الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الوطني الربيعي 2» رحلة إلى أعماق الموروث الشعبي

«الوطني الربيعي 2» رحلة إلى أعماق الموروث الشعبي
16 ديسمبر 2013 14:38
ارتسمت البسمة على وجوه ما يقرب من 300 طالب تدفقوا صباح أمس على جزيرة السمالية من المراكز والشعب التابعة لنادي تراث الإمارات في اليوم الأول لانطلاق الملتقى الوطني الثاني «الربيعي»، وتدفق الطلبة بغزارة من أجل ممارسة أنشطتهم التراثية المحببة. ويوماً بعد آخر تزدان السمالية بمفردات الموروث الشعبي الأصيل، الذي يستمد منه النشء القيم والعادات والتقاليد التي ميزت الشخصية الإماراتية في الماضي والحاضر تحت شعار «الإمارات وطن الريادة والتميز»، وبرعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات. أتاحت إجازة نصف العام الدراسي فرصة ذهبية للعديد من طلاب المدارس لاستثمار أوقات فراغهم، فيما يغذي وجدانهم عبر مشاركتهم في المناشط التراثية المتعددة الموزعة على جنبات جزيرة السمالية، التي تعد درة التراث الوطني. واللافت أنهم أقبلوا بمحبة فياضة ومشاعر صادقة على الفعاليات، التي بلغت في اليوم الأول 9 أنشطة فتحت المجال لجميع الزوار من أجل إبراز مهاراتهم الخاصة، وقدراتهم في التعامل مع الهجن وركوب الخيل، وتعلم ممارسة القنص، والسباحة، والألعاب الشعبية التي تنشط الذهن وتجسد روح المثابرة، والعمل الجماعي، في إطار الحفاظ على الموروث الشعبي الذي من خلاله تترسخ في نفوسهم قيم الولاء والانتماء، وكذلك تعزيز الهوية الوطنية بكل عناصرها. أهازيج شعبية في الصباح الباكر تجمع عدد كبير من الطلاب في مدخل جزيرة السمالية ليستقلوا مركباً ضخماً لنقلهم إلى داخل الجزيرة، وأثناء وجودهم بالمركب ارتفعت أصواتهم بالغناء الجماعي حيث ترنموا بالأناشيد الوطنية والأهازيج الشعبية، تعبيراً عن فرحتهم الغامرة إلى أن رسا المركب على مدخل الجزيرة، وفور نزول الطلاب تدفقوا إليها بسعادة غامرة وفي اللحظة ذاتها تحركوا جميعاً في جولة بين أروقتها، للاطلاع على ما تزخر به من جوانب تراثية هائلة توزعت ما بين بيت الشعر والطوي والحظيرة، فضلاً عن أنهم تعرفوا عن قرب على البيئة البحرية وطرق صيد الأسماك التقليدية وفلق المحار، حيث تجمعوا حول كبار السن الموجودين بالجزيرة ليسمعوا منهم الحكايات القديمة الواقعية عن حياة الرجال، وكيف كانوا يعملون في مهنة صيد الأسماك وكيف كانوا يتمكنون من صناعة شباك الصيد بأنفسهم أيضاً، وحجم المعاناة التي عاشوا في ظلالها زمناً طويلا ونظراً لأن مثل هذه الحكايات كانت تجذب الطلاب وتثري مخيلتهم، فإنهم كانوا يطلبون المزيد، غير أن الجولة التعريفية كانت تشمل برنامجاً ممتداً حتى يتسنى لمن يزور الجزيرة للمرة الأولى من الطلاب أن يتعرف أكثر على ما تتمتع به من مقومات تراثية كبيرة؛ فكان جميع المشرفين يحثونهم على مواصلة الرحلة بين أحضان السمالية التي توزعت على أطرافها أشجار النخيل، التي أضفت سحراً على المكان، فضلاً عن أسراب الغزلان التي تنطلق في ربوعها من دون أية قيود تعدو آمنة وتطعم في مرح غامر وتقفز من الأماكن المرتفعة نسبياً إلى أسفل مما جذب أنظار الزوار الصغار، وجعلهم يفتنون بهذه المشاهد الطبيعية، ثم انتقلوا إلى ميدان الرماية ومروا على المسبح الأوليمبي وعيونهم لا تستقر من فرط ما شاهدوا من مناظر الطبيعة الخلابة في أجواء شتوية ممتعة، سمحت بحرية الحركة في ركن الهجن والفروسية ومواطن الألعاب الشعبية الكثيفة، فضلاً عن والاستمتاع بالبحر والمراكب القديمة. كنوز التراث حول فعاليات اليوم الأول للملتقى الوطني الثاني «الربيعي» لهذا العام، يقول مدير إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات سعيد المناعي إن إدارة الأنشطة عملت في الفترة الماضية على تجهيز جزيرة السمالية، وتهيئتها لاستقبال الطلاب في فترة إجازة نصف العام من أجل انطلاق الملتقى بجميع أنشطته، مضيفا «وزعنا الأدوار على مشرفي المراكز لمعرفة احتياجات الطلبة، ومن ثم تلبية مطالبهم وذلك وفق استراتيجية إدارة الأنشطة في منح صلاحيات لهؤلاء المشرفين في أن يكونوا متفاعلين مع الزوار الصغار». ويتابع المناعي «نسعى إلى خلق روح التنافس البناء بين تلك الفئات العمرية الصغيرة عبر ممارسة الألعاب الشعبية وممارسة رياضة الخيل والهجن لبث الحماس في نفوسهم عبر المسابقات المختلفة، فضلاً عن أن الجولة التعريفية التي انضم إليها الطلاب عرفتهم على مكانة جزيرة السمالية كمحمية طبيعية تحتوي كنوزا تراثية كثيرة، كما أن اقترابهم من البيئة البحرية وتلمسهم خطى الأجداد يمنحهم الشعور بأهمية الماضي في رسم رؤى المستقبل، بالإضافة إلى أن ميادين الفروسية والهجن والرماية والسباحة تولد بداخلهم قيم الشجاعة والثقة بالنفس، فضلاً عن أن مثل هذه الجولات التعريفية تجعل الزائر الصغير يكون فكرة كاملة عن المناشط، مما يجعله يحرص على إحضار الملابس المناسبة لكل نشاط وكل بيئة من البيئات. ويبن المناعي أن اليوم الأول للأنشطة يعد في حقيقية الأمر رحلة استكشافية لجميع المراكز المشاركة إذ إن الطلاب كل عام يتجددون ومنهم من يزور الجزيرة للمرة الأولى، والمشرفون يبذلون أقصى ما لديهم من طاقة من أجل توضيح طبيعة الأنشطة وأهداف الملتقى للطلاب، ويلفت المناعي إلى أنه حضر نحو 300 طالب للجزيرة أمس في اليوم الأول للملتقى الوطني الثاني الربيعي الذي يهدف إلى تعزيز مفهوم الهوية الوطنية، وفق توجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، إذ إن مهمة ترسيخ مفاهيم المواطنة الصالحة في أذهان الطلاب تحتاج إلى جهد من أجل أن يتعلموا القيم الرشيدة ويكتسبوها حتى يكونوا مواطنين لديهم حب لوطنهم ولدولتهم التي ترعاهم في كل شيء وتدعمهم، ويشير إلى أن إدارة الأنشطة التي تعمل بشكل جماعي تسعى إلى تنمية كوادر وطنية عبر المبادرات التي يطلقها قادة الدولة وهنا في هذا الملتقى دعونا الطلاب المشرفين لعصف ذهني، تماهياً مع دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، ويؤكد المناعي أنه لا يسعه إلا أن يتقدم بخالص الشكر للدفاع المدني الذي حرص على المجيء إلى جزيرة السمالية في بداية هذا الملتقى، مع وجود سيارة إسعاف لتوخي عناصر الأمن والسلامة جميعها فالملتقى يجمع أبناءنا الطلاب وهم أمانة في عنق نادي تراث الإمارات. قهوة وسباحة يثمن المشرف الرئيس في مركز أبوظبي بدر محمد حرص طلاب المركز على الحضور بكثافة من أجل المشاركة في فعاليات الملتقى الوطني الثاني الربيعي السنوي، إذ إن أبناء المركز بلغوا نحو 40 طالباً من أجل المشاركة في أنشطة الفروسية والهجن والألعاب الشعبية والأنشطة البيئية والتجديف بالكايك، ومن ثم الانضمام إلى المسابقة المخصصة لهذا النوع من التجديف سواء بالقارب الفردي أو الزوجي. ويذكر أن الطلاب كان لديهم استعداد كامل للمشاركة في ما يقرب من تسعة أنشطة متنوعة أبرزها تعلم صناعة القهوة العربية وآدابها ومجالسها، على سبيل أن القيم الإماراتية موصولة ببعضها بعضا، وما من شك في أن فعاليات اليوم الأول بثت الحماس في نفوس جميع أبناء المراكز التابعة لنادي تراث الإمارات، وحفزتهم على مواصلة ممارسة الأنشطة واستغلال فترة إجازة نصف العام فيما يفيدهم على الصعد كافة. وبخصوص الفعاليات الخاصة بالسباحة، والتي كان لها حضور كبير في برنامج الملتقى الوطني الثاني «الربيعي» في يومه الأول، يوضح مدرب فريق السباحة بنادي تراث الإمارات محمد أسعد عبدالله أنه وصل إلى الجزيرة أمس في بداية الملتقى نحو 55 طالباً منهم 30 طالباً يجيدون السباحة بشكل تام. ويقول «أعددنا معسكراً للطلاب يستمر حتى نهاية الملتقى حيث تم اختيار 30 سباحاً، وهم من النخبة من أجل تدريبهم في مسبح السمالية الأوليمبي، بحيث يكون التدريب على فترتين كل يوم فترة صباحية وأخرى مسائية يقطع خلال كل واحدة السباح ما يقرب من 6 كيلومترات، وذلك لرفع مستوى اللياقة البدنية، ومن ثم تحسين الأداء الحركي»، مشيرا إلى أن أعمار المشاركين تتراوح ما بين 10 و15 عاماً، ويعد هذا المعسكر الثاني، إذ إن المعسكر الأول كان عام 2011، وحقق نجاحاً كبيراً. ويذكر أن «الدورة الحالية منه مختلفة بشكل كامل حيث جهزنا للطلاب مساكنهم وأخذناهم في جولة تعريفية بالجزيرة نظرا لوجود طلاب جديد وأطلعناهم على قوانينها، وأعطيناهم جدول التدريب والمسابقة، وفتحنا الباب أمام أولياء الأمور لمتابعة أبنائهم أثناء فترة المعسكر، بالإضافة إلى أننا وزعنا الطلاب على مجموعات وفق مستوى كل واحد منهم، وفي نهاية الملتقى سيتم عمل اختبار للوقوف على مدى استفادة المشاركين من المعسكر، ومن ثم تقييمهم لكي يحصل كل طالب متفوق على الجائزة التي يستحقها». مصافحة الصغار حرص مدير إدارة الأنشطة بنادي تراث الإمارات سعيد المناعي على الحضور مبكراً للجزيرة من أجل الاطمئنان على جاهزية المناشط كافة، وكان في استقبال مشرفي المراكز التابعة لنادي تراث الإمارات. وفي لفتة كريمة منه اقترب من بعض طلاب المدارس وصافحهم وحثهم على استثمار عطلة إجازة نصف العام الدراسي التي تتزامن مع الأجواء الشتوية الدافئة. وأوضح لهم أن الجزيرة تم إعدادها على أكمل وجه من أجل استقبالهم فهي حاضنة التراث وملاذ النشء، لكونها تلعب دوراً مهماً في تطوير المهارات الفردية وتنمية الشخصية، وترتقي بالسلوك عبر الأنشطة التي ترسخ القيم والتقاليد الأصيلة التي درج عليها الشعب الإماراتي، والتي تحث القيادة الرشيدة في الدولة على تعزيزها في نفوس الصغار والكبار معاً. ألعاب وأهازيج شعبي في لفتة طريفة قبل بدء فعاليات الملتقى الوطني الثاني «الربيعي» تجمع ثلاثة أطفال من عائلة واحدة وراحوا يمارسون بعض الألعاب الشعبية على طريقتهم الخاصة ويدورون حول أنفسهم، وهم يرددون بعض الأهازيج الشعبية، وضمت الاحتفالية الجميلة محمد سعيد المنصوري وبيات راشد، وعلي محمد. ويقول بيات أصغر مشارك في فعاليات الأمس «جئنا من مركز الوثبة من أجل مشاهدة جزيرة السمالية التي سمعنا عنها كثيراً، وكذلك للمشاركة في بعض الأنشطة الخفيفة التي تلائم أعمارنا».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©