على رؤوسهن، كادت ليلة العمر أن تنقلب إلى مأتم، ولكن سرعان ما وضعت النساء الصندوق من على رؤوسهن وفتحنه، لتخرج العروس في أبهى حلتها، وكانت هذه الأخيرة تريد محاكاة القصة الأسطورة للأميرة النائمة. ربما هذا المشهد الدرامي لم يرق الكثيرين واعتبرنه نذير شؤم، بينما رأت فيه العروس نوعاً من الإبهار والإبداع والغرابة، حيث قررت أن تبقي ليلة زواجها مرسومة في الأذهان بفكرة إبداعية غير مسبوقة.
ذكريات الزفافتحاول كل عروس، أن ترسم ذكريات ليلة زفافها لتظل منبع السعادة على مر السنين، سواء من خلال الفستان، أو نوع الضيافة إلى شكل الحفلة وطريقة دخول موكب العروس إلى القاعة، ويصل الحال ببعض العرائس إلى ابتكار طرق مميزة لتتفرد وتتميز عن غيرها، حيث تنهمك العروس خلال الإعداد لحفل الزفاف، بالتخطيط وبانتقاء التفاصيل بدقة، لتخليد فرحتها مع العائلة والأصدقاء بأبهى صورة.
هي تستعد لليلة عمرها، لذا تحرص أن تكون رائعة ومليئة بالمفاجآت الفريدة التي تجعل زفافها معبراً وغير مسبوق. ومن هذا الباب، يكاد يجمع أصحاب شركات تنظيم حفلات الزفاف على أن اهتمام العروس بالتفاصيل، لا يجاريها فيه أحد حتى العريس نفسه، لكن تبقى هناك بعض الاستثناءات، بحيث يرغب بعض العرسان وهم قلة، لكن العرائس يرغبن دائماً في ابتكار أفكار إبداعية تجعل من حفل الزفاف ذكرى لا تنسى، مهما كلفت تلك الطلبات المزيد من الأموال.
يقول عمر مرعب صاحب شركة «رويال ماسكريد»: «في أغلب المواقف تبقى العروس هي من تهتم بالتفاصيل وإدخال عنصر التشويق والدهشة في حفل عرسها، وعليه تحرص على إضفاء التفاصيل الدقيقة، التي تتعلق بالضيافة ولون أثاث قاعة الحفل، وأنواع الطعام المقدمة وترتيب دخول المدعوين وأماكن جلوسهم، وموعد بث أغان معينة، في حال لم يكن هناك مطرب أو فرقة استعراضية».
ويوافقه الرأي رامي ماهر صاحب شركة «المجلس للمناسبات»، مؤكداً أن جميع الفتيات المقبلات على الزواج، يرغبن بأن تكون ليلة عرسهن متفردة وغير مكررة، موضحاً أن الجيل الجديد من الشباب، أصبح أيضاً يهتم بالتفاصيل الدقيقة، في حين تبقى البنات أكثر طلباً للأشياء الغرائبية والمتميزة، منها مثلاً كتابة لوغو معين على الشموع وملأ القاعة بالورود الحقيقة تحت الزجاج، ومن أغرب الأشياء التي طلبتها إحدى العرائس، زفة على الطريقة البريطانية، بحيث تدخل العروس بالزي الفكتوري يرافقها عزف بالكمان، وهناك من يرغب في أن يجعل قاعة الحفل عبارة عن أدغال أو حديقة.
ديكور المسرحأما إبراهيم الأمين صاحب شركة «الضيافة والمناسبات»، الذي يعمل في مجال توفير الخدمات وكوش الأعراس، قال بأن لكل عروسة شروطاً معينة ورؤية مختلفة عن الأخرى في تجهيز عرسها، مشيراً أن العروسة تتدخل في جميع التفاصيل، كما تشارك أصحاب شركات الضيافة والكوش في رسم بعض الأفكار الإبداعية، منوهاً إلى أن ديكور قاعة العرس وخاصة الكوشة يعتبر بمثابة ديكور المسرح، لافتاً إلى أن هناك من تطلب أن يكون عرسها عبارة عن قصة تاريخية، أو حكاية تشبه الأساطير، وهناك من تحب أن تدخل على صهوة جواد.
أما عن الذكريات التي يحتفظ بها، قصة عروس طلبت أن تدخل إلى قاعة العرس وكأنها حورية بحر مدفوعة بالأمواج لتطل على المدعوين من وسط محارة كبيرة، ويشير إبراهيم أنه يكون سعيداً جداً بتحقيق مثل هذه الأفكار الغرائبية التي تضفي على حفلات الزفاف نوعاً من الإدهاش، مؤكداً أنه يبذل قصارى جهده لتحقيق حلم كل عروسة يوم زفافها، وتجسيد كل الأفكار التي تطلبها العروس.
ديكور من الطناجر
بهاء مارسيل صاحب شركة «يولو للحفلات»، يقول إن بنات هذا العصر يملن دائماً للأشياء المدهشة وخاصة ليلة الزفاف التي يعتبرنها حلم عمرهن، ويرغبن دائماً في جعلها أفضل حفلة على الإطلاق، مشيراً أن جميع الكوش والحفلات التي ينظمها هي من مواد معاد تدويرها، ويضيف موضحاً: «نسعى لأن نجعل من هذه الأشياء أجمل وأبهى الكوش وديكورات الحدائق التي تقام بها حفلات الزفاف، وهذا يروق للكثيرات من العرائس، كما أننا نترك المجال مفتوحاً لصاحبة الحدث، لتشاركنا أفكارها الإبداعية، حيث نقيم جلسة عصف ذهني، ونخطط معاً لنصل إلى نقطة ترضي الزبونة وتحقق لها ما تتطلع إليه، وفي غالب الأحيان تكون هذه الأشياء من وحي خيال العروسة نطبقها على أرض الواقع بمساعدتها».ومن الأشياء الغريبة والمتفردة التي تطلبها بعض العرائس يقول مارسيل: «باستطاعتنا تلبية جميع طلبات الشباب من بداية الحفل إلى نهايته، سواء بتنسيق الزهور وتجهيز قاعة الحفل الكوش وممر العروس وتصميم الحفل، فنحن هنا لنضفي السعادة على كل عروس ليلة زفافها، ومن الأشياء الغريبة والمختلفة التي طلبتها إحدى الشبابات ليلة زفافها: «كوشة من دون ورود، بينما طلبت أن يكون ديكور صالة العرس من الطناجر، بالإضافة للفرق التي تحيي الحفل».
عدد اليوم
