الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

برهما طاعة ·· نستثمرها للآخرة

2 يونيو 2007 01:27
نظراً للمكانة العظيمة والكبيرة لحق الوالدين أوصانا بهما الإسلام من خلال كتاب الله العزيز والسيرة النبوية المطهرة، فهما لهما الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى في أسباب وجود هذا الإنسان على ظاهر هذه الدنيا· فالأم المسكينة هذا المخلوق الضعيف تتحمل بكل صبر ومكابدة ومشقة حمل هذا الجنين في بطنها منذ أن كان جنيناً حتى ولادته بعد تسعة أشهر من المعاناة أثناء فترة الحمل وما صاحب هذه الفترة القاسية عليها من خوف شديد على هذا الجنين الذي تضمه في داخل أحشائها من أي سوء أو مكروه وما تلاه بعد ذلك من معاناتها المؤلمة والقاسية في وقت المخاض والولادة وهي تعتبر من أخطر المراحل كلها في عملية الحمل والولادة حيث إنها مسألة حياة أو موت بالنسبة لها وسهرها على هذا الوليد الرضيع الصغير وهو ما يزال غير قادر على درء الخطر عن ذاته أو إطعام نفسه أو نظافة بدنه كل هذا في مجمله تتحمله هذه المسكينة الأم ويستمر هذا الخوف من جانب الأم متوالياً على أبنائها حتى إلى آخر العمر فحنان الأم وعطفها ورقتها وخوفها عليهم ليس له حدود أبداً فمجاله واسع رحب كبير، مهما قدم هذا الابن من عمل صالح تجاه والدته فهو بكل تأكيد لن ولم يوفيها ويجزيها حقها مهما فعل وقدم لها من الخير والإحسان ففضلها يبقى كبيراً وحقها على الأبناء لا ينتهي أبداً مهما سعى الابن في خدمتها فذلك لا يشكل في ميزان الاحسان إليها ولو بزفرة واحدة من زفراتها عند الطلق والولادة، وكما أن للأم هذا الحق العظيم فإنه كذلك أيضاً هو متواصل مع الأب الذي اهتم به منذ صغره وقضى هذا الأب أعز فترات حياته في شبابه لرعايته وتنشئته والكد والتعب اليومي في سبيل توفير العيش الرغيد والحياة الكريمة له وفي تأديبه وتعليمه وتحمل متاعبه والصبر على شقاوته في الصغر وعلى مشاكله في الكبر بل ويفضل هذا الأب بأن يكون ابنه أحسن منه في كل شيء ذلك بدافع الايثار وحب الأبناء· لذلك فقد كان الأمر بالاحسان للوالدين في الشريعة الإسلامية مباشرة بعد الأمر بعبادة الله سبحانه وتعالى والنهي عن الشرك به فطاعة الوالدين والإحسان إليهما هي من أهم القربات والطاعات التي يمكن من خلالها أن يقترب بها الإنسان إلى خالقه وينال منه جزيل الثواب، ومبدأ الاحسان للوالدين هو من المبادئ الثابتة لدى كل إنسان في الوجود وهي من أصول الإحسان العظيمة للوالدين، فمن حق الوالدين على الأبناء تكريم مقامهما وعدم التكبر عليهما أو التأفف منهما عند الكبر أو أذيتهما بما يكرها من القول والفعل والعمل خاصة كما ذكرنا عندما يبلغا سن العجز وأرذل العمر ففي هذه السن والمرحلة المتأخرة من العمر هما في أمس الحاجة من الاهتمام والرعاية من الأبناء، فهما يستحقان من الأبناء كل الرعاية والاهتمام واللطف من الكلام فقد كانا يحسنان إليه ويغمرانه بحبهما وحنانهما وعطفهما عندما كان صغيراً لا يقدر على شيء ويتمنيا له طول العمر والسلامة من كل شر وهذه مشاعر نفسية جعلها الخالق سبحانه وتعالى في نفوس ودواخل كل أبوين لا يمكن أن تقارن بمشاعر أخرى مهما كانت، والعجيب ما نشاهده اليوم من عقوق للوالدين من بعض الأبناء الذين جحدوا ونكروا كل ذلك الفضل الذي قدمه لهم الوالدان فهناك منهم من فضل زوجته وأبناءه على والديه وهناك من رمى بوالديه في دار المسنين والعجزة لا يسأل عن حالهما حتى بعد موتهما ومنهم من وضع والديه في غرفة صغيرة ضيقة ربما قد تكون بجانب باب الدار أو بجانب غرفة الخدم وترك أمرهما للخادم وهناك من تعالى على والديه بعد أن ارتقى إلى المناصب الكبيرة العليا فأصبح لا ينظر إلى والديه إلا بنظرة دونيه وربما قد يتبرأ منهما في سبيل مصلحة أو منصب وهناك من تجرأ وبكل وقاحة وقذارة بضرب والديه والرمي بهما خارج المنزل وهناك من لا يعرف والديه إلا في وقت المصلحة وخاصة المادية وبعد انتفاء هذه المصلحة لا يعرفهما مطلقاً، صور عقوق الوالدين وجحدان فضلهما هي كثيرة وعديدة ومختلفة أمثال هؤلاء العاقين لوالديهما فإن الله سبحانه وتعالى قد توعدهم بالعذاب الشديد في الدنيا والآخرة فعقوق الوالدين هي من أكبر الكبائر يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم عن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ وكررها ثلاثاً قلنا بلى يا رسول الله قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئاً فجلس فقال ألا وقول الزور وشهادة الزور فمازال يكررها حتى قلنا: ليته سكت· وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم انفه رغم أنفه رغم أنفه قيل من يا رسول الله؟ قال من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، نعم فقد خاب وخسر من عق والديه ولم يجني ثمرة هذا المعروف الذي جعله له الله سبحانه وتعالى في حق رعايته لوالديه، فمن عق والديه سخط عليه المولى سبحانه وتعالى وأورده النار ومن بر بوالديه فقد وصل إلى المبتغى ونال الرضى والقبول والبركة في المال والأبناء وطول العمر في الحياة الدنيا ونال الرضى والقبول والبركة في المال والأبناء وطول العمر في الحياة الدنيا ونال رضا الله في الآخرة في جنات النعيم فهي من الطاعات التي يستثمرها الإنسان عند ربه في الدنيا والآخرة· حمدان محمد- كلباء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©