الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

انطلاق أعمال المنتدى الدولي للصقارة في العين بمشاركة 75 دولة

انطلاق أعمال المنتدى الدولي للصقارة في العين بمشاركة 75 دولة
16 ديسمبر 2011 00:25
العين (الاتحاد) - أكد معالي محمد أحمد البواردي عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي نائب رئيس مجلس إدارة نادي صقاري الإمارات، أن إعلان منظمة اليونيسكو عن تسجيل الصقارة كتراث إنساني حي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، والذي يعتبر أرقى وأهم اعتراف عالمي بالصقارة، إنما يُلبي توجهات قيادتنا الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، راعي مهرجان الصداقة الدولي الثاني للبيزرة، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في دعم كل جهد دولي يسهم في حماية التراث الإنساني وتوفير أسس التعاون المشترك بين مختلف الشعوب والحضارات. جاء ذلك في كلمة معاليه التي ألقاها في حفل افتتاح المنتدى الدولي للصقارة والذي يقام ضمن فعاليات مهرجان الصداقة الدولي الثاني للبيزرة والذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، بالتعاون مع نادي صقاري الإمارات، برعاية كريمة من صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، وذلك خلال الفترة من 11 ولغاية 17 ديسمبر 2011 في مدينة العين، وبمشاركة أكثر من 700 ضيف من الصقارين والخبراء والعلماء وممثلي اليونيسكو والمؤسسات الدولية المعنية من 75 دولة، وذلك احتفاء بتسجيل منظمة اليونيسكو للصقارة ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، وللتعريف بدولة الإمارات كدولة جمعت بين الماضي بكل تقنياته ومعطياته، وبين الماضي بكل ما فيه من عراقة وأصالة وثقافة، ما يعزز مكانة أبوظبي كوجهة سياحية ثقافية متميزة على الصعيدين المحلي والعربي والعالمي، ويوفر بيئة خصبة لاحتكاك وتمازج الحضارات والثقافات. حضر حفل الافتتاح كل من معالي ماجد المنصوري عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس دائرة الشؤون البلدية، ومحمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وكاتالين بوجاياي رئيس المؤتمر العام لليونيسكو وسفيرة هنغاريا بالمنظمة، وعدد من المسؤولين ومديري الدوائر وأعضاء الوفود والضيوف، والذين قاموا جميعاً بجولة في الفعاليات الرئيسة بموقع قلعة الجاهلي والتي تقام أيام الخميس والجمعة والسبت. الصقارة تقاليد وقيم وأشار محمد البواردي في كلمته إلى أن موضوع التراث الثقافي ضرورة مُلحّة في القرن الحادي والعشرين، حيث أثّرت تطوّرات العصر المتسارعة بشدّة على شكل بيئتنا الطبيعية والثقافية. ومع مواكبتنا لهذه الحداثة، لا بدّ من الحرص على تقاليدنا الراسخة وصون تراثنا الثقافي الغني. وأضاف معاليه أن إعلان منظمة اليونيسكو عن تسجيل الصقارة كتراث إنساني حي في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في نوفمبر 2010، قد جاء بفضل جهود مشتركة لـ 11 دولة عربية وأجنبية، تأكيداً على أن الصقارة لا تعني ممارسة الصيد وحسب، بل تمثل مجموعة من التقاليد والقيم المجتمعية المتوارثة، ومخزوناً غنياً مشتركاً من التراث الثقافي الذي يعود لآلاف السنين. الهوية الإماراتية واستطرد معاليه بأن دولة الإمارات العربية المتحدة بدأت اهتمامها بصون الصقارة كتراث إنساني منذ بدايات تأسيسها وبشكل خاص منذ عام 1976، وذلك عندما نظمت أبوظبي أول مؤتمر دولي للحفاظ على الصقارة، بتوجيهات ورعاية من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، في إطار اهتمامه المعروف والمشهود له عالمياً بتراثنا العربي الأصيل الذي يمثل قيمنا وعاداتنا وهويتنا الوطنية. ونحن فخورون اليوم برؤية قرارات المؤتمر الذي عُقد قبل 35 عاماً تتحول إلى واقع طموح تخطّاها بكثير، فالدفاع عن البيئة والتراث والمحافظة عليهما يعتبر جزءاً لا يتجزأ من الهوية الإماراتية، فكان أن أصدرنا العديد من أهم الكتب والموسوعات والمخطوطات التي توثق وتؤرخ للصقارة باللغتين العربية والإنجليزية. إكثار الحبارى وأضاف معالي محمد البواردي أنه لم يمضِ عام واحد على تنظيم المؤتمر الأول، إلا وانطلقت مشاريع إكثار الحبارى في الأسر، أي منذ 34 عاماً في العام 1977 في حديقة حيوان العين، وذلك بالنظر لما يمثله هذا الطائر النادر كأحد أهم ركائز تراثنا الوطني، وبعد جهود علمية مكثفة، تحقق النجاح بإنتاج أول فرخ من الحبارى الآسيوية في الأسر في عام 1982. ثم جاء تأسيس المركز الوطني لبحوث الطيور في سويحان في عام 1989، والذي حقق نجاحات متواصلة مشهودة، حتى أنّ التوقعات تشير إلى أن يصل إنتاج المركز العام المقبل إلى 4500 حبارى آسيوية بعد أن بلغ العام الحالي 2726 طائراً، ويخطط المركز لإطلاق 1700 حبارى آسيوية في العام 2012، بما يسهم في استعادة الأعداد المستدامة المهاجرة والمستوطنة لطائر الحبارى خلال السنوات المقبلة. وفي عام 2006، وجّه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بتأسيس مبادرة دولية استراتيجية لإطلاق 50 ألف طائر سنوياً من الحبارى الآسيوية والحبارى شمال الأفريقية، فجاء تأسيس الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى الذي تشكل برامجه داخل الإمارات وخارجه امتداداً لرؤية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وجهوده طوال ثلاثين عاماً لحماية هذا الطائر المُهدّد، بعد أن استشرف برؤيته أهمية تأسيس برنامج متخصص لإكثار الحبارى وحمايتها من الانقراض. الحفاظ على الصقور وأضاف عضو المجلس التنفيذي لأبوظبي، أن دولة الإمارات كانت سباقة في مشاريع الحفاظ على الصقور وبرامج إكثارها ورعايتها، وتشجيع الصقارين على التعامل مع صقور المزارع، ونجح برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور في إطلاق المئات من صقور الحر والشاهين للبرية منذ العام 1995، وكذلك برنامج تزويد الصقور بالشرائح الإلكترونية لمراقبة مستويات أعدادها في مناطق تكاثرها. كما أن لدولة الإمارات دوراً رائداً في محاربة التجارة غير المشروعة للصقور والحبارى عبر استضافتها للعديد من الاجتماعات وورش العمل الخاصة بتطبيق اتفاقية (السايتس). وأكد معاليه أن من أبرز الإنجازات الأخيرة نجاح صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، في تقديم منح لـ 450 مشروعاً بيئياً نفذت في 100 دولة منذ تأسيسه عام 2008، وذلك بهدف حماية تنوع الحياة البرية والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض. التنوع الثقافي وتحدثت في افتتاح المنتدى كاتالين بوجاياي رئيس المؤتمر العام لليونيسكو وسفيرة هنغاريا بالمنظمة، فبينت أن حماية وصون التراث الثقافي والتراثي أمر في غاية الأهمية بالنسبة للشعوب، نظراً لتعلقه بهويتنا، مثمنة تنظيم المؤتمر الذي سيعمل على اعتماد التعابير والإشارات غير المادية التي وردتنا من الأجداد، والعمل على صيانتها. وقالت إن الصقارة تكرس مفهوم الثقافة والتراث بشكله العاصر، وهي ليست مجرد تقاليد من الماضي، بل ممارسة معاصرة لمجموعة من الثقافات المتعددة ونقلها للأجيال المقبلة، وتأكيداً لذلك نرى صقارين من المشاركين بمختلف الأعمار، وبذا فإن الصقارة ربط بين الحاضر والماضي والمستقبل. ودعت بوجاياي إلى صون هذا التراث مما قد يتعرض له من جراء التمدن السريع والهجرة من الأرياف إلى المدن، ولا نريد أن تقتصر الصقارة على المتاحف، بل نريدها تراثاً حياً يعزز الهوية. زايد الصقار الأول وتحدث روجر أبتون الكاتب ورئيس نادي الصقارين البريطانيين، والذي شارك في تنظيم الدورة الأولى من المؤتمر في عام 1976، فأوضح أن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله كان الصقار الأول على مستوى العالم، وأن هذا المهرجان يأتي امتداداً لمهرجان الصداقة الدولي للبيزرة الأول والذي دعا إليه ورعاه زايد رحمه الله في ديسمبر 1976، بهدف الحفاظ على الصقارة كأحد أهم ركائز ومقومات التراث الوطني. تحقيق الصيد المستدام من جهته، أكد محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث بديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أن الصقارة تعتبر من ملامح التراث العربي الأصيل الذي لم يكتفِ أهل الإمارات بصونه وحمايته فقط، بل بذلوا جهوداً حثيثة لتطويره بما يُحقق «الصيد المُستدام» ويُحافظ على البيئة. وقال إن المشاركة الدولية الواسعة من قبل ما يزيد على 700 صقار وخبير وباحث ومسؤول في اليونيسكو والمؤسسات الدولية المعنية من 75 دولة، إنما يعكس الاهتمام العالمي المتزايد بصون تراث الشعوب، وثقة كبيرة في إمكانات أبوظبي ودولة الإمارات، مشيراً إلى أن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تهدف من وراء تنظيم هذا الحدث إلى إبراز دور الإمارات في تسجيل الصقارة كتراث إنساني في قائمة اليونيسكو، وشرح أهمية هذا الإنجاز، فضلاً عن الاحتفاء بتسجيل مدينة العين كجزء من التراث العالمي المادي لليونيسكو، والترويج لدولة الإمارات كدولة حديثة تعتز بتراثها وثقافتها، والترويج لأبوظبي كوجهة مميزة للسياحة الثقافية. وقال المزروعي إن أصول الصقارة تعود إلى ما قبل التاريخ بفترة طويلة، وإن السجلات والحفريات والنصوص القديمة قد أثبتت من خلال التقنيات الجديدة في التنقيب الأثري أن الصقارة انتشرت في منطقة الشرق الأوسط، وبالذات في منطقة الخليج العربي قبل 10 آلاف عام قبل الميلاد، ثم انتشرت فيما بعد لبقية الأمم، حيث عُرفت في تخوم آسيا الشرقية، كما مورست في معظم أوروبا وأميركا الشمالية. وأكد مجدداً أن أكثر من 50% من صقاري العالم يتركزون الآن في منطقة الشرق الأوسط، على الرغم من أنها منتشرة اليوم في حوالي 80 بلداً في القارات الست. ودخلت الصقارة إلى أوروبا عبر الشرق العربي، وفيما سبق كان الصيد بالصقور هو الرياضة الوحيدة التي تستطيع نساء القرون الوسطى المشاركة بها. فعاليات متنوعة من ناحيته، أشار عبدالله القبيسي مدير مهرجان الصداقة الدولي الثاني للبيزرة مدير إدارة الاتصال في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، إلى أن المهرجان قد تضمن مخيمات صحراوية وتنظيم مؤتمر علمي، إضافة إلى العديد من ورش العمل التطبيقية والفعاليات التراثية والثقافية المبتكرة، والتي ستشكل فرصة مميزة للترويج السياحي للإمارات، وبشكل خاص لمدينة الواحات «العين» في المنطقة الشرقية، والتي تزخر بالمواقع الأثرية التي تمّ تسجيلها مؤخراً في منظمة اليونيسكو كتراث عالمي. وأشار إلى أن مخيم الصقارين الذي أقيم في منطقة رماح بالعين، قد قدم من خلال المسابقات التراثية المختلفة مشهداً حياً من مشاهد الحياة في الصحراء بكل ما فيها من مناشط ركوب الخيل والإبل، وتدريب طيور الصقارين، وكلاب الصيد العربي (السلوقي) والتي انتقلت إلى موقع قلعة الجاهلي لتقدم عروضها حتى نهاية المهرجان. وقال القبيسي إن المنتدى الدولي للصقارة بدأت أعماله أمس بفندق العين روتانا، وسيستمر حتى يوم غد السبت 17 ديسمبر الجاري. ويشارك فيه 93 خبيراً دولياً ومتخصصاً في الصقارة بأوراق عمل بحثية في كل ما يتعلق بالصقارة والخطط المستقبلية التي وضعتها اليونيسكو لصون الصقارة واستدامتها كتراث إنساني. وأشار القبيسي إلى أن جلسات اليوم الأول في المنتدى تناولت أوراق عمل حول «صحة الصقور: الإسعافات الأولية وإعادة التأهيل»، «تراث الصيد بالصقور»، و»الضوابط القانونية للصيد بالصقور: التجارة والحيازة وفوائد صون الصقارة». وتتناول في اليوم الثاني «مشروعات صون الصقور»، «تدريب الصقارين»، «الخطط المستقبلية لليونيسكو»، و»الصقارة في التراث العربي». وفي اليوم الثالث «صون الطرائد والصيد المُستدام»، «النظرة لرياضة الصيد بالصقور»، و»التواصل بين الصقارين». وتتوج فعاليات المهرجان في محيط قلعة الجاهلي التي حصلت على جائزة العمارة الدولية ضمن أفضل الإنجازات المعمارية الحديثة لعام 2010، بعد انتهاء عمليات الترميم والتجديد التي قامت بها للقلعة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. فعاليات قلعة الجاهلي قال عبدالله القبيسي إن فعاليات قلعة الجاهلي تشتمل على خيام مخصصة للدول المشاركة في المهرجان، تعكس اهتمامهم بالصقارة وتعرض للحرف التقليدية المرتبطة بها، مثل جناح دولة الإمارات العربية المتحدة الذي تعرض فيه مبادرات الجهات الحكومية المتعلقة بالصقارة والصيد المستدام، وحلبة لبرنامج عروض الدول، وبرنامج للفعاليات والأنشطة التعليمية والأسرية، ومعرض للفائزين في مسابقات الرسم والتصوير الفوتوغرافي، وأجنحة لعرض المبادرات الدولية لصون الصقور، وسوق لمعدات الصقارة والحرف التقليدية. كما تشتمل على العديد من معارض صون الجوارح، الحفاظ على الطرائد، التعليم، إعادة التأهيل للطيور المُصابة، كلاب الصقارة، جمعية المستشارين الدوليين للحياة البرية، الاتحاد الدولي للصقارة، وخيمة فن الصقارة، وقرية السهوب الآسيوية، حيث بإمكان الجمهور مقابلة الكازاخيين والمنغوليين الذي يصطادون بالنسور الذهبية، وقرية الخيام المخروطية من أميركا الشمالية حيث الثقافة الأصلية للهنود الحمر. وأضاف أن «أبوظبي للثقافة» ستعلن خلال المهرجان سلسلة من الفعاليات التعليمية المميزة، تتضمن أنشطة متنوعة للأطفال وطلبة المدارس، حيث يساهم الشركاء التعليميون للمهرجان بورش عمل تعليمية وفنية، وعروض ومسابقات لتعريف الأطفال برياضة الصيد بالصقور وبالطيور والطرائد والإبل والخيول وغيرها من ركائز التراث الوطني لدولة الإمارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©