أمطار غزيرة وعواصف رعدية على إمارات الدولة

هطلت يوم أمس أمطار تراوحت بين متوسطة وغزيرة على مختلف المناطق في الدولة بعد أن ساد طقس مغبر خلال اليومين الماضين نشطت خلالها الرياح المحملة بالرمال الناعمة والأتربة على مختلف مدن المنطقة الغربية. وقد اضطرت سلطات الطيران المدني في دبي إلى تحويل 10 رحلات جوية من مطار دبي الدولي إلى مطارات بديلة من بينها مطاري أبوظبي والبحرين بسبب العواصف الرعدية والأمطار الغزيرة التي هطلت على دبي مساء أمس. وشهدت مناطق متفرقة من مدينة أبوظبي مساء أمس تساقط أمطار غزيرة صاحبها رياح شديدة وبرق ورعد. وذكر المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل أن مدينتي خليفة “أ” وخليفة “ب” ومنطقة مصفح والختم الشمالي والفاية والسمحة والرحبة شهدت كذلك أمطاراً تراوحت بين المتوسطة والغزيرة وصاحبها برق ورعد ورياح، فيما هطلت الأمطار على جنوب العين والعراد والوجن وعلى مناطق متفرقة من العين وما حولها. وأوضح المركز أن هذه الأمطار الغزيرة كانت نتيجة لامتداد كتلة هوائية باردة في طبقات الجو العليا صادف التقاؤها مع كتلة هوائية دافئة رطبة من الجنوب الشرقي في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي أدت إلى حدوث حالة من عدم الاستقرار. وتوقع المركز أن تتكرر هذه الحالة مساء غد الاثنين وتستمر حتى ظهر الثلاثاء وهطول مزيد من الأمطار. وأضاف أن السحب الركامية تشكلت على المناطق الشمالية الداخلية من فلج المعلا والمنامة صاحبتها سقوط أمطار متوسطة بعد ظهر اليوم ثم بدأت سحب أخرى بالتكون على مناطق الختم الجنوبي والمنطقة الجنوبية من العين حتى منطقة القوع، فيما تحركت السحب على الشمال إلى المناطق الشرقية على شمال خور حيث هطلت أمطار على الضدنة وصلت إلى 9,8 مليمتر وعلى مسافي 6,4 مليمتر. وطالب المركز الجمهور بالابتعاد من مناطق تجمع مياه الأمطار وجريان الأودية والسيول وتوخي الحيطة والحذر في الطرقات خاصة في بداية حدوث أمطار. واستمر أمس تأثير الأجواء المغبرة على مختلف مناطق الدولة والتي أدت إلى تدني الرؤية الأفقية في مناطق مختلفة من الدولة وتحديداً في إمارتي أبوظبي ودبي، حيث تدنت الرؤية في المنهاد إلى ألف متر، فيما تدنت في مطار أبوظبي إلى 400 متر. ووصلت سرعة الرياح أمس 75 كم في الساعة. وكان الطقس أمس مغبراً بشكل عام، وغائما جزئيا على بعض المناطق خاصة الشمالية والشرقية، مع فرصة لأمطار خفيفة. وتأثرت الدولة أمس برياح جنوبية نشطة السرعة بشكل عام مثيرة للغبار والأتربة، ما أدى إلى تدني مدى الرؤية الأفقية على مناطق متفرقة خاصة الغربية والداخلية منها. كما تأثرت الدولة أمس برياح جنوبية شرقية في المناطق الساحلية، فيما تأثرت المناطق الداخلية والجبلية برياح جنوبية شرقية إلى جنوبية غربية. وتراوحت سرعة الرياح أمس بين 5 – 8 عقد، ووصلت في المناطق الجبلية والساحلية سرعتها إلى 13 عقدة. وبلغت درجات الحرارة العظمى أمس في المناطق الداخلية 38 درجة مئوية، والصغرى كانت 14- 22 درجة، فيما كانت العظمى في المناطق الساحلية 35 درجة والصغرى من17- 22 درجة، وفي المناطق الجبلية بلغت العظمى 28 درجة مئوية، والصغرى بين 15 - 20 درجة مئوية. فيما وصلت درجات الرطوبة العظمى في المناطق الساحلية 90 درجة مئوية، وفي المناطق الداخلية بلغت 80 درجة مئوية، فيما سجلت الرطوبة في المناطق الجبلية 70 درجة مئوية. العين وفي العين، هطلت على العين وبعض المناطق المجاورة مساء أمس أمطار تراوحت بين خفيفة ومتوسطة مصحوبة برعد وبرق وارتفاع في درجة الحرارة في أعقاب موجة من الرياح القوية اجتاحت هذه المناطق واستمرت طوال يوم أمس. وكانت منطقة الوقن (80 كيلومتراً) إلى الجنوب من المدينة وبعض المناطق المجاورة شهدت قبيل المغرب هطول أمطار تراوحت بين خفيفة و متوسطة امتدت تدريجياً بمرور الوقت إلى بعض المناطق الغربية كالساد واليحر والسلامات والمرخانية والجيمي وعشارج والطوية وغيرها من المناطق المحيطة بوسط المدينة. كما شهدت مساء أمس مناطق العشوش وحرز ومناطق المزارع الواقعة في محيط سويحان سقوط أمطار غزيرة وحبات برد كبيرة. وشهدت المنطقة الغربية هطولا مطرياً ساهم في تهدئة الجو المغبر الذي شهدته المنطقة في الأيام الماضية. وأدت الرياح الشديدة التي هبت على العين والمناطق المجاورة لها أمس إلى تراكم الرمال على بعض الشوارع والطرقات الخارجية، خاصة طريق الوقن ـ القوع حيث عرقلت الرمال التي تراكمت بكثافة على الطريق حركة السير والمرور بنسبة 70 % ما أدى إلى وقوع بعض الحوادث المرورية أسفرت عن إصابة شخص واحد بإصابات بسيطة بحسب مصادر غرفة العمليات في العين. وأوضح سعيد الكعبي مدير مكتب الطوارئ في بلدية العين انه إلى جانب طريق الوقن ـ القوع فإن الرمال الزاحفة بسبب الرياح القوية أثرت كذلك على حركة السير والمرور على طريق الشاحنات باتجاه منطقة الخزنة، لافتاً إلى أن كافة الأجهزة والإدارات المعنية في البلدية تقف الآن على أهبة الاستعداد للتعامل مع أية مستجدات تترتب على سوء الأحوال الجوية بما يحقق كل ضمانات السلامة اللازمة لأفراد الجمهور. وأضاف مدير مكتب الطوارئ في العين انه وبتعليمات ومتابعة مباشرة من الدكتور مطر محمد النعيمي مدير عام بلدية العين تم إعلان حالة الاستنفار بالتعاون والتنسيق مع كافة الأجهزة الأخرى المعنية بما في ذلك الشركات المتعهدة حيث تم في هذا السياق تحريك فرق الطوارئ المجهزة بأسطول المعدات الثقيلة باتجاه طريقي القوع والشاحنات لإزالة الرمال المتراكمة وفتح الطريق أمام حركة السير وتأمين حركة السيارات منعا لوقوع أية حوادث. وأشار الكعبي إلى أن الرياح التي هبت على المدينة منذ مساء أمس الأول أدت وحتى ظهر أمس إلى سقوط عدد محدود جدا من الأشجار في بعض المناطق التي تأثرت أكثر من غيرها بالرياح وقامت فرق الطوارئ على الفور بإزالتها حتى لا تؤثر على حركة السيارات والمشاة، لافتا إلى أن المكتب اتخذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة لمواجهة أية تداعيات قد تترتب على سوء الأحوال الجوية في الساعات القادمة بما في ذلك سقوط الأمطار حسب توقعات المركز الوطني للأرصاد الجوية. الإمارات الشمالية وشهدت مناطق متفرقة من إمارتي دبي والشارقة مساء أمس أمطاراً رعدية غزيرة في أغلب الأحيان ورياحاً شديدة، صاحبها سقوط البرَد على بعض المناطق وبرق ورعد. وحذرت إدارات الدفاع المدني السائقين أثناء القيادة خاصة في المناطق المكشوفة، وشهد بعض الشوارع تراكم كميات كبيرة من المياه، وقامت السيارات التابعة للبلدية بسحب المياه، لتسهيل حركة المرور. وقال إبراهيم الجروان خبير الأرصاد الجوية مدير عام القبة السماوية بالشارقة: إن الدولة تأثرت بكتلة هوائية باردة في طبقات الجو العليا مع امتداد رياح جنوبية شرقية رطبة المصدر في الطبقات الدنيا، أدت إلى حدوث حالة من عدم الاستقرار الجوي وتراكم السحب وتزايدها على مناطق متفرقة من الدولة في ساعات المساء والليل، مصحوبة بسقوط أمطار غزيرة ورعدية أحياناً خاصة في ساعات متأخرة من الليل. وأضاف أنه من المتوقع أن تستمر حالة عدم الاستقرار في الأجواء حتى غد الاثنين، ليستمر الطقس ماطراً بوجه عام ويكون البحر مضطرباً من وقت إلى آخر طيلة هذه الفترة، ثم يتحول الطقس تدريجياً إلى غائم جزئياً في ساعات الليل من يوم الثلاثاء. وأكد الجروان أن مصدر الأمطار سحب تراكمية توثر على المنطقة، قادمة من بحر قزوين تؤثر في جنوب الخليج العربي في الإمارات وعمان اليوم وغداً، تتبعها مساء الثلاثاء أو الأربعاء موجة أخرى عبارة عن كتلة قادمة من شمال الخليج والكويت والعراق وبلاد الشام. وقال إن البلاد شهدت ارتفاعاً في درجات الحرارة وصل في بعض الأحيان لأكثر من 37 درجة، وهي درجات لا يتم تسجيلها عادة في هذه الفترات من العام. وشهدت العديد من مناطق رأس الخيمة مساء أمس سقوط أمطار رعدية غزيرة أدت إلى جريان الأودية والشعاب في المناطق الشمالية والوسطى وتضررت بعض المساكن القديمة في الشعبيات واعلنت شرطة رأس الخيمة الطوارئ لمواجهة الموقف. وتراجعت درجات الحرارة بصورة ملحوظة في أنحاء الإمارة، فيما توقعت مصادر الأرصاد استمرار هطول الأمطار على المناطق الشمالية خلال الساعات المقبلة مع ازدياد سرعة الرياح. وشهدت الفجيرة والساحل الشرقي أمطاراً متفرقة، تراوحت بين الخفيفة والمتوسطة ابتداءً من صباح أمس، واستمرت بشكل متقطع طوال اليوم. وقال السكان إن الأمطار كانت متقطعة، وشوهدت على امتداد الساحل ابتداءً من كلباء ووصولاً إلى دبا، وظلت السماء ملبدة بالغيوم طوال النهار، وقد أدت هذه الأمطار إلى انخفاض درجات الحرارة، وتحسن أحوال الطقس وانخفاض درجات الحرارة. وفي أم القيوين وعجمان، هطلت مساء أمس أمطار غزيرة على إمارة أم القيوين والمناطق التابعة لها، صاحبتها رعد وبرق، وأدت غزارة الأمطار إلى تسربها داخل بعض المنازل، وانقطاع الكهرباء عنها. واستمر هطول الأمطار التي تراوحت ما بين متوسطة وغزيرة على الإمارة حتى الساعات الأخيرة من الليل، مع توقعات استمرارها اليوم، نظراً لوجود الغيوم الكثيفة في السماء. كما أدى هطول الأمطار إلى تجمعات كبيرة من المياه بين الطرقات والأحياء السكنية في أم القيوين. وعبر الأهالي عن فرحتهم بالأمطار التي أدت إلى تحسن الأحوال الجوية، وقال المواطن أنور عبدالله” لقد صادف هطول هذه الأمطار وتحسن أحول الطقس إجازة نهاية الأسبوع، مما أدى إلى خروج معظم الأسر إلى البر للاستمتاع بالأمطار الخفيفة ومنظر الغيوم على الجبال”. وقال راشد الصريدي “لقد جاءت أمطار هذا الأسبوع لتروي الأرض والزرع والإنسان، ولتعزز ما نتج عن هطول الأمطار هذا الموسم من نمو الأعشاب البرية، والنباتات الجبلية، كما عملت الأمطار على تحسين نسبة الملوحة في آبار المزارع”. من جهة أخرى قال محمد الحمادي صاحب مزرعة” أمطار اليوم تبشر بالخير، وتساعد هذه الأمطار على ارتفاع منسوب مياه الآبار في المزارع، كما أنها تؤدي إلى نمو النباتات والأعشاب الموسمية في الجبال، وتعمل على تحسين صحة الماشية التي تتعرض كثيراً للغبار والأتربة”. وقال سلطان الحمادي”الهواء نقي للغاية، بعد هطول الأمطار التي تساعد على نزول الأتربة والغبار من الجو، كما أن السماء ملبدة بالغيوم طوال اليوم مما يساعد الأهالي على الخروج للبر والتخييم والتحرر، من زحام المدن”. الأمراض التنفسية تسببت الأجواء المغبرة خلال اليومين الماضيين في زيادة أعداد المراجعين في أقسام الطوارئ في المستشفيات الخاصة والعامة وخصوصاً من المصابين بأمراض تنفسية وممن يعانون من أمراض الحساسية والربو. وصدرت تحذيرات طبية أمس بأخذ الحيطة والحذر في مثل هذه الأجواء، وخصوصاً من قبل من يعانون من الأمراض التنفسية، ودعت شيرينة السويدي استشارية أمراض حساسية وباطنية مرضى التحسس والربو إلى عدم مغادرة منازلهم في مثل هذه الأجواء ومواظبة تناول عقاقير الحساسية. وأكد الدكتور محمد سعد عبد المعطي اختصاصي أمراض الصدر والربو أن التقلبات الجوية وانتشار الرياح المحملة بالرمال الناعمة والأتربة تمثل مشكلة حقيقية لكبار السن والأطفال المصابين بالأمراض التنفسية والمصابين بالتهابات الشعب المزمنة وكذلك انتفاخ الحويصلات الهوائية.