الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حبيبة الجميع

29 ديسمبر 2015 22:42
لم أفكر يوماً وما أتصور أبداً أني سأحب هذه الحبيبة مع أول لقاء فقد كانت رائعة الجمال شديدة الجاذبية إلى جانب ثقافتها العالية وذكائها المتوقد وتاريخها الناصع البياض وخفة ظلها ومنذ النظرة الأولى أو بالأحرى منذ اللقاء الأول وقعت في أسرها ووجدت نفسي أغرق في حبها. كنت أتمنى لو استطعت أن أبوح بحبي لها وقد حاولت عدة مرات أن أعترف لها بكل شيء لكن في كل مرة كانت جرأتي تخونني فألوذ بالصمت ولاشيء غير الصمت وتمنيت لو أنها في يوم من الأيام تشعر بما أشعر به نحوها. ولأن حبيبتي جميلة ومثقفة فإن كل من يجالسها أو يسامرها لا يملك إلا أن يحبها ويهيم بها كما حدث لي أنا.. وحبيبة بهذا القدر الكبير من الجمال والذكاء ويحيطها الجميع بالحب كيف لها أن تدرك ما يختلج في أعماقي من حب. في كل صباح يداعبني أمل جديد فأتخيلها تناديني وتعترف لي بحبها وأنها اختارتني من بين كل هذه المجاميع؟ فيمتلئ قلبي بالفرح ويحلق بي الشوق إلى آفاق من السعادة. لكن؟ في كل مرة كنت أفيق على الواقع المرير فأشعر بالحزن ويغمرني اليأس وتنتابني نوبة من البكاء فأصبحت أردد لنفسي أسئلة كثيرة وأبحث عن إجابة لها: لماذا يحبها كل الناس دون غيرها؟ حبيبتي تزداد يوماً بعد يوم جمالاً وحسناً. الأمر الذي يجعل أحبابها في تزايد مستمر، وكلما سمعت كلمات الإطراء والإعجاب منهم أدركت أن حبهم لها راسخ في أعماقهم ويجري مجرى الدم في العروق والشرايين، وبعد سنوات دعتني حبيبتي لحضور أحد الاحتفالات واعتقدت أني المدعو الوحيد لهذا الاحتفال، وفعلاً ذهبت لحضور تلك الحفلة، وكدت أطير فرحاً من فرط سعادتي لكن رأيت جموعاً غفيرة من المحبين جاءوا من كل فج عميق لتشاركها الاحتفال ووجدت نفسي أغوص في هذا الجمع الغفير وقد أغرورقت عيناي بالدموع. وجدت نفسي وجهاً لوجه أمام حبيبتي الجميلة فكانت في أزهى صورة فقد زادتها الأعوام جمالاً وبهاء. مد يدها ووضعتها في يدي وقتها شعرت بأني أسعد رجل في العالم ونظرت إليّ في وداعة بالغة وانساب صوتها رقيقاً حنوناً وهي تقول: لا تزعل مني أنا أشعر بك وبحبك لكنني محبوبة من الجميع من الرجال والنساء والكبار والصغار إماراتيين وخليجيين وعرب وأجانب ولست أملك إلا أن أبادلهم حباً بحب ولا أستطيع في كل الأحوال أن أكون ملكاً لأحدهم؟ قدري هو أن أكون معهم أمنحهم الحب والجمال والثقافة والمعرفة والسعادة ولولا تاريخي العريق والمجيد وهؤلاء المحبون ما كنت قد وصلت إلى هذا المستوى والمحبة. حاول أن ترضى بنصيبك مني وتأكد أني أكن لك كل الحب والتقدير والاحترام، ولأول مرة أجد نفسي أتقبل كلامها بكل ارتياح ولعلها المرة الأولى أيضاً التي أيقنت أنها تحب الجميع، وأن تكون محبوبة من الجميع فهذا هو قدرها. حبيبتي (الإمارات) في مراتب عليا جعلتها تنافس أكبر الدول في العالم تطوراً وتقدماً وحداثة ولولا التخطيط السليم والعمل المثابر والكفاح ما وصلت حبيبة الجميع إمارات المحبة والخير والتاريخ والعراقة إلى ما وصلت إليه الآن. حفظ الله دولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعباً وكلمات وفاء وعرفان لرجالها الأشاوس فرسان الكفاح والخير. فهد الحربي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©