الخميس 2 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

جزيرة صير بونعير ·· الحياة في الزمن الجميل

2 يونيو 2007 01:45
تغطية وتصوير - أحمد مرسي: يدرك تماماً أهل البحر وعشاقة أهمية جزيرة صير بونعير أو صير القواسم، كما كانوا يسمونها في القدم، فهي صاحبة الإرث التاريخي الكبير للبلاد الذي يحمل في طياته قصصاً وذكريات عديدة كان الصيادون والبحارة الأوائل أبطالها، سجلوا عبرها ملحمة العناء والصبر والرضا بالقليل وكما سطروا بمداد من نور قيماً عليا حرص أحفادهم وأبناؤهم على إحيائها من جديد كل عام من خلال تنظيم مهرجان بيئي يلازم مهرجان القوارب الشراعية ''القفال'' السنوي الذي يقام على شواطئها· الطريق إلى الجزيرة من الشارقة يستغرق قرابة ست ساعات، تبعد أكثر من 65 ميلا قبالة الساحل الشمالي للإمارات، مسافة مشوقة إلى حد كبير يخاصمك فيها الملل والأرق ويرافقك الاستمتاع بالطبيعة ومجموعات الدلافين التي تسابق اليخوت وطيور النورس معلنة عن حريتها· إرث تاريخي تعتبر الجزيرة إرثاً تراثياً وتاريخياً وبيئياً مهماً تتميز بمساحتها الكبيرة والتي تصل إلى 16 كيلومترا مربعا تحتوي على بيئات متنوعة بيولوجياً وتعتبر ملجأً للكثير من الطيور مختلفة الأنواع والفصائل، وهي بيئة بحرية غنية بمواردها المتنوعة من أسماك وأحياء بحرية ونباتات مختلفة وشواهد أخرى تاريخية تسجل حقباً مهمة من تاريخ الإمارات نتعرف إليها خلال هذه الزيارة· قال عبد العزيز المدفع مدير عام هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، إن محمية جزيرة صير بونعير تعتبر من أهم المحميات الطبيعية في الدولة كونها تعتبر إرثا تراثياً وبيئياً وتاريخياً مهماً للبلاد يظهر في كل أرجائها، تتجلى الشواهد العينية الدالة على ذلك حيث تضم أكثر من 30 نوعاً من الشعاب المرجانية بين شواطئها مثل قرون الغزال والليان والأكروبور وخلية النحل والمخ وغيرها، كما أن مياهها تحتوي على أنواع كثيرة من الأسماك ويحيط بها مغاصات اللؤلؤ التي كانت حتى مرحلة قريبة مصدراً رئيسياً للرزق للعديد من الأسر وأنها موطن لتكاثر السلاحف حيث تضم ثلاثة أنواع هي ذات المنظار النسري والخضراء وذات الظهر الجلدي وهي كائن حي مهم للبيئة البحرية تشهد تكاثراً ملحوظاً في الفترة من نهاية شهر إبريل وحتى منتصف شهر يونيو من كل عام· ألوان متنوعة وأضاف المدفع أن اليابسة في الجزيرة تضم أيضاً ألواناً متنوعة من الحياة حيث تمثل ملجأً للكثير من الطيور المختلفة الأنواع والفصائل تحط على أرضها وتتكاثر فيها إضافة إلى احتوائها على أنواع من النباتات مثل الأعشاب الحولية وأشجار السمر والسدر وبعض أنواع الحيوانات مثل القليل من الغزلان ''والوشق'' ''القط الكبيرة'' الذي أوجدته الطبيعة ورأته عيون الموجودين في المحمية، إضافة إلى المرتفعات الصخرية التي يغلب عليها اللون الأحمر تأكيداً على وجود مادة أكسيد الحديد· بصمة التاريخ للتاريخ بصمته الدالة على وجود الحياة في الجزيرة، كما يشير المدفع، لافتاً إلى وجود بعض الأواني الفخارية عثر عليها في الجزيرة ويعود بعضها إلى العصر الحديدي أي إلى حوالي 3500 عام مضت في حين يعود بعضها الاخر إلى 1500 عام، ووفقا لعلماء الآثار فإن العثور على هذه الأواني يؤكد استمرار النشاط البحري للجزيرة خلال 35 قرناً، مما يؤكد أنها كانت نقطة يتوافد التجار إليها منذ القدم ومحطة للتزود بالماء والترحال من جديد وهي حقائق ترجمها بعض الشواهد مثل ''الطوي'' البئر الموجود في الجزيرة والذي كان المصدر الوحيد للتزود بالماء والشجرة التي يستظل عندها الغواصون والمقبرة التي تضم رفات عدد من الغواصين يقارب الـ 20 شخصاً وغيرها من الأشياء· ونوه مدير عام هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة إلى أن الزمن القريب كان أيضاً شاهداً على أهمية هذه الجزيرة وموقعها الجيد على خريطة الإمارات حيث شيد فيها منجم لاستخراج الحديد أيام الانتداب البريطاني مازال موجوداً حتى الآن وربما توقف عن العمل لارتفاع التكلفة· البحر حياتنا أوضح الدكتور شبر الوداعي رئيس قسم التوعية والتثقيف البيئي في هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة أن الهيئة تحرص للعام الثامن على التوالي على تنظيم مهرجان بيئي يشارك فيه الكثيرون من محبي البحر من الراغبين في إحياء العادات والتقاليد التي عايشها الآباء والأجداد خلال السنوات الماضية تحت شعار ''البحر حياتنا'' لإلقاء الضوء على حياتهم الأولية ومدى المشقة والعناء الذي عايشوه في تلك الفترة· وأضاف أن فاعلية هذا العام شارك فيها ما يقارب من ثلاثمائة شخص غالبيتهم من الشباب حيث أقاموا العديد من المسابقات التراثية مثل صيد الأسماك وصيد الأكبر أو الأندر منها وكذلك البحث عن الكنز من خلال الغوص واستخراجه من القاع وكذلك إقامة مسابقة شد الحبل وتخطي الحواجز من خلال ممارسة السباحة، وذلك على أنغام الشلات والمقطوعات الفنية التي كانوا يشدون بها مثل ''أنديمة'' و''الليوة''، حيث تميزت الفعاليات بروح المرح البهجة والتجاوب الكبير من قبل بعض الجهات الحكومية في الشارقة ورجال الأعمال بالدولة· حماية الطبيعة ونوه علي صقر السويدي رئيس مجموعة الإمارات للبيئة البحرية إلى أهمية المحافظة على المحميات الطبيعية في الدولة والحرص على إحياء التراث في تنظيم فعاليات مسابقات ومهرجانات متخصصة بصورة مستمرة للشباب وتذكيرهم بحياة الأجداد من خلال إلقاء الضوء على تاريخ الصيادين والبحارة الأوائل·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©