الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

في غرب الموصل.. معارك شرسة تنتظر القوات العراقية

في غرب الموصل.. معارك شرسة تنتظر القوات العراقية
24 فبراير 2017 00:49
الموصل (وكالات) بعد أربعة أشهر على بدء حملة استعادة الموصل من تنظيم «داعش» الإرهابي، تمكنت القوات العراقية من السيطرة على الجزء الشرقي من المدينة، بيد أن معارك شرسة تنتظر هذه القوات في رحلة استعادة الجزء الغربي، التي بدأت قبل أيام. ويؤكد خبراء عسكريون أن هذه المعركة تحديداً ستواجه على الأرجح تحديات أكبر من عملية تحرير شرقي الموصل في ظل ضيق طرقات الأحياء السكنية في غرب المدينة، وكثافة مبانيها وتواجد أعداد أكبر من المدنيين على نحو يقف حائلاً أمام دخول الدبابات والمدرعات الثقيلة، ومعها قد يتعذر تفادى نشوب حرب شوارع. وتشير التقديرات إلى أن زهاء ألفي مسلح تابع للتنظيم الإرهابي يرابطون في غرب الموصل، إلى جانب 75 ألف مدني. ويتفق «وو سي كه»، المبعوث الصيني الخاص السابق للشرق الأوسط مع هذه الرؤية، قائلاً: «إن اختباء مسلحي (داعش) بين المدنيين داخل المدينة واستخدامهم في بعض الأحيان للسكان الأبرياء كدروع بشرية قد يعرقل تحركات القوات الحكومية غربي الموصل ويزيد من صعوبة استعادتها لهذا الجانب ويؤخر حسم المعركة لبعض الوقت». وشدد على ضرورة اتخاذ إجراءات للوصول بالخسائر البشرية إلى الحد الأدنى. وتعتبر معركة غرب الموصل نقطة تحول محورية في العملية الرامية إلى استعادة المدينة بأسرها، ومن المرتقب أن تكون أكثر المعارك صعوبة. وقد بدأت القوات العراقية التقدم في الهجوم الجديد من جنوب غرب الموصل، إذ استعادت في خامس أيام الحملة العسكرية عشرات القرى حول الجزء الغربي من سيطرة التنظيم الإرهابي. وبعد أن تمكنت قوات الشرطة والرد السريع من السيطرة على مطار الموصل أمس، بمساعدة الضربات الجوية من قوات التحالف، من المرتقب أن يمثل منطقة حشد مثالية لجمع القوات والعتاد من أجل الاقتحام النهائي لغرب المدنية، حسبما أكدت مؤسسة «ستراتفور» للأبحاث في تقرير لها أمس. ولفتت «ستراتفور» إلى أن مطار الموصل سيمثل جسراً جوياً، يسهل حركة القوات والإمدادات. وفي شمال الموصل، تتجه قوات مكافحة الإرهاب العراقية، مصحوبة بالكتيبة السادسة عشرة في الجيش، صوب قرية «بادوش» في محاولة لعزل غرب الموصل عن المناطق المحيطة التي لا تزال خاضعة لسيطرة التنظيم الإرهابي .. وأعلن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في منتصف الشهر الجاري أن الكتيبة السادسة عشرة ستكون مسؤولة عن منع «داعش» من دخول الموصل مجدداً، بينما لا يزال يحتفظ بمساحات كبيرة من الأراضي. وفي المدينة نفسها، أقامت القوات الخاصة العراقية مراكز للقناصة على طول نهر دجلة، وشكلت جبهة دفاع قوية على ضفته الشرقية لمنع المسلحين من العودة إلى الشرق. وفي ضوء المخاطر المرتبطة بعبور النهر، ستشن القوات العراقية هجوماً على جبهات متعددة، بينما يتمتع التنظيم الإرهابي بميزة طبيعية على التحالف في المناطق المكتظة. بيد أن في غياب أية كارثة عسكرية، ستنجح القوات العراقية في طرد «داعش» من غرب الموصل، لكن يبقى السؤال متى يمكن أن يحدث ذلك وبأية تكلفة في صفوف قوات الجيش والمدنيين والبنية التحتية في الموصل. ويرى المحلل العراقي إبراهيم العامري أنه على الرغم من أن «داعش» سيفقد، إذا ما تم دحره في الموصل، قاعدة لجبى الضرائب والحصول على ثروات مثل النفط وغيره من الموارد، إلا أنه قد يتعذر القضاء عليه بشكل كامل فور استعادة الموصل، لاسيما أن مساحة شاسعة من الصحاري والمناطق الجبلية شمال غربي العراق على الحدود مع سوريا لا تزال تحت سيطرة التنظيم والحكومة العراقية لا تستطيع استعادة السيطرة على تلك المنطقة في غضون فترة زمنية قصيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©