الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

وفد جامعة ميريلاند الأميركية يستمتع بكنوز «زايد التراثي»

وفد جامعة ميريلاند الأميركية يستمتع بكنوز «زايد التراثي»
29 ديسمبر 2015 21:52
أحمد السعداوي (أبوظبي) يواصل مهرجان الشيخ زايد التراثي نجاحه في استقطاب اهتمام كل مؤسسات المجتمع وأفراده تأكيداً على قيمة الموروث المحلي الإماراتي لدى الجميع ودوره في وضع أسس وقواعد النهضة التي تعيشها الدولة حاليا اعتماداً على إرث الآباء والأجداد الذين غرسوه على أرض الإمارات منذ آلاف السنين، والآن يحتفي الأبناء والزوار من كل حدب وصوب بالمفردات التراثية، من خلال الكرنفال التراثي العالمي الذي تشهده منطقة الوثبة في أبوظبي وتستمر فعالياته حتى الثاني من يناير المقبل وسط حضور جماهيري غير مسبوق من كل الجنسيات إلى جانب أبناء الإمارات، ومن الزوار الذين حلوا ضيوفاً على المهرجان أمس الأول مجموعة من الدكاترة والطلبة في جامعة ميريلاند الأميركية الذين تجولوا بين أرجاء المهرجان مستشرقين عبق الأصالة التي تطل من كل ركن وزاوية في ساحات المهرجان. حضور عالمي أكدت زيارة طلبة ودكاترة جامعة ميرلاند الأميركية، تميز النسخة السادسة من المهرجان التي انطلقت في التاسع عشر من نوفمبر الماضي، بحضور محلي وعالمي واسع النطاق لمطالعة نماذج وأشكال تراث الآباء والأجداد، التي أحسن الأبناء والأحفاد عرضها على جموع الزائرين في إطار جذاب وفي ظل تنظيم عالمي المستوى جعل مهرجان الشيخ زايد التراثي قبلة لعشاق التراث والأصالة في كل مكان الذين توافدوا على ساحات منطقة الوثبة ليستمتعوا خلالها بأجواء التراث الإماراتي والعالمي. بدأت الجولة التراثية الفريدة بالتعرف إلى عالم الخيول العربية من خلال مشاهدة الخيول العربية في عروض حية تظهر رشاقتها وقوتها وكيف كانت هذه الكائنات خير معين لأبناء الإمارات في كثير من مراحل حياتهم إلى جانب الهجن التي طالعوها في ساحة الهجن، وتعرفوا إلى كيفية تعدد استخدام أهل الإمارات للهجن عبر الزمن من وسيلة ارتحال ونقل متاع مهمة إلى وسيلة رياضة وترفيه من خلال سباقات الهجن المختلفة وما يصحبها من أجواء احتفالية تضفي البهجة والمرح على سكان البادية خلال هذه المسابقات. مراحل التأسيس ومن عروض الخيل والهجن، انتقل الوفد الجامعي إلى جناح مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وبما يضمه من معرض صور تاريخية تروي مراحل مهمة في حياة الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحياة الشعب الإماراتي ومراحل تأسيس الدولة، فكان المعرض وكأنه بانوراما مصغرة للتاريخ الإماراتي الحديث والمعاصر، حيث طالع الزوار من خلالها ملامح المجتمع الإماراتي في النصف الأخير من القرن الماضي وصولاً إلى المرحلة التي تعيشها الإمارات حالياً.. عقب ذلك انطلق الزوار إلى قاعات «جناح ذاكرة وطن»، الذي ينظمه الأرشيف الوطني، باعتباره من أهم الأجنحة المشاركة في المهرجان، لما يشمله من عرض بأساليب حديثة ومتطورة للكثير من الوثائق والصور والأفلام التاريخية، التي تلقي الضوء على حياة أهل الإمارات عبر الزمن وصولاً إلى مسيرة الاتحاد وبناء الدولة والدور الذي لعبه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تأسيس الاتحاد. فعالية الأحياء التراثية منحت المهرجان بعداً عالمياً من خلال مشاركة دول من قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا إلى جانب الإمارات في عرض نماذج من التراث والتقاليد والحرف والمنتجات اليدوية لتلك البلدان، ضمن الفعالية التي نظمتها مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومن الدول التي شاركت في الأحياء التراثية مصر، السعودية، المغرب، البحرين، سلطنة عمان، البوسنة، أفغانستان، كازاخستان، الصين، الهند، حيث تتنافس هذه الدول في عرض لآلئ موروثها المحلي ومنتجاتها التقليدية على جمهور المهرجان في ملتقى حضاري عالمي راقي المستوى على أرض منطقة الوثبة منذ انطلاق فعاليات المهرجان. الاهتمام بالزراعة الواحة الزراعية التي ينظمها جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، كانت المحطة التالية لوفد طلاب ودكاترة جامعية ميريلاند، حيث شاهدوا مدى اهتمام الدولة بالزراعة والمزارعين، وهذا بدا واضحاً عبر المنتجات الزراعية ذات الجودة العالية والطازجة والمصنعة محلياً التي تم عرضها في المحال الملحقة بالواحة الزراعية. وفي المقابل منها اختتم الوفد زيارته بالاستئناس بمطالعة الملامح التراثية لواحدة من أهم المدن الإماراتية وهي مدينة العين، من خلال جناح هيئة السياحة والثقافة، والذي حمل شعار «روح مدينة العين»، ومن خلال الفعاليات المقامة فيه تم إبراز أهم المعالم التراثية والتاريخية في العين، وعلاقة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمدينة العين ومعالمها ومنها «قصر العين» الذي كان يقيم فيه، كما شاهدوا مجموعة من صور ومقتنيات من متحف قصر العين، أتبعوا ذلك بالاستمتاع بمطالعة الفنون الشعبية الإماراتية وفنون العيالة والحربية التي قدمها أبناء الإمارات بأرديتهم البيضاء الجميلة وحركاتهم الإيقاعية المنتظمة التي عكست التناغم الجميل لدى عرضهم لواحد من أهم الرموز التراثية الشعبية الإماراتية، وآخر الجولات الاستكشافية للتاريخ والتراث الإماراتي كانت مع جناح شركة الفوعة للتمور، وتعرف الزوار من خلالها على قيمة التمور لدى أبناء الإمارات وكيف كانت ولا تزال مورداً اقتصادياً مهماً يعتمد عليها الكثيرون في تيسير شؤون حياتهم، وكيف تم الارتقاء بصناعات التمور ومنتجاتها في الإمارات حتى صارت واحدة من الدول المتميزة عالمياً في مجال إنتاج التمور وتصديرها إلى شتى بقاع الأرض. مكونات التراث وعبر الدكتور مارك ويلمان، أحد أعضاء الوفد الجامعي، عن سعادته بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة، للمرة الأولى والاطلاع على المكونات التراثية المختلفة المنتشرة في أرجاء المهرجان والتي عكست عادات وتقاليد الشعب الإماراتي وأكدت أصالته وعراقته، خاصة أن ساحات المهرجان حفلت بالعديد من مشاهد التراث والعادات والتقاليد التي عبرت عن الهوية الإماراتية المتميزة والتي استطاع أبناء الإمارات الحفاظ على ملامحها عبر الزمن، مشيداً بدور اللجنة المنظمة للمهرجان، التي استطاعت أن تنجز حدثاً عالمياً بامتياز وتقدم التراث الإماراتي القديم إلى العالم في صورة مبهرة. لآلئ الأرشيف الوطني من المؤسسات المجتمعية التي شاركت بقوة ضمن فعاليات «زايد التراثي» هذا العام، الأرشيف الوطني التابع لمؤسسة شؤون الرئاسة، من خلال معرض «ذاكرة وطن»، الذي اشتمل مراحل مهمة وفارقة في التاريخ الإماراتي، حيث أسهمت هذه المشاركة في إنجاح فعاليات وتحقيق إقبال جماهيري لافت، خاصة من خلال التصميم المدهش الذي تميز به المعرض، خاصة من خلال الاستعانة بحوالي 100 فنر «فانوس» مضاءة بمصابيح كهربائية تتوزع على جميع قاعاته وفي الساحة الخارجية للمعرض. وقد أضاء الأرشيف الوطني بالفنر كلاً من قاعة «الشيخ زايد الكبير، ومسيرة الاتحاد، وزايد.. مسيرة تلهم الأجيال، وقاعة التعليم، وليوا، وقاعة حماة الوطن». وقد حرص الأرشيف الوطني على استخدام «الفنر» بلونه الأزرق لما له من مكانة في التراث ولما يثيره من ذكريات جميلة في نفوس أبناء المجتمع الإماراتي، ولا سيما الذين أدركوا مرحلة ما قبل انتشار الكهرباء، إذ كانوا يعتمدون عليه في إضاءة المنازل ليلاً، ذلك إلى جانب المنظر الجمالي الذي يضيفه إلى المكان، وقد اندثر الفنر في الإمارات أمام انتشار الكهرباء، لكن لا تزال معظم البيوت تحتفظ بالفنر بلونه المبهج كديكور تراثي، يثير في النفوس الحنين إلى الماضي الجميل حيث كان أفراد الأسرة يلتفون حوله ليعطروا الجو بأحاديثهم التي تحمل بساطة ذلك الزمن. ولما كان معرض «ذاكرة وطن» يستحضر صوراً من ماضي الإمارات، فقد جعل للفنر مكانته، إذ كان يستخدم كمصدر للضوء يبدد ظلام المنازل ويحمله البعض خارج المنزل ليضيء الطريق أمامه، ولا سيما أنه سهل الحمل، ولا تطفئه رياح الشتاء، إذ تقي زجاجته وصول الهواء إلى الفتيلة المشتعلة، كما كان البحارة يستخدمونه أيضاً في رحلاتهم للصيد أو للغوص بحثاً على اللؤلؤ. صورة بديعة عبّر سالم فرج العامري، من زوار المهرجان، عن شعوره بالفخر وهو يرى تراث الآباء والأجداد محط اهتمام العالم من كل الجنسيات، وهذا يدل على المحبة التي تكنها شعوب الأرض للشعب الإماراتي، من جنسيات البلدان الأخرى كافة، والتي تحتفي بموروثنا الغالي في مهرجان الشيخ زايد التراثي، مشيراً إلى أنه زار المهرجان أكثر من مرة لأن المفردات والنماذج التراثية المعروضة خلاله كثيرة جداً، ولا تكفيها زيارة واحدة، وهذا يعكس الجهد الكبير الذي بذله القائمون على المهرجان من أجل إخراجه بهذه الصورة البديعة والتنظيم العالي المستوى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©