ألاسكا- د ب أ: هددت اليابان بالانسحاب من اللجنة الدولية لصيد الحيتان وتشكيل لجنة منفصلة بعدما اضطرت لسحب اقتراحها بخصوص السماح للصيادين اليابانيين بعمليات صيد محدودة للحيتان قرب الشواطئ نظرا لأن هذا الاقتراح كان سيقابل بالرفض، وفي مواجهة المعارضة القوية من الدول الرافضة لصيد الحيتان خلال الاجتماع السنوي للجنة في مدينة أنكوراج بألاسكا سحبت اليابان اقتراحها قبيل انتهاء الاجتماع المنعقد على مدار أربعة أيام بعد التأكد من عدم نجاحها في تمريره·
وذكرت وكالة أنباء ''جيجي برس'' أن اليابان انتقدت موقف أغلبية أعضاء اللجنة ووصفته بأنه خلل رمزي في وظيفة اللجنة كما أنه يعكس ''ازدواجا في المعايير'' حيث إن اللجنة ذاتها وافقت على صيد الحيتان بصورة محدودة على يد السكان الأصليين في ألاسكا وجرينلاند وروسيا·
ولم يكن هذا الموقف الوحيد الذي مثل هزيمة لليابان أمام اجتماع اللجنة بعد أن أدانت اللجنة يوم الأربعاء الماضي صيد اليابان للحيتان لإجراء بحوث علمية، ويقول منتقدو هذه النوعية من أعمال الصيد إن تلك البحوث لا قيمة علمية لها وأنها تجرى لأسباب تجارية فقط·
وكانت الدول المعارضة لصيد الحيتان قد حققت نصرا معنويا أمس الأول في أخر أيام الاجتماع السنوي للجنة الدولية لصيد الحيتان بعد التصويت بأغلبية كبيرة على الإبقاء على الحظر المفروض على الصيد التجاري للحيتان في مختلف أنحاء العالم، وخرج التصويت الذي أجري في ختام الاجتماع السنوي للجنة الدولية لصيد الحيتان في مدينة أنكوراج بآلاسكا بتأييد 37 صوتا مقابل رفض أربعة بعد أن قاطعت الدول المؤيدة لصيد الحيتان المشاركة فيه بعد أن صارت هزيمتهم الوشيكة واضحة·
كما استبعد التصويت قرارا دعمته الدول المؤيدة لصيد الحيتان خلال اجتماع العام الماضي، وكان إعلان سانت كيتس ونيفيس وهو الاسم الذي أطلق على اجتماع عام 2006 قد وصف الحظر المفروض منذ 21 عاما على صيد الحيتان بأنه غير ضروري وقال إن مهمة اللجنة يجب أن تتغير من حماية الحيتان إلى تنظيم عملية الصيد التجاري للحيتان· ولم يكن القرار على الرغم من ذلك ملزما لأنه أقر بأغلبية 33 مقابل رفض 32 وبالتالي لم يصل إلى أغلبية الثلاثة أرباع المطلوبة لإصدار قرار ملزم، أما قرار أمس الأول الذي لم يحقق أيضا الأغلبية المطلوبة فقد أعلن أن التعليق الحالي المفروض على صيد الحيتان مهم وضروري لحماية هذه الحيوانات الثديية البحرية·
وتحت ضغوط من الدول المعارضة لصيد الحيتان سحبت اليابان قبل وقت قصير من نهاية الاجتماع مشروع قرار تعرض لانتقادات شديدة يدعو للسماح لسكان المناطق الساحلية اليابانية بصيد الحيتان، وجادلت اليابان التي تقتل معظم حيتان العالم من أجل ما تسميه أغراض البحث العلمي بأن مثل هذا التصريح لن يكون مختلفا عن منح السكان الأصليين في ألاسكا وجرينلاند وروسيا إذنا بصيد عدد محدود من الحيتان لأسباب الرزق ولأسباب ثقافية·
ولكن منتقدي هذا القرار الذين تجاوز عددهم مؤيديه ردوا على ذلك بأن مستويات المعيشة في المناطق الساحلية اليابانية تصعب مقارنتها بتلك مجتمعات السكان الأصليين التي أيدت اللجنة هذا الأسبوع حقها في استمرار عمليات الصيد·· وكانت اللجنة الدولية لصيد الحيتان رفضت اقتراحا برازيليا-أرجنتينيا بإنشاء محمية طبيعية للحيتان في جنوب المحيط الاطلسي· ووافقت 39 دولة من بين الدول الاعضاء في اللجنة وعددها 76 على إنشاء المحمية في المحيط الاطلسي جنوب خط الاستواء لتمتد بين الساحل الشرقي لامريكا الجنوبية والساحل الغربي لافريقيا· ويقل ذلك عن أغلبية الثلاثة أرباع اللازمة لإقرار مثل هذه المقترحات في اللجنة الدولية لصيد الحيتان·
وأعربت البرازيل عن أسفها لعدم تأييد المزيد من الدول النامية للدعوة التي أطلقتها أميركا الجنوبية قائلة إن إنشاء محمية طبيعية للحيتان من شأنه تشجيع ودعم أنشطة مراقبة الحيتان التي تؤثر إيجابا على الاقتصاد· يذكر أنه توجد حاليا محميتان طبيعيتان للحيتان في المحيط الهندي وفي قارة أنتاركتيكا الواقعة حول القطب الجنوبي·
عدد اليوم
