الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هل انتهى الود مبكراً؟

5 ديسمبر 2012
عودة الديمقراطية إلى وسطنا الرياضي كانت ولا تزال مطلباً ضرورياً للارتقاء برياضتنا وانتشالها من التخبطات الإدارية، ولا أقول الإخفاقات الفنية، لأن للإخفاقات أسباباً كثيرة نعرفها جميعاً، ويمكن تداركها بالتخطيط، وتنفيذ البرامج وتوفير مقوماتها من مال وكوادر فنية مؤهلة، والبحث عن المواهب أينما كانت، وإيجاد البنى التحتية وغيرها، أما التخبط الإداري فهو عدم تناغم العمل في المؤسسة الرياضية الواحدة، أو التغريد خارج السرب، وعدم تكاتف الجميع للمضي قدماً بكل ما توافر من العوامل الأخرى التي قد تفقدنا كل مكاسبنا من عودة العملية الديمقراطية، حتى وإن لم تصل إلى درجة النضج. وحينما قبل الفائزون في عضوية مجالس إدارات اتحاداتنا الرياضية، وخاضوا غمار انتخاباتها، كانوا مدركين أهمية المسار الديمقراطي، وما قد ينتج عنه وما يجب عليهم عمله لإنجاح المسيرة الرياضية التي نجحت لدرجة كبيرة في مرحلة ما بعد النضج الانتخابي، وكانت مقبولة قبل ذلك، وقد أوجدنا للكثير منهم مبرراتهم، إلا أننا لا نقبلها بعد السنوات الطوال، ومن واقع خبراتنا التراكمية عبر العقود الأربعة الماضية، والنجاحات التي تحققت على مستوى الأندية والمنتخبات. قد يكون للبعض حججه، لكن المسيرة يجب أن تدرك النجاح المنشود، بالتكاتف وسد الفجوات التي تحدث، لأن الجميع في سفينة واحدة، والفشل ينسب للجميع، كما النجاح وإن كانت درجاته تتفاوت من شخص لآخر من الناحية الإشرافية المباشرة، ولكن في نهاية المطاف الكل شريك فيه، عكس الفشل الذي قد ينسب إلى طرف أو أكثر، وإن كانت التراشقات الإخفاقية تصيب الكل حتى من ليس له علاقة مباشرة. وما يحدث الآن في أحد اتحاداتنا، قد يحدث في غيره بشأن الاستقالات لأسباب كانت معروفة قبل خوض الانتخابات، إن كانت مادية أو ذات طبيعة فنية، ووصل الأمر في بعضها إلى عدم التوافق بين الأعضاء، وقوة نفوذ البعض، والكثير من التهم المعتادة مثل حب الظهور والانفراد بالقرارات والاستحواذ بالمهمات الخارجية والترشيحات لعضوية المجالس في التنظيمات الرياضية الخارجية، بجانب القائمة الطويلة من التهم، والخروج عن النص إن لم يتمكنوا من تشكيل جبهة معارضة في المجلس للتصدي لتلك القرارات التي قد يرى البعض أنها تخالف المصلحة، ويسعى الآخر إلى عرقلتها لتبيان نفوذه ضد الآخر. كل هذه الضغوط التي تمارس ما هي إلا مظاهر تكون نتيجتها هدم ما تحقق والعودة إلى نقطة البداية التي يفترض أننا تجاوزناها، ويكفينا من الإخفاقات التي يئس منها الشارع الرياضي وجعلته يبتعد عن مؤازرة فرقنا ومنتخباتنا، حيث يتفرغ إداريونا لمهام غير التي جاءوا من أجلها، بعيدين عن الروح الرياضية والعمل في المؤسسات الرياضية التي يجب أن تسودها روح التسامح والتعاون. ويجب أن تتم معالجة كل القضايا العالقة بين أطراف اللعبة في الاتحاد الواحد بروح الإخوة، وتغليب المصلحة العامة، فالعمل في المؤسسات الرياضية يتسع للجميع، وعلى طاولة الحوار يذوب كل الجليد، ويعود الصفاء والوئام لأسرة الاتحاد واللعبة، وكلنا شركاء في العمل، كما نحن شركاء في النجاح والفشل، والشارع الرياضي لديه من الوعى ما يمكنه من التفريق بين من هو صادق في العمل، ومن يريد عكس ذلك في مواصلة مسيرة النجاح، فهل انتهى شهر العسل والود بين أسرة الاتحاد الواحد مبكراً؟ Abdulla.binhussain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©