الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المغادرون «يتألقون» !

المغادرون «يتألقون» !
30 ديسمبر 2015 11:12
ربما لا تشكل الهجرة العكسية للنجوم الأجانب من دورينا إلى دوريات العالم، ليتألقوا هناك، بعد خوضهم تجارب «متعثرة» في ملاعبنا «ظاهرة»، حيث يعتبرها البعض مجرد حالات فردية، تحدث في ملاعبنا كما تحدث في دوريات العالم، وقد لا يكون للقصور في الرؤية الفنية دور في إهدار فرصة الاحتفاظ بلاعب أجنبي موهوب، وربما يكون لنظرة «المحترف الأجنبي» لمستوى دورينا دور في عدم تقديمه أفضل ما لديه، ثم يرحل ليتألق من جديد في أجواء كروية أكثر ضغطاً من النواحي الفنية والجماهيرية والإعلامية، ومع الأخذ في الاعتبار صحة جميع المعطيات السابقة، إلا أن ما شهده دوري الخليج العربي في السنوات الماضية من هجرة المواهب الأجنبية يستحق التوقف. محمد حامد (دبي) الآراء التي حصلنا عليها من مدربين وخبراء «شهود عيان» للهجرة العكسية للاعبين الأجانب أكدت أن عوامل عدة تقف خلف ما حدث، على رأسها المدرجات «شبه الخالية» والتي تمنع اللاعب من الإبداع، وكذلك عوامل عدم التأقلم السريع مع أجواء دورينا، ومن ثم يشعر اللاعب بأنه يتعين عليه البحث عن مستقبله الكروي في مكان آخر، فضلاً عن القصور في الرؤية الفنية لبعض المدربين الذين لم يقدموا لبعض هؤلاء النجوم ما يكفي من الدعم النفسي، والتكتيكي، حيث يتوجب في بعض الحالات وضع التكتيك المناسب لخدمة اللاعب الهداف لكي يقدم أفضل ما لديه. لوكا هدافاً لوكا توني الذي خاض تجربة قصيرة لا يمكن وصفها بالناجحة مع النصر موسم 2011 - 2012، عاد إلى دوري الطليان ليصبح هدافاً للبطولة الأكثر صعوبة على أي لاعب مهاجم في العالم، فقد سجل منذ رحيله عن صفوف «العميد» 51 هدفاً مع فيورنتينا «8 أهداف»، و43 هدفاً بقميص فريق فيرونا، واللافت أنه حصل على لقب هداف الدوري الإيطالي الموسم الماضي برصيد 22 هدفاً متفوقاً على إيكاردي لاعب الإنتر، وتيفيز مهاجم اليوفي السابق، وهيجواين هداف نابولي. كما حل لوكا توني ثانياً في قائمة الهدافين بالدوري الإيطالي الموسم قبل الماضي بـ 20 هدفاً، وهو ما يجعله ظاهرة تستحق التوقف، خاصة أنه يبلغ 37 عاماً، واعتقد البعض أن تجربته مع النصر هي الأخيرة في مسيرته الكروية، ولكنه عاد لدوري الطليان أكثر توهجاً وتألقاً على المستوى التهديفي، وربما يكون للجانب النفسي تأثير في عدم نجاحه مع النصر، وقد يكون لعدم وجود صانع الألعاب والممول الموهوب دور في عثرة لوكا توني مع النصر. معجزة أوليفييرا وجاء تألق ريكاردو أوليفييرا بعد رحيله عن الوصل وتجربته السابقة مع الجزيرة، ليتصدر قائمة الهدافين في الدوري البرازيلي ويعود إلى منتخب «السامبا»، ليشكل علامة استفهام كبيرة، واللافت أنه عاد أساسياً مع منتخب دونجا، ليسجل في تصفيات أميركا الجنوبية للتأهل إلى مونديال 2018، مما يؤشر إلى أنه كان يستحق فرصة أكبر مع الوصل، وهو أمر قد لا يكون له علاقة بسيناريو رحيله عن دورينا عائداً إلى البرازيل، حيث طلب أوليفييرا فرصة لإثبات الذات من جديد في صفوف سانتوس وتألق ليتم تمديد عقده ويواصل رحلة التألق ويسجل 35 هدفاً في 57 مباراة على الرغم من بلوغه 35 عاماً، ولم تتردد صحيفة «جلوبو» البرازيلية في وصف تجربة أوليفييرا الحالية بـ«المعجزة». بيليتش يطلب بقاء لانزيني مع وست هام دبي (الاتحاد) في عام 2014، نجح الجزيرة في إبرام واحدة من الصفقات المهمة، ليس لأنها للاعب يملك قدرات فنية خاصة فحسب، بل لأنه أصغر أجنبي ينتقل إلى دوري الخليج العربي، فقد كان الأرجنتيني مانويل لانزيني القادم من ريفر بلات لا يتجاوز 21 عاماً، مما جعل البعض يشعرون بالتفاؤل فيما يتعلق بقدرة أنديتنا على إبرام المزيد من الصفقات لوجوه أجنبية واعدة، والتخلص من ظاهرة جلب اللاعب الذي يتجاوز 30 عاماً. لانزيني دافع عن قميص «فخر أبوظبي» لموسم واحد، ولا يمكن القول إن تجربته لم تكن ناجحة، فقد سجل وصنع أهدافاً بمعدلات جيدة تتناسب مع وجه جديد في دورينا، وتتفق مع خبراته الاحترافية المحدودة قياساً بالمرحلة العمرية له، ولكن لانزيني صاحب القدرات الفنية الخاصة رحل إلى الدوري الإنجليزي على سبيل الإعارة لفريق وست هام، ونجح اللاعب الأرجنتيني في خطف الأضواء والأنظار سريعاً، ليسجل 4 أهداف في «البريميرليج»، ويصنع أهدافاً عدة، ويظهر بمستويات رائعة جعلت مدربه سلافين بيليتش يطلب الإبقاء عليه وشراء بطاقته من الجزيرة. وأشارت تقارير صحفية إنجليزية إلى أن لانزيني هو أحد المفاجآت السعيدة لجماهير «البريميرليج»، لما يتمتع به من موهبة وقدرات فنية خاصة، مضيفة أنه لا يتمتع بالقوة البدنية التي المطلوبة للاعب الدوري الإنجليزي، ولكن لمساته وتمريراته السحرية وقدرته على المراوغة جعلت الجميع لا يتذكرون الجانب البدني. علي سعيد الكعبي: الجمهور كلمة السر في تألق «الأجنبي» محمد سيد أحمد (أبوظبي) أكد علي سعيد الكعبي المعلق الكبير بقناة أبوظبي الرياضية، أن عامل الجمهور مهم ومؤثر في ارتفاع مستوى أي لاعب كرة قدم، وأن الأمر لا يقتصر على الأجانب في هذا الجانب، بل حتى على اللاعبين المواطنين، واستشهد بالمستوى الذي يقدمه الدولي عمر عبد الرحمن مع العين مثلاً، حيث يختلف في حال حضور 2000 مشجع فقط بدلاً من 12 ألف متفرج الذين يحرصون على الحضور إلى مدرجات ستاد هزاع بن زايد. وقال الكعبي: لا نضع اللوم كله على الأجانب، والمؤكد أن لاعبين مثل لوكا توني مثلاً أو لانزيني المعار من الجزيرة إلى وست هام عندما حضروا إلى الإمارات، كانت لديهم عروض من أندية في بلدان أخرى، والعنصر المادي جاذب، وأي محترف حقيقي يريد أن يبرز في النادي الذي يلعب له، ويسلط عليه الضوء، وهذا ينعكس أيضاً على قيمته السوقية التي ترتفع، ولا أريد أن نحمل اللاعب فشله في دورينا، ونجاحه في بلدان أخرى، لأن نوعية التدريب أيضاً تختلف، وعلى سبيل المثال فإن لوكا توني يتدرب في بلده على فترتين صباحية ومسائية، وهنا تحضرني مقولة شهيرة للمدرب البرازيلي آبل براجا خلال فترته الأولى مع الجزيرة، عندما قال: أي لاعب إماراتي يعتبر التدريب الصباحي نوعاً من العقاب، والتدريبات الصباحية جزء لا يتجزأ من تحضير اللاعب بالشكل المطلوب. وقال الكعبي: ربما يكون هناك إهمال، واللاعب يتحمل جزءاً من عدم نجاح تجربته، لكن هناك سؤال مهم، وهو ماذا تريد أنديتنا من اللاعب الأجنبي، فأحياناً يوظف في غير المركز الذي يمكن أن يبدع فيه، وبالتطبيق على لانزيني على سبيل المثال، فإن توظيفه مختلف والمتابعة الجماهيرية للدوري الإنجليزي حافز كبير له، كما أن سعره عندما يتألق يرتفع، خاصة أنه لاعب صغير، ويلعب في البريمير ليج على سبيل الإعارة، وعلينا أن نعرف ماذا نريد، وهل الأسس التي يتم التعاقد بها مع الأجانب سليمة، وهل يتم تقييمهم قبل التعاقد، ويكون للمدرب دور في ذلك، أم أنه مجرد متفرج، وهل هناك لجنة فنية تقوم بالاختيار وفقاً لتقييم دقيق للاعب، واحتياجات النادي الفنية، أم أن الأمر يخضع للاجتهادات الفردية، والحقيقة أن منظومة التعاقد مع الأجانب فيها الكثير من أوجه القصور والسلبيات التي تحتاج إلى العلاج. كواريزما يظهر في بورتو دبي (الاتحاد) سبق للبرتغالي ريكاردو كواريزما خوض تجربة قصيرة مع الأهلي موسم 2012 - 2013 عثراتها تطغي على نجاحاتها، على الرغم من حصوله مع «الفرسان» على بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة، ولكنه لم يسجل أكثر من هدفين في الدوري، وهي المقياس الحقيقي للحكم على مستوى اللاعبين، ليعود كواريزما سريعاً إلى الدوري البرتغالي، وينضم إلى فريق بورتو، ويسجل 20 هدفاً في موسمين، واللافت أنه حافظ على مكانه في المنتخب البرتغالي. وانتقل فيما بعد إلى بيشكتاش التركي، وما يثير الدهشة أن الجميع يعلمون أن اللاعب البرتغالي يتمتع بقدرات فنية وبدنية جيدة، إلا أن هذه القدرات لم تظهر بصورة واضحة في تجربته مع «الأحمر» ليتم التوصل إلى اتفاق ودي يقضي برحيله عن «قلعة الفرسان». تريزيجيه من بني ياس لإنقــــــاذ ريفر بلات دبي (الاتحاد) لم تستمر تجربة الفرنسي دافيد تريزيجيه مع بني ياس أكثر من 3 أشهر، فقد أعلن النادي عن تعاقده مع اللاعب في نهاية أغسطس 2011، ثم رحل بعد التوصل إلى حل توافقي مع النادي في 21 نوفمبر من العام نفسه، ولعل تجربة تريزيجيه هي النموذج الأبرز لعدم قدرة بعض اللاعبين على التكيف مع أجواء دورينا، وكان للإصابة دور في سرعة اتخاذ اللاعب لقرار الرحيل. وفاجأ تريزيجيه الجميع بطلب فسخ عقده مع بني ياس بدعوى أنه لم يستطع التأقلم مع الدوري الإماراتي بالشكل الذي يجعله راضياً عن نفسه، وبالتالي إفادة الفريق، مؤكداً كامل احترامه وتقديره لإدارة بني ياس التي وفرت له كل الدعم، واعتذر اللاعب عن عدم قدرته على الاستمرار، خاصة أنه لا يريد أن يكون بلا فائدة. وأشار تريزيجيه في الطلب إلى أنه سوف يقوم برد كل المبالغ المالية التي حصل عليها من بني ياس، حتى لا يتكبد النادي أي خسارة، واستجابت إدارة النادي لمطلب اللاعب ليرحل إلى ريفر بلات الأرجنتيني. ونجح تريزيجيه في إعادة فريق «المليونيرات» إلى دوري الكبار بعد أن كان يلعب في دوري الدرجة الأدنى، واللافت أنه لعب دور البطولة في هذه العودة، وخاض النجم الفرنسي مع ريفر بلات ونيولز أولد بويز 72 مباراة محرزاً 26 هدفاً، وهي تجربة ناجحة في ملاعب الأرجنتين. عايض مبخوت: أوليفييرا ناجح لضعف الدوري البرازيلي! أمين الدوبلي (أبوظبي) أكد عايض مبخوت المدير التنفيذي بالإنابة بنادي الجزيرة أن فشل بعض اللاعبين الأجانب في دورينا، ونجاحهم في الدوريات الأقوى بعد ذلك لا يتوقف على سبب واحد، وربما تكون لكل حالة ظروفها الخاصة التي تتحكم فيها، وفي حالة البرازيلي ريكاردو أوليفييرا لاعب الجزيرة الذي تحول إلى الوصل ومنه إلى سانتوس، ومنتخب البرازيل، فإن الجزيرة استفاد من جهوده على مدار 4 مواسم متتالية، وأسهم اللاعب مع الجزيرة في الفوز بلقب الدوري وبكأس صاحب السمو رئيس الدولة مرتين، ثم تراجع عطاؤه، فكان القرار بإعارته بناء على توصية من المدير الفني حينذاك بالجزيرة بعد أن بلغ 33 عاماً. ويؤكد مبخوت أن أوليفييرا لاعب جيد لا خلاف على ذلك، أما فيما يخص مسألة تألقه في الدوري البرازيلي فإن أي لاعب يعود من دورينا حاليا يتألق في الدوري البرازيلي، لأنه أصبح منافسة ضعيفة، وفقاً لنظام المناطق الذي يقوم عليه، وبالنسبة لمنتخب «السامبا» وعودته إلى صفوفه فإن منتخب البرازيل يمر حاليا بأسوأ حالاته الفنية، ويمكن لأي لاعب أن ينضم إليه، بدليل فريد الذي لعب لبني ياس، ولم يقدم شيء على الإطلاق كان أساسيا في منتخب «السامبا»، ولم يقدم أدنى شيء لمنتخب بلاده، ومستواه لا يمكن أن يقنع أحد، حتى اللاعب هالك الذي لم يأت لدورينا وكان ضمن التشكيلة الأساسية لمنتخب البرازيل في النسخة الأخيرة من كأس العالم فهو لا يمكن أن يقنع أحد بقدراته. وقال: مسألة عدم تألق لاعب متميز من عدمه في دورينا ثم تحوله إلى دوري آخر يتألق به قد تعود إلى عامل نفسي لدى اللاعب أو أسرته، وربما لا ينسجم في حياته هنا، وربما لا يجد نفسه في طريقة اللعب مع مدربه، وربما لا ينسجم مع الطقس، خصوصاً أنه إذا كان قادما من أوروبا فإنه يجد ظروفاً مختلفة تماماً يتدرب مرة واحدة يومياً في الغالب، بعد أن كان يتدرب مرتين أو 3 مرات، ويلعب في منافسة كل فرقها متقاربة المستوى من بعضها البعض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©